في تطوّر عسكري بارز في الحرب المستعرة في المنطقة، نفّذت إيران هجوماً صاروخيّاً كثيفاً على إسرائيل، بأكثر من 400 صاروخ وفق "القناة 12 الإسرائيلية"، حيث دوّت صفّارات الإنذار في مختلف الأراضي الإسرائيلية.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه "تم إطلاق صواريخ من إيران على أراضي إسرائيل"، فيما أفادت الخارجية الإسرائيلية بأنّ "صفارات الإنذار تدوي في جميع أنحاء إسرائيل تدفع الملايين إلى الملاجئ".
وشوهدت الصواريخ الإيرانية تمرّ في أجواء إسرائيل مباشرة على الهواء، فيما حاولت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية اعتراضها.
وفرض هذا الحدث استنفاراً أمنيّاً في إسرائيل مع بدء إطلاق صواريخ من إيران ودوي صفارات الإنذار.
ودوّت صفارات الإنذار تدوي في القدس وبئر السبع ومناطق محيطة بصحراء النقب، فيما أفيد عن اعتراض صواريخ إيرانية في سماء حيفا.
وقال الجيش الإسرائيلي: "جميع المدنيين الإسرائيليين في الملاجئ في ظل إطلاق الصواريخ من إيران على إسرائيل".
تزامناً، دخلت السفارة الأميركية في بغداد بحالة الطوارئ القصوى، وأغلق الأردن والعراق ولبنان مجالها الجويّ موقّتاً.
كما أعلنت الخطوط الجوية الكويتية تغيير مسارات بعض رحلاتها بسبب "الوضع الحالي".
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بتوقّف عمليات الإقلاع والهبوط توقفت في مطار بن غوريون الدولي بعد إطلاق إيران صواريخ على إسرائيل.
من جهته، أعلن الجيش السوري أنّ "إسرائيل أسقطت عشرات الصواريخ الإيرانية التي حلّقت فوق سوريا".
وفي أول تعليق إيراني على الحدث، قال مسؤول إيراني كبير لـ"رويترز" أنّ المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي "أصدر أوامره بإطلاق الصواريخ على إسرائيل"، مضيفا أنّ طهران "مستعدة تماماً لأي رد".
إلى ذلك، نُقل خامنئي إلى مكان آمن خلال العملية.
من جهته، نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن الحرس الثوري قوله إنّه "أطلق عشرات الصواريخ باتجاه إسرائيل"، محذّراً من أنّ "ردّ إسرائيل سيقابله رد من طهران أكثر سحقاً وتدميراً".
وقال الحرس الثوري الإيراني: "بعد فترة من ضبط النفس، استهدفت إيران قلب الأراضي المحتلة بعشرات الصواريخ، عقب استشهاد (زعيم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس) إسماعيل هنية، وتكثيف هجمات النظام الصهيوني على لبنان وغزة، واستشهاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وعباس نيلفوروشان القائد بالحرس الثوري".
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري إن الهجوم الصاروخي الإيراني اليوم الثلاثاء خطير وسيكون له عواقب، رافضا تحديد كيفية ومتى سترد إسرائيل.
وأضاف هاجاري أنه ليس لديه معلومات عن وقوع أي وفيات أو إصابات نتيجة للهجوم الصاروخي. وقال إن هناك بضع إصابات في وسط البلاد وفي الجنوب.
تنديد دولي بالهجوم الإيراني على إسرائيل
توالت ردود الأفعال الدولية على الهجوم الإيراني الذي استهدف إسرائيل بمئات الصورايخ الباليستيّة.
إذ ندّدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بالهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل "بأشد العبارات الممكنة"، وقالت إنّه يتعيّن على إيران وقف الهجوم على الفور.
وأضافت بيربوك في منشور على "إكس": "حذّرنا سريعاً إيران من هذا التصعيد الخطير. يجب على إيران وقف الهجوم على الفور. إنّه يدفع المنطقة إلى حافة الهاوية".
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي ميشال بارنييه، أمام الجمعية الوطنية، عن قلقه من "التصعيد" في الشرق الأوسط و"النزاع المباشر" بين إيران وإسرائيل، معتبراً أن الوضع "خطير للغاية".
وقال بارنييه أمام النواب "أتحدث في هذه اللحظة... في حين يتفاقم الوضع في الشرقين الأدنى والأوسط، مع تصعيد وهجوم، ونزاع مباشر يبدو أنه يجري بين إيران وإسرائيل. وبالتالي فإن الوضع خطير للغاية"، قبل أن ينضم إلى اجتماع لمجلس الدفاع والأمن القومي برئاسة إيمانويل ماكرون في الإليزيه.
إلى ذلك، ندّد أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة "بتوسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط بتصعيد تلو الآخر" بعدما أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل.
وأضاف في بيان: "لا بدّ أن يتوقف هذا. نحتاج بكل تأكيد إلى وقف إطلاق النار".
وقال مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض إنّ الرئيس جو بايدن أمر الجيش الأميركي بمساعدة إسرائيل في مواجهة الهجمات الإيرانية وإسقاط الصواريخ التي تستهدفها.
ولفت شون سافيت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، على موقع "إكس"، إلى أنّ "بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس يتابعان الهجوم من غرفة العمليات في البيت الأبيض ويتلقيان تحديثات بانتظام".
في السياق، قالت شبكة "سكاي نيوز" إنّ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر تحدّث هاتفيّاً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والعاهل الأردني الملك عبدالله.