النهار

النهار

محمد بن زايد والسيسي يدشنان "رأس الحكمة"... "فاتحة خير" لحقبة استثمارية مهمة
المصدر: "النهار"
محمد بن زايد والسيسي يدشنان "رأس الحكمة"... "فاتحة خير" لحقبة استثمارية مهمة
السيسي وبن زايد خلال تدشين مشروع رأس الحكمة (صفحة الرئاسة المصرية)
A+   A-

القاهرة - ياسر خليل

حظيت زيارة رئيس الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى مصر، وإطلاقه، إلى جانب نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، مشروع رأس الحكمة الضخم، باهتمام واسع لدى الأوساط السياسية والاقتصادية المصرية، إضافة إلى وسائل الإعلام المحلية ورواد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

وبحسب بيان رسمي لرئاسة الجمهورية المصرية فإنّ الرئيسين شهدا إطلاق المشروع التنموي، بحضور رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، بالإضافة إلى عدد من كبار رجال الأعمال من الجانبين المصري والإماراتي.

 

وأضاف البيان أنه، خلال ذلك، شاهد الرئيسان عرضاً مرئياً حول أهداف المشروع ومكوناته، وما ينطوي عليه من أهمية اقتصادية واستثمارية وعقارية وسياحية وبيئية كبيرة، كما استمعا لشرح بشأن مميزات المنطقة والخدمات المتكاملة والفرص التنموية والاقتصادية التي يوفرها المشروع، وشهدا أيضاً توقيع عدد من الشركات المصرية والإماراتية على عقود بدء العمل بالمشروع.

 

وتُقدّر الاستثمارات التي تم رصدها لمدينة رأس الحكمة، الواقعة في الساحل الشمالي لمصر، قرابة 35 مليار دولار، ويتوقع أن يستقطب المشروع نحو 150 مليار دولار.

 

 

"فاتحة خير"

ويقول الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومي، لـ"النهار"، إنّ "زيارة الشيخ محمد بن زايد ولقائه الرئيس السيسي لإطلاق مشروع ضخم مثل رأس الحكمة، قد تشير إلى بداية حقبة استثمارية جديدة، ونتمنى أن تكون فاتحة خير على البلدين، ونرى المزيد من المشروعات المشتركة بين القاهرة وأبو ظبي".

 

ويأمل بيومي أن تساهم هذه الخطوة في زيادة الاستثمارات العربية - العربية، ويضيف: "نحن العرب نستثمر خارج بلداننا قرابة 1800 مليار دولار، فيما نستثمر داخلها قرابة 60 ملياراً أو أقل".

 

ويشير إلى أن "هذا النوع من الاستثمارات يحتاج إلى أن يدرك المواطنون المصريون أهميته، فثمة قطاع منهم يتخوف من أي استثمارات خارجية، ويقولون لماذا لا نستثمر نحن في بلدنا؟ ويريد البعض الآخر أن تستثمر الحكومة فقط... لكن ماذا عن القطاع الخاص؟ الاستثمارات العربية - العربية، وكذلك الأجنبية مهمة، لأننا لا نمتلك الموارد الكافية، والاستثمار يحقق استفادة للمستثمر والدولة المصرية".

 

وعن العلاقات بين القاهرة وأبوظبي يقول الدبلوماسي المخضرم إن "العلاقات المصرية-الإماراتية بشكل خاص، تتمتع بقدر عال من الود منذ بدايتها، ونحن لدينا في الإمارات جالية مصرية كبيرة، وثمة فرص عدة للاستثمار يمكن التعاون فيها بمجالات الصناعة والزارعة وغيرها".

 

 

"تأثير اقتصادي مهم"

من جانبه، يقول رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية الدكتور رشاد عبده، لـ"النهار"، إنّ "الإمارات لديها أكبر استثمارات عربية في مصر، وكان لمشروع رأس الحكمة دور بالغ الأهمية في خفض قيمة الدولار مقابل الجنيه، بعدما قفز سعره في السوق السوداء إلى أكثر من 70 جنيهاً، وقد تراجع فور الإعلان عن الصفقة، واليوم بات سعره نحو 48 جنيهاً".

 

ويلفت الخبير الاقتصادي النظر إلى أن "المصريين يحبون الشيخ زايد وأولاده، فهذا الرجل العظيم كان له مواقف لا تنسى مع مصر التي لا تنسى من وقف معها أبداً، وأبناؤه يواصلون المسيرة بنجاح كبير يسترعي الانتباه والتأمل".

 

ويضيف أن "رأس الحكمة مشروع عقاري ضخم، وهذا النوع من المشروعات يساعد في تشغيل أكثر من 75 صناعة بجانبه، ما يساهم في تنشيط الاقتصاد المصري بشكل عام. وأتمنى أيضاً أن تستثمر دولة الامارات في مجالات الصناعة والزراعة هنا، ففيهما فرص جيدة يمكن اغتنامها".