رفض قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان الثلاثاء "أي تدخل خارجي"، بعد يوم على استخدام روسيا حق النقض على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري للأعمال العدائية في السودان.
وفي حديثه خلال مؤتمر اقتصادي في بورتسودان، رفض البرهان "الإملاءات التي تملى علينا لفرض حلول لا نقبلها"، مشيدا بموقف روسيا "الداعم".
وأكد البرهان أن "السودان لم يوافق أبدا" على مشروع القرار، واصفا إياه بأنه "معيب ويخدش السيادة السودانية ولا يلبي مطالبنا".
دعا مشروع القرار الذي أعدته بريطانيا وسيراليون الجانبين إلى "الوقف الفوري للأعمال العدائية" والبدء بمحادثات لوقف لإطلاق النار.
وأصر البرهان أن الجيش لن يفاوض أو يوافق على وقف إطلاق النار دون "انسحاب كامل" لقوات الدعم السريع.
"ضياع فرصة ثمينة"
وفي سياق المواقف، اعتبر
المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي أنور قرقاش اليوم أن "إخفاق مجلس الأمن في تبنّي مشروع قرار يطالب بالوقف الفوري للأعمال العدائية وحماية المدنيين في السودان الشقيق مؤسف، ويمثّل ضياع فرصة ثمينة لحقن الدماء في حرب لا يمكن لأي طرف أن يربحها".
وأضاف، عبر "إكس": "أولوية المعالجة يجب أن تكون للكارثة الإنسانية في السودان وليس الحسابات السياسية أو الميدانية الضيقة".
بدورها، أعربت البعثة الإماراتية لدى الأمم المتحدة عن خيبة أملها العميقة إزاء عدم اعتماد مجلس الأمن لمشروع قرار بشأن حماية المدنيين في السودان.
وقالت، في بيان، إن "الشعب السوداني الشقيق لا يزال يتحمّل وطأة هذه الحرب المدمّرة، لذا فإن حمايتهم يجب أن تظل في مقدّمة أولوياتنا".
واعتبرت أن "السبيل الأمثل لحماية المدنيين السودانيين هو بإنهاء الحرب".
ودعت البعثة أطراف النزاع إلى "المشاركة البناءة لتحقيق تلك الغاية".
المبعوث الاميركي في السودانإلى ذلك، أكد المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو لرويترز أن هناك حاجة لمزيد من المساعدات في البلاد فضلا عن تسريع وصولها من خلال تنفيذ ممرات إنسانية وفترات توقف للقتال، وذلك وفقا لما جرى مناقشته مع زعماء الحكومة في زيارة يوم الأحد.
وقال بيرييلو في مقابلة عقب الموافقة على القيام برحلات جوية إلى ولاية جنوب كردفان التي تعاني من الجوع، وتمديد الجيش السوداني السماح باستخدام معبر أدري الحدودي إلى دارفور: "نحن سعداء بتحقيق بعض التقدم ولكننا بحاجة إلى رؤية المزيد".
وقال بيرييلو إن المقترحات التي تشمل ممرات إنسانية وفترات توقف للقتال طُرحت على البرهان وآخرين خلال رحلة إلى بورتسودان أمس الاثنين وحققت تقدما.
وفي تشرين الأول (أكتوبر) وافق مجلس السيادة على القيام برحلات جوية إلى كادقلي لتقديم المساعدة لمناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع في ولاية جنوب كردفان حيث يعاني الناس من الجوع مع عدم وصول المساعدات، وذلك من خلال اتفاق مع حكومة جنوب السودان.
وقال بيرييلو: "أعتقد أنه إذا تمكنا من رؤية نفس الموقف إزاء القدرة على الحصول على ممرات إلى مناطق مثل الخرطوم وأم درمان والجزيرة والفاشر وسنار، أعتقد أننا قد نتمكن من توصيل كثير من المساعدات المنقذة للحياة لبعض السودانيين الأكثر بؤسا".
لكن في كلمة له اليوم الثلاثاء أبدى البرهان شكوكا بشأن سرعة التقدم.
وقال: "رؤيتنا واضحة لكل من يريد مساعدتنا، يجب أن تتوقف الحرب أولا ويجب على المتمردين مغادرة المناطق التي احتلوها".
وأضاف أنه "بمجرد عودة الحياة المدنية، يمكن أن تعود الإغاثة وتكون متاحة لجميع السودانيين".
ولم تنجح حتى الآن الجهود التي تقودها الولايات المتحدة للوصول بالجيش وقوات الدعم السريع إلى طاولة المفاوضات.
وقال بيرييلو: "نحن مستمرون في التواصل النشط مع قيادة قوات الدعم السريع بشأن المفاوضات المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية وتحقيق السلام".
واندلعت المعارك في السودان منتصف نيسان (أبريل) 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".
وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.