النهار

الملاريا تضرب أقصى جنوب الجزائر واستنفار حكومي لتطويق الوباء
الملاريا تضرب أقصى جنوب الجزائر واستنفار حكومي لتطويق الوباء
مصاب في إحدى العيادات
A+   A-

ما لا يقل عن 30 وفاة سجلتها مناطق متفرقة في أقصى جنوب الجزائر خلال أسبوع واحد بسبب وباءي الدفتيريا والملاريا، بحسب ما كشفه ناشطون.
وتعيش مناطق تين زاواتين وبرج باجي مختار وتيمياوين وتمنغست حالة استنفار قصوى بعد انتشار المرضين اللذين قالت  الحكومة الجزائرية إنهما وصلا الى الجزائر من بلدان مجاورة، ولم تتأخر في إعلان مناطق شاسعة من أقصى جنوب البلاد "بؤرة وباء".
وفي وقت يحاول البعض البحث عن أسباب تفشي الوباءين  وسط السكان، مؤكدين أن الأمطار الأخيرة التي شهدتها هذه المناطق وأدت إلى فيضانات عارمة تسببت في تلوث المياه الصالحة للشرب ما أدى إلى انتشار الأوبئة، تسارع السلطات الى احتواء الوضع من خلال إرسال بعثات طبية من العاصمة إلى سكان المناطق الأكثر تضررا على غرار تيمياوين وتين زاوتين وبرج باجي مختار.

وتعاني هذه المناطق عزلة طبية بسبب بعدها الجغرافي إذ يؤكد ناشطون أن السكان في مواجهة يومية مع الدفتيريا والملاريا منذ أكثر من 10 أيام، من دون رعاية لازمة، اللهم بعض العلاجات غير المجدية على مستوى بعض العيادات المعزولة، ما دفع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى التدخل.

 

 ولاحتواء الوضع أرسلت الحكومة طائرة محملة بالأدوية والأمصال واللقاحات ووسائل الحماية اللازمة إلى كل المناطق التي شهدت ظهور حالات من الوباءين.

وفي غضون ذلك قالت وزارة الصحة الجزائرية، إنه "جرى فتح هياكل صحية جديدة للتكفل بحالات المصابين بالأمراض الوافدة ببلديتي إن قزام وتين زواتين في أقصى الحدود الجنوبية"، إلى جانب "فتح نقطة صحية في بلدية تين زواتين لاستعمالها في تقديم الخدمات العلاجية للمصابين بحالات الدفتيريا.


ووعد وزير الصحة عبد الحق سايحي، بإنجاز مستشفى بسعة 60 سريرا، مؤكدا أن الوباء في تراجع، حيث تم تسجيل 24 حالة فقط نهاية الأسبوع، ما يدل الى أن الوضع متحكم فيه؛ كما أكد  أن التلقيح متاح للجميع بمن فيهم رعايا دول الجوار المتواجدين في الجزائر.

العدوى خارجية...
ورغم اعتراف منظمة الصحة العالمية عام 2019 بخلو الجزائر من الملاريا، إلا أن البلاد يشهد ظهورا متكررا للوباء بخاصة في مناطقه الحدودية في أقصى الجنوب.
وفي هذا الشأن يقول الطبيب المختص في الأمراض المعدية البروفسور محمد عدناني، إنه "لا غرابة في انتشار الملاريا والدفتيريا في أوساط سكان تين زاواتين وإن قزام وتمنغست وغيرها مادامت هذه المناطق حدودية ومجاورة لقرى ومناطق غير جزائرية تعرف انتشارا واسعا للأوبئة"، آخذاً على السلطات الجزائرية المحلية التأخر في التدخل وعزل المناطق الجنوبية أو حمايتها باتخاذ إجراءات صارمة تحد من التدفق الهائل لمهاجري دول الساحل.

وأضاف عدناني لـ"النهار العربي أن "ضعف الإمكانات الطبية في المناطق الحدودية لدول الجوار الجنوبي للجزائر، أدى إلى دخول أعداد كبيرة من الأفارقة المصابين بالملاريا والدفتيريا للعلاج في العيادات الجزائرية رغم محدودية إمكاناتها هي الأخرى، ما أدى إلى إصابة جزائريين بالعدوى"، مشيرا إلى ضرورة عدم إغفال هذا الوضع مع ضرورة التطويق الحازم لمنع مزيد من العدوى.

وأكد عدناني أن الإجراءات الصحية المتخذة يمكنها حصر الوباء والقضاء عليه داخل الجزائر، لافتا إلى إمكاني عودة الوباءين وغيرهما من الأوبئة الأخرى إذا لم يتم التنسيق الصحي المحكم بين الجزائر ودول الساحل للقضاء على الملاريا والدفتيريا وأوبئة أخرى لا تزال تنخر المجتمعات الأفريقية.

ويطرح الوضع الصحي في أقصى جنوب الجزائر الكثير من الاستفهامات في ظل ضعف التجهيزات الطبية المعتمدة في الكثير من المناطق المصنفة معزولة والتي تم ترقية بعضها إلى محافظات، وهو ما يدفع الحكومة إلى إعادة النظر في خريطتها الصحية، يؤكد متابعون.

اقرأ في النهار Premium