الإعلامية المصرية ياسمين الخطيب
أثار لقاء أجرته الإعلامية المصرية ياسمين الخطيب مع "الفلوغر" هدير عبد الرازق، أخيراً، سجالات محمومة في مصر، شملت اتهامات بانتهاك قيم المجتمع وأخلاقياته، ومخالفة ميثاق الشرف الإعلامي. وتصاعدت الأزمة إلى أن صدر قرار من نقابة الإعلاميين بإيقاف الخطيب 3 أشهر عن العمل، وإيقاف برنامجها "شاي بالياسمين" على قناة "النهار" الفضائية المصرية.
وكانت هدير عبد الرازق قد صرحت خلال البرنامج أن طلبات زواج عدة قدمت إليها مقطع الفيديو الإباحي الذي سُرّب لها قبل نحو عام. وكان هذا التصريح، الذي بدى تفاخراً منها بما اقترفته، من أكثر ما أثار الرأي العام المصري وصعّد موجات الغضب ضد الإعلامية المصرية.
وكان من تبعات الأزمة، التي استمرت أياماً عدة، إجراء المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام تحقيقاً مع ثلاث قنوات تلفزيونية مصرية، انتهت إلى إيقاف مذيعتين في قناتي "صدى البلد" و"هي"، وإغلاق قناة "الصحة والجمال".
تقول الخطيب في تصريحات خاصة لـ"النهار" إنها تشعر بالندم والحزن والصدمة، "ليس بسبب قرار وقفي، بل لأن الجمهور كون انطباعاً غير صحيح عني، نتيجة اقتطاع أجزاء محددة من الحلقة لا تشمل ردي على تفاخر عبد الرازق بتلقيها طلبات زواج بعد رواج مقطع فيديو إباحي خاص بها".
وتضيف: "لم أتوقع ردات الفعل التي خلفتها الحلقة، ولم نكن سعداء بها، لا أنا ولا القناة ولا فريق عمل البرنامج. فأنا لست من المذيعات اللاتي يرغبن في أن يكونوا ’ترينداً‘ أو تحت الأضواء بأي ثمن، وهذا أمر مزعج جداً بالنسبة إلي".
درس مهم
تؤكد الخطيب أنها تعلمت درساً مهماً من أزمتها الأخيرة. تقول: "تعلمت أنني أقدم برنامجاً لجمهور لديه قيم ومبادئ وأخلاقيات خاصة به، وأنا أحترم هذا، وتعلمت أن علي أن أكون حريصة أكثر في تقديم المحتوى، وألا يتصادم هذا المحتوى مع القيم والأخلاقيات التي يتبناها المجتمع".
تضيف هذه الإعلامية التي يراها البعض متمردة على القيم المحافظة: "لست كما يظنني البعض، فأنا احترم المجتمعين المصري والعربي، ولا أنوي أن أتحدى قيمهما ومبادئهما. بالعكس، سأكون حريصة على أن أقدم ما يُرضي جمهوري. فغضب الجمهور كان أكثر شي مؤلم بالنسبة إلي، وليس قرار إيقافي عن العمل، فخسارة الجمهور هي خسارتي الحقيقية".
وعن الحلقة المثيرة للجدل، تقول ياسمين الخطيب أن "هدير عبد الرازق لم تستضَف كنجمة، ولم يكن الهدف من الحلقة هو الاحتفاء بها، كان الغرض هو تسليط الضوء على نموذج تعرض للأذى نتيجة ظهوره على "تيك توك" لنحذر الفتيات من عاقبة انتاج المحتوى المصور ونشره على تطبيقات الفيديو".
وتتابع: "كنت أتوقع أن تظهر ’الفلوغر‘ نادمة على ما حدث، لكن الحلقة اتخذت خلال تصويرها مساراً غير متوقع، وقد قمت بالردّ بقوة على حديثها وانتقدته أكثر من مرة، لكن ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي هو أجزاء مقتطعة من الحلقة".
ليست المرة الأولى
تقول الخطيب: "هذه ليست المرة الأولى التي نستضيف فيها هدير في البرنامج، لقد استضفناها قبل نحو عام من الآن، وقالت إنها تشعر بالندم. وكان الهدف من الحلقة الأخيرة هو إظهار مساوئ ’تيك توك‘ وأن 99% من المعروض عليه مقزز ومثير للغسيان وعواقبه وخيمة على الفتيات".
وتواصل الإعلامية حديثها: "كان مع هدير محامٍ يهاجم تطبيق الفيديو الشهير، لذا توقعت أن تسير الحلقة على هذا النحو، تبدي ’الفلوغر‘ ندمها، وتصبح نموذجاً نحذر به الفتيات، اللاتي ونقول لهن ’لا تفعلن ما فعلته هدير حتى لا تكن مثلها‘، لكن الحلقة اتخذت مساراً معاكساً، وتفاخرت هدير بما فعلته، وحدث ما حدث".
وتنظر الإعلامية إلى هذه الأزمة على أنها "فرصة للتعلم"، وتقول: "أنا أنظر إلى الجانب الإيجابي، فقد أصبحت أكثر نضوجاً بمرور العمر، ولم أعد أثور وأغضب من الانتقادات أو أبادر بالرد عليها، بل أستمع وأتعلم من حتى أصبح نسخة أفضل من نفسي".