النهار

بوادر أزمة دبلوماسية بين ليبيا ونيجيريا بسبب مباراة كرة قدم!
القاهرة- أحمد مصطفى
المصدر: النهار
تسارعت تطورات أزمة إلغاء مباراة كرة القدم بين المنتخبين الليبي والنيجيري التي كان يُفترض أن تُقام الثلاثاء، ما ينذر بأزمة دبلوماسية بين البلدين.
بوادر أزمة دبلوماسية بين ليبيا ونيجيريا بسبب مباراة كرة قدم!
صورة تم تبادلها في مواقع التواصل الاجتماعي للاعبي منتخب نيجيريا في مطار الابرق
A+   A-

وكانت الأزمة قد انفجرت بعدما قررت السلطات الليبية هبوط طائرة المنتخب النيجيري في مطار الأبرق، بدلاً من مطار مدينة بنغازي، على أن يُنقل المنتخب الضيف عبر حافلات إلى المدينة الواقعة على شاطئ البحر المتوسط شمال شرقي ليبيا، للعب المباراة على ملعب بنينا الدولي ضمن التصفيات المؤهلة إلى كأس الأمم الأفريقية،  وذلك عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل التي تلقاها المنتخب الليبي قبل مباراته مع نيجيريا، الجمعة الماضي، والتي انتهت بفوز "النسور الخضر" بهدف نظيف.

 

لكن المنتخب النيجيري اشتكى من تأخر انتهاء أوراق المرور عبر المطار لساعات، عزتها السلطات الليبية إلى "إجراءات روتينية"، وانتشرت على نطاق واسع صور لافتراش لاعبي الفريق الضيف أرض المطار ومقاعده، ليقرر بعدها الاتحاد النيجيري الانسحاب من المباراة  ومغادرة المطار الليبي.

 

وبينما سارع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" إلى الدخول على خط الأزمة، مقرراً إحالة الوقائع إلى لجنة الانضباط للتحقيق فيها، متوعداً بـ"اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد كل من انتهك لوائح كاف"، تباينت التوقعات حول العقوبات التي يُمكن أن تصدر بحق المنتخب الليبي إذا أثبت الجانب النيجيري المضايقات التي تعرض لها منتخبه، فيما يعول الجانب الليبي على معاقبة منتخب "النسور" بسبب انسحابه من المباراة، بخصم نقاط واحتساب المباراة الملغاة لمصلحته.

 

ويتصدر المنتخب النيجيري المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط، بعدما  لعب ثلاث مباريات  قبل المباراة المثيرة للأزمة، فيما تتذيل ليبيا المجموعة التي تضم 4 فرق برصيد نقطة واحدة.

ودافع الاتحاد الليبي لكرة القدم عن نفسه، مستنكراً في بيان "الإجراءات التي اتخذها نظيره النيجيري برفضه خوض المباراة"، مؤكداً أنه سيتخذ كل الإجراءات القانونية للحفاظ على مصالح منتخب ليبيا الأول لكرة القدم.

 

وأشار الاتحاد الليبي إلى أنه سيرسل إلى "كاف" بعض اللقطات "غير الإنسانية التي لم تمنع البعثة الليبية من خوض مباراة نيجيريا وليبيا، وذلك بدافع التعاون مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم"، موضحاً أن المنتخب الوطني الليبي "تعرض للصعوبات في الذهاب والإياب منذ وصوله إلى نيجيريا، إذ سافر في ظروف صعبة إلى مدينة أويو النيجيرية التي تبعد 200 كليومتر وسط الغابات، عدا التوقفات طوال الطريق. وبعد العودة من مدينة أويو إلى العاصمة، رفضت السلطات النيجيرية عودة المنتخب الوطني عن طريق البر كما جاء، وذلك بسبب ظروف أمنية على حد قولها".

 

وأضاف أن "نظيره النيجيري لم يتعاون معه بأي شكل من الأشكال، سواء في ما يتعلق بمباراة الذهاب أم بمباراة العودة، علماً أن الأحداث الخارجة عن إرادتنا لا تعادل جزءاً بسيطاً مما تعرض له منتخب ليبيا الأول في لقاء الذهاب".

 

وقال المنسق الإداري للمنتخب الليبي نوري جموم: "أرسلنا صوراً وفيديوات ضمن تقرير يستعرض تفاصيل المضايقات التي تعرض لها المنتخب الليبي في نيجيريا من أجل إرفاقها ضمن شكوى سنتقدم بها إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم"، موضحاً لـ"النهار" أن الفريق الليبي "انتظر لساعات في المطار لانتهاء تأشيرات الدخول وإجراءات تفتيش غير مسبوقة وكذلك لوصول حافلات نقل الفريق التي لم تكن حاضرة، قبل أن تسير الرحلة في طريق غير ممهد وسط الادغال في ساعات متأخرة من الليل، ما مثل خطورة بالغة من ناحية تأمين الفريق، ورغم كل ذلك كان هناك إصرار على خوض المباراة".

 

وأضاف: "حتى في رحلة العودة إلى ليبيا كانت هناك عراقيل في الإجراءات لجهة إعادة تفتيش حقائب لاعبي الفريق والأجهزة الطبية، حتى أن بعثة المنتخب النيجيري تحركت من بلادها إلى ليبيا قبل تحرك رحلة المنتخب الليبي".  

الناقد الرياضي بشير ميلاد اعتبر أن "تسليط الضور على ما حصل للمنتخب النيجيري في ليبيا، على عكس ما حصل مع منتخب بلاده، يأتي لاعتبارات مكانة منتخب النسور الخضر الذي يمتلك مجموعة من المحترفين في أوروبا يمكنهم التأثير على المستوى الدولي عبر وسائل التواصل الاجتماعي"، مضيفاً لـ"النهار": "ما حصل للمنتخب النيجيري وتعطل منظومة تأشيرات الدخول هي إجراءات روتينية تحدث في كل البلاد الأفريقية. لكن قادة الفريق النيجيري يحاولون استخدامها لمحاولة الضغط على الاتحاد الأفريقي".

 

وأشار إلى أن "ما حدث مع المنتخب الليبي في نيجيريا سبقته حوادث عدة للفرق المحلية خلال الأعوام الأخيرة عندما كانت تلعب فرق نيجيريا ضمن مباريات الدوري الأفريقي للأبطال وكأس الكونفدرالية".

 

لكن  يظهر أن الأزمة ستكون لها تبعات على الصعيد الدبلوماسي، إذ دخل الرئيس النيجيري بولا تينوبو على الخط، مطالباً الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بـ"ممارسة مسؤولياته".

 

وقال إنه "تأثر بالمعاملة اللا إنسانية التي تعرض لها لاعبو النسور الخضر ومسؤولوهم في ليبيا". وأشاد باللاعبين لـ"حفاظهم على معنوياتهم" على رغم  المحنة التي وصفها بـ"المروعة في ليبيا".

 

أضاف أنه يتوقع أن "يجري المجلس التأديبي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم تحقيقاً شاملاً ويوصي باتخاذ الإجراء المناسب"، داعياً "جميع محبي لعبة كرة القدم والإداريين إلى التوحد والعمل التعاوني لمنع مثل هذه الحوادث والتغلب عليها في المستقبل".

 

وقبل ذلك، أعلنت الحكومة الفدرالية في نيجيريا أنها استدعت القائم بالأعمال الليبي لحل الوضع المتعلق بلاعبي فريقها الوطني لكرة القدم "الذين تقطعت بهم السبل لأكثر من 12 ساعة بعد وصولهم إلى ليبيا".

اقرأ في النهار Premium