النهار

دي ميستورا يطرح على مجلس الأمن مشروعاً لـ"تقسيم" ‏الصحراء الغربية
المصدر: أ ف ب
عرض مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ستافان ‏دي ميستورا على مجلس الأمن الدولي خلال جلسة مغلقة ‏مساء الأربعاء مشروعا "لتقسيم" هذه المنطقة المتنازع عليها ‏بين المغرب وجبهة البوليساريو، بحسب ما علمت وكالة ‏‏"فرانس برس" الخميس‎.‎
دي ميستورا يطرح على مجلس الأمن مشروعاً لـ"تقسيم" ‏الصحراء الغربية
مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية ستافان ‏دي ميستورا
A+   A-

وخلال هذه الجلسة المغلقة، قال المبعوث الأممي بحسب ‏محضر الجلسة "لقد قمتُ، بسريّة تامّة، باستئناف وإعادة إحياء ‏مفهوم تقسيم الإقليم مع جميع الأطراف المعنية". ‏

ولم تُنشر تصريحات دي ميستورا خلال جلسة مجلس الأمن، ‏لكنّها وردت في محضر الجلسة الذي اطّلعت عليه وكالة ‏‏"فرانس برس"‏‎.‎

وأوضح الدبلوماسي السويدي-الإيطالي البالغ من العمر 77 ‏عاما أنّ مشروع "التقسيم" هذا "من شأنه أن يتيح، من ناحية، ‏إنشاء دولة مستقلة في الشطر الجنوبي، ومن ناحية أخرى، ‏دمج بقية الإقليم كجزء من المغرب يتم الاعتراف بسيادته عليه ‏دوليا". ‏

لكن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة حذّر من ‏أنّه "لا الرباط ولا جبهة البوليساريو" أبدتا أدنى "مؤشر على ‏استعداد" أيّ منهما للمضي قدما في التباحث بشأن هذا ‏المقترح، مبديا "أسفه" لهذا الأمر‎.‎

وتقع الصحراء الغربية على ساحل المحيط الأطلسي ويحدّها ‏المغرب وموريتانيا والجزائر وتعتبرها الأمم المتحدة من ‏‏"الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".‏

وردا على ذلك، اعتبرت جبهة بوليساريو أنّ الخطة تفشل في ‏‏"ترسيخ" حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير‎.‎

وقال ممثل جبهة بوليساريو لدى الأمم المتحدة سيدي عمر ‏على موقع إكس، إن الحركة "تؤكد بقوة رفضها التام والقاطع ‏لأي مقترحات أو مبادرات".‏

ويسيطر المغرب على 80% من مساحة الصحراء الغربية. ‏وطرحت الرباط خطة عام 2007 تقترح فيها منح المستعمرة ‏الإسبانية السابقة حكما ذاتيا تحت سيادتها، فيما تطالب جبهة ‏البوليساريو المدعومة من الجزائر والتي تخوض نزاعا مع ‏الرباط منذ 1975 بالسيادة على الصحراء الغربية وتدعو إلى ‏إجراء استفتاء لتقرير المصير برعاية الأمم المتحدة نصّ عليه ‏اتفاق لوقف إطلاق النار مبرم في العام 1991‏‎.‎

وفي مطلع آب (أغسطس) الماضي، أعرب الأمين العام للأمم ‏المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلق عميق" إزاء تدهور ‏الوضع في الصحراء الغربية، وذلك في تقرير أعدّه حول هذه ‏المنطقة بطلب من الجمعية العامة للأمم المتحدة، داعيا إلى ‏‏"تجنّب أيّ تصعيد إضافي".‏

وكتب غوتيريش أن "استمرار الأعمال العدائية وغياب وقف ‏لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو يمثّلان انتكاسة ‏واضحة في البحث عن حلّ سياسي لهذا النزاع الطويل الأمد". ‏

وهذا التقرير الذي يغطي الفترة من 1 تموز (يوليو) 2023 ‏لغاية 30 حزيران (يونيو) 2024، أُعدّ قبل أن تعلن فرنسا في ‏نهاية تمّوز (يوليو) تأييدها الخطة التي اقترحها المغرب لمنح ‏الصحراء الغربية حكما ذاتيا باعتبارها "الأساس الوحيد" لحلّ ‏النزاع‎.‎

وأثار قرار باريس غضب الجزائر التي تدعم البوليساريو في ‏هذا النزاع‎.‎

والصحراء الغربية غنية بالأسماك والفوسفات ولها إمكانات ‏اقتصادية كبيرة‎.‎

وفي قراره الأخير الصادر في تشرين الأول (أكتوبر) 2023، ‏دعا مجلس الأمن الدولي أطراف النزاع إلى استئناف ‏المفاوضات بهدف التوصل إلى "حلّ سياسي عادل ودائم ‏ومقبول للطرفين يسمح لشعب الصحراء الغربية بتقرير ‏مصيره". ‏

وبعد نحو 30 عاما من وقف إطلاق النار، تعمّق التوتر بين ‏الجزائر والمغرب منذ اعتراف الولايات المتحدة بسيادة ‏الرباط على كامل الإقليم أواخر العام 2020، في مقابل تطبيع ‏المغرب علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل‎.‎

وعُيّن دي ميستورا في منصبه في تشرين الأول (أكتوبر) ‏‏2021، وسافر إلى المنطقة مرات عدة للقاء مختلف أطراف ‏هذا النزاع، لكن من دون أن ينجح في استئناف العملية ‏السياسية‎.‎

اقرأ في النهار Premium