وذكر مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في بيان أن "الغارة جزء من نمط مثير للقلق للغاية من الاستخدام غير المشروع للقوة من جانب قوات الأمن الإسرائيلية خلال عمليات عسكرية في الضفة الغربية والتي تسببت في أضرار واسعة النطاق للفلسطينيين وأضرار كبيرة للمباني والبنية التحتية".
وبحسب البيان فإن هذا "مثال واضح آخر على لجوء قوات الأمن الإسرائيلية بشكل منهجي إلى القوة المميتة في الضفة الغربية والتي غالباً ما تكون غير ضرورية وغير متناسبة وبالتالي غير قانونية"، داعياً إلى إجراء تحقيق مستقل.
وأضاف المكتب أن "تدمير مبنى كامل مملوء بالسكان عن طريق القصف الجوي يظهر تجاهلاً صارخاً لالتزامات إسرائيل".
وذكرت الأمم المتحدة أن الغارة وقعت في وقت "لم تكن فيه أي اشتباكات أو مواجهات" في الموقع. وأضافت أن "الضربة الجوية دمرت المبنى المستهدف بالكامل وألحقت أضرارا بالمنازل المجاورة".
وأشارت "قد يكون هناك المزيد من القتلى محاصرين تحت الأنقاض، لكن التعافي وتحديد الهوية أمر صعب في ضوء التأثير الهائل للانفجار".
في السياق، أعربت ألمانيا عن "صدمتها" إزاء الغارة الجوية الإسرائيلية على مخيم للاجئين في طولكرم.
أعلنت وزارة الصحة ليل الخميس مقتل 18 فلسطينياً بقصف جوي إسرائيلي طال مخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه شنّ غارة على المخيم.
وشيّع المئات الجمعة ضحايا الغارة، وحمل المشاركون أعلاماً فلسطينية، وأطلق بعضهم النار في الهواء. ورأى صحافي في وكالة فرانس برس مسلّحين ملثمين ارتدوا ملابس سوداء اللون.
وقال ناصر خريوش والد أحد الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارة لـ"فرانس برس": "نأمل أن يتكاتف الشعب الفلسطيني. قضتينا واحدة".
وأعلن الجيش وجهاز الاستخبارات الإسرائيليان في بيان مشترك أنّ القصف استهدف قائد الجناح المسلح لحركة حماس في منطقة طولكرم.
وأوضح البيان أن الغارة استهدفت قائد "الشبكة الإرهابية التابعة لحماس في طولكرم زاهي ياسر عبد الرازق عوفي.. وقضت عليه"، متهما إياه بـ"التخطيط لتنفيذ عملية إرهابية وشيكة داخل إسرائيل".
وتنفذ القوات الإسرائيلية بانتظام توغلات في البلدات الفلسطينية في الضفة الغربية، لكن التطورات الميدانية الحالية وكذلك تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تؤشر إلى تصعيد.
وهذه الحصيلة هي من الأعلى التي تحصدها غارة جوية إسرائيلية في الضفة من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية قبل أكثر من عقدين.
وشهدت الضفة الغربية تصاعدا في أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق للحركة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر).
ومنذ ذلك الحين، قتلت القوات الإسرائيلية أو مستوطنون ما لا يقل عن 699 فلسطينياً في الضفة الغربية، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إنَّ ما لا يقل عن 24 إسرائيلياً، بما في ذلك أفراد من قوات الأمن، قُتلوا في هجمات شنّها مسلحون فلسطينيون خلال الفترة ذاتها.