وصلت حصيلة القتلى من العسكريين والمدنيين في عملية "ردع العدوان" المستمرة ليومها الخامس، إلى 446 منذ فجر يوم 27 تشرين الثاني (نوفمبر) الفائت، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقتل 11 مدنياً على الأقل بينهم خمسة أطفال الإثنين جراء غارات نفذها الطيران الروسي والسوري على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، غداة إعلان موسكو أنّ قواتها تساعد الجيش السوري في "صد" هجوم فصائل معارضة.
وأفاد المرصد عن "غارات مشتركة نفذها الطيران الروسي والسوري استهدفت مناطق عدة، بينها مدينة إدلب ومخيم للنازحين شمالها"، ما أسفر عن مقتل "11 مدنيا بينهم خمسة أطفال وسيدتان وإصابة العشرات بجروح".
وسيطرت "هيئة تحرير الشام" والفصائل المتحالفة معها على مناطق واسعة بعد انسحاب متسارع للجيش السوري، وكان من أبرز تلك المناطق مدينة حلب، التي تمكنت الفصائل من دخولها بعد تنفيذ تفجيرين بسيارتين مفخختين، بسطت الفصائل سيطرتها الكاملة على المدينة، بما في ذلك مطار حلب الدولي، بعد السيطرة على مركز البحوث العلمية ومواقع استراتيجية أخرى في محيطها، بحسب المرصد.
ومع تقدم الفصائل وسيطرتها السريعة خلال الأيام الخمسة الأولى من المعارك، دفع الجيش السوري بتعزيزات عسكرية كبيرة لإعادة التمركز ورسم خطوط دفاعية جديدة، وتمركزت القوات في مدينة طيبة الإمام وبلدتي خطاب وصوران في ريف حماة الشمالي، إضافة إلى مدينتي السقيلبية ومحردة في الريف الشمالي الغربي، وكذلك في محيط قرى في ريف حماة الغربي، مع تراجع حدة الاشتباكات في المنطقة.
إعلام عبري: إيران ترسل قوات إلى سوريا
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية نقلاً عن مصدر سياسي بأن إيران بدأت بإرسال قوات إلى سوريا في محاولة لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد لمواجهة التنظيمات المسلحة، التي شنت هجوماً مباغتاً على ريفي حلب وإدلب.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله، إنَّ إيران بدأت بإرسال قوات إلى سوريا في محاولة لمساعدة الحكومة السورية على مواجهة تحرك التنظيمات المسلحة، شمال البلاد.
وأشارت إلى أن إسرائيل تخشى أن تستغل إيران التطورات في سوريا، لزيادة قواتها بشكل كبير في البلاد.
عن "حزب الله"...
بدورها، قالت "هيئة البث الإسرائيلية" نقلاً عن مصادر استخباراتية غربية إنَّ "حزب الله" قام بتحويل بعض قواته من لبنان إلى سوريا من أجل حماية منشآته هناك.
وأضافت نقلاً عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين، أن الحوادث في سوريا يمكن أن تساعد على المدى القصير في إحلال الهدوء على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وكانت طهران تعهدت تقديم كل أنواع الدعم الى الحكومة السورية، ولم تستبعد إرسال مستشارين إلى حلب.
الخارجية الإيرانية: استمرار وجود المستشارين العسكريين في سوريا بناء على طلب دمشق
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي اليوم الاثنين إن وجود المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا سيستمر بناء على طلب دمشق.
عناصر من فصائل شيعية موالية لإيران تدخل سوريا من العراق
قال مصدران في الجيش السوري إن عناصر من فصائل شيعية مدعومة من إيران دخلت سوريا الليلة الماضية من العراق وتتجه إلى شمال سوريا لتعزيز قوات الجيش السوري التي تقاتل قوات المعارضة.
وذكر مصدر كبير في الجيش السوري لـ"رويترز" أن عشرات من مقاتلي قوات الحشد الشعبي العراقية المتحالفة مع إيران عبروا أيضا من العراق إلى سوريا عبر طريق عسكري بالقرب من معبر البوكمال.
وتابع: "تعزيزات جديدة لمساعدة اخواننا على خطوط التماس في الشمال"، مضيفا أن المقاتلين ينتمون لفصائل تشمل كتائب "حزب الله" العراقية ولواء فاطميون.
ووفقا لمصدرين آخرين في الجيش، فإن الافتقار إلى تلك القوة البشرية للمساعدة في إحباط هجوم قوات المعارضة في الأيام القليلة الماضية ساهم في التراجع السريع لقوات الجيش السوري وانسحابها من مدينة حلب. وتتمتع الفصائل المتحالفة مع إيران، بقيادة جماعة "حزب الله" اللبنانية، بحضور قوي في منطقة حلب.
كما كثفت إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية من ضرباتها على القواعد الإيرانية في سوريا بينما نفذت حملة في لبنان تقول إنها أضعفت "حزب الله" وقدراتها العسكرية.
أكراد سوريا يطالبون بإجلاء المدنيين من محيط حلب بعد هجمات فصائل موالية لأنقرة
طالبت قوات سوريا الديموقراطية الإثنين بإجلاء المدنيين الأكراد من محيط مدينة حلب في شمال سوريا الى معاقلها في شمال شرق البلاد، غداة سيطرة فصائل سورية موالية لأنقرة على مدينة استراتيجية كانت تحت نفوذها.
وقال مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديموقراطية المدعومة أميركيا والتي يشكل الأكراد عمودها الفقري، في بيان: "نعمل على التواصل مع كافة الجهات الفاعلة في سوريا لتأمين حماية شعبنا وإخراجه بأمان من منطقة تل رفعت والشهباء" في ريف حلب الشمالي "باتجاه مناطقنا الآمنة في شمال شرق البلاد".
وأوضح عبدي أن قواته تدخلت بعد "انسحاب الجيش السوري وحلفائه" من حلب، من أجل "فتح ممر إنساني بين مناطقنا الشرقية وحلب ومنطقة تل رفعت لحماية شعبنا من المجازر، لكن هجمات المجموعات المسلحة المدعومة من الاحتلال التركي قطعت هذا الممر".
وتل رفعت في الأساس مدينة ذات غالبية عربية، لكن مع شنّ أنقرة والفصائل الموالية لها هجوما على منطقة عفرين عام 2018، ثم سيطرتها عليها، تدفّقت عشرات آلاف العائلات الكردية إليها. وتقع المدينة في جيب يسيطر عليه المقاتلون الأكراد في ريف حلب الشمالي، حيث يقدر المرصد السوري لحقوق الإنسان وجود أكثر من مئتي ألف كردي محاصرين فيها حاليا من قبل الفصائل السورية الموالية لانقرة.
اقرأ أيضاً: عراقجي: ليلة لا تنسى في دمشق
الخوذ البيضاء: 25 قتيلاً على الأقل في شمال غرب سوريا مع تكثيف الغارات الروسية والسورية
قالت منظمة إنسانية تديرها المعارضة السورية وتعرف باسم الخوذ البيضاء صباح اليوم الاثنين إن ما لا يقل عن 25 شخصا قتلوا في شمال غرب سوريا في غارات جوية نفذتها الحكومة السورية وروسيا.
وذكرت مصادر عسكرية أن طائرات مقاتلة روسية وسورية قصفت مدينة إدلب الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة في شمال البلاد أمس الأحد، في حين تعهد الرئيس بشار الأسد بالقضاء على مسلحي المعارضة الذين اجتاحوا مدينة حلب.
وقال الجيش أيضاً إنه استعاد السيطرة على عدة بلدات اجتاحتها المعارضة المسلحة في الأيام القلية الماضية.
وقال سكان إن هجوما استهدف منطقة سكنية مزدحمة في وسط إدلب، وهي أكبر مدينة يسيطر عليها مسلحو المعارضة بالقرب من الحدود التركية حيث يعيش نحو أربعة ملايين شخص في خيام ومساكن موقتة.
وذكر رجال الإنقاذ في مكان الواقعة أن ما لا يقل عن سبعة أشخاص قتلوا وأُصيب العشرات.
ويقول الجيش السوري وروسيا إنهما يستهدفان مخابئ قوات المعارضة وينفيان مهاجمة المدنيين.
وقالت منظمة الخوذ البيضاء إن عشرة أطفال كانوا ضمن قتلى الغارات الجوية في إدلب وحولها وعلى أهداف أخرى في أراض تسيطر عليها المعارضة بالقرب من حلب.
تصفح هنا: "المرصد": ارتفاع حصيلة هجوم الفصائل المعارضة في شمال سوريا إلى 412 قتيلاً
وأضافت المنظمة في بيان على منصة "إكس" أن إجمالي عدد القتلى جراء الغارات السورية والروسية منذ 27 تشرين الثاني (نوفمبر) ارتفع إلى 56 بينهم 20 طفلاً.
وقوات المعارضة تحالف من جماعات مسلحة علمانية مدعومة من تركيا إلى جانب "هيئة تحرير الشام"، وهي جماعة إسلامية تمثل أكبر قوة عسكرية للمعارضة.
وتصنف الولايات المتحدة وروسيا وتركيا ودول أخرى "تحرير الشام" جماعة إرهابية.
وبعد نحو 14 عاماً من النزاع، أصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سوريا، خارج سيطرة الحكومة السورية، فيما لا تزال حصيلة الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل معارضة الأربعاء في شمال سوريا تشهد ارتفاعاً.
اقرأ أيضاً:سيطرة المتشددين على حلب يحيي آمال تركيا بطي ملف اللاجئين