في تطوّر عسكري هو الأول من نوعه منذ تبادل "حزب الله" وإسرائيل التهديدات، الشهر الماضي، في إمكانية تنفيذ عمل عسكري ردّاً على عمليات الحفر الإسرائيلية في بحر "كاريش"، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنّ "طائرات حربية وسفينة صواريخ إسرائيلية اعترضت 3 مسيّرات اقتربت من جهة لبنان نحو المجال الجوي فوق المياه الاقتصادية الإسرائيلية".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنّ "(حزب الله) أطلق ثلاث مسيّرات غير مسلّحة صوب منصة غاز إسرائيلية في البحر المتوسط".
وبعد وقت قصير من الإعلان الإسرائيلي، تبّنى "حزب الله" إطلاق المسيّرات، في بيان رسميّ قال فيه: بعد ظهرِ اليوم السبت، قامت مجموعة الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي باطلاق ثلاث مسيرات غير مسلّحة، ومن أحجام مختلفة، باتجاه المنطقة المتنازع عليها عند حقل كاريش، للقيام بمهام استطلاعية".
وأكد "حزب الله" أنّ "المهمة المطلوبة أنجزت وكذلك الرسالة وصلت، وما النصر إلّا من عند الله العزيز الجبار".
ونشر أدرعي عبر حسابه في "تويتر" مقطع فيديو يصوّر حادثة اعتراض المسيّرات، وفق زعمه.
وقال أدرعي في سلسلة تغريدات: "تم رصد المسيّرات من قبل أنظمة الرصد، حيث تمّت مراقبتها من قبل وحدة المراقبة الجوية لتتم عملية الاعتراض في النقطة الميدانية الملائمة. ومن التحقيق الأولي، يتّضح أنّ المسيّرات المعادية لم تُشكّل تهديداً حقيقيّاً في كل مدة تحليقها وحتى اعتراضها فوق البحر الأبيض المتوسط".
وأضاف: "لقد تصرّفت أنظمة الرصد والانذار وفق المطلوب تطبيقاً لرؤية الدفاع الجوي المتعدّد الأبعاد بأفضل الطرق وبتفعيل مهني وناجح للمقاتلين في البحر والجو".
وفي أول تعليق رسمي إسرائيلي على الحادثة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس أنّ "إسرائيل مستعدة للدفاع عن بنيتها التحتية ضد أي تهديد، ولها الحق في التصرف والرد لمواجهة أي محاولة لإلحاق الأذى بها".
وأضاف: "(حزب الله) يقوّض قدرة الدولة اللبنانية على التوصل إلى اتفاق بشأن الحدود البحرية".
وكان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قد هدّد، الشهر الماضي، بشكل علني ومباشر، باستهداف المنصة العائمة في حقل "كاريش" المتنازع عليه، مؤكّداً أنّ "كلّ إجراءات العدو لن تستطيع أن تحمي المنصة التي اسمها السفينة اليونانية، ولن تستطيع أن تحمي عمليّة الاستخراج".
وحينها، قلّل نصرالله من أهمّية تثبيت حقّ لبنان في الأمم المتحدة بالخط 29، "ذلك أنّ إسرائيل لا تعترف بالقوانين الدولية"، مشدّداً على أنّ "الهدف هو منع العدو من استخراج الغاز من حقل كاريش"، ومعتبراً أنّ "هذه القضيّة الوطنيّة الكبيرة لا تقلّ أهمّية عن تحرير الشريط الحدوديّ المُحتل، ولا تقلّ المسؤولية فيها عن المسؤولية في تحريره".
وأشار نصرالله إلى أنّ "المقاومة تملك القدرة الماديّة والعسكريّة والأمنيّة والمعلوماتيّة واللوجستيّة والبشريّة لمنع العدو من الاستخراج".
وفي السياق، شدّد رئيس الجمهورية ميشال عون اليوم، أمام وفد وزراء الخارجية العرب، على دور الوساطة الأميركية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية، مؤكداً أنّ "لبنان يتمسك بثرواته المائية والنفطية والغازية".