النهار

وفاة الملكة إليزابيث… جسر لندن سقط!
المصدر: "النهار"
وفاة الملكة إليزابيث… جسر لندن سقط!
الملكة إليزابيث الثانية في كاتدرائية مانشستر، شمال غرب إنكلترا (8 تموز 2021 - أ ف ب).
A+   A-
ختمت الملكة إليزابيث الثانية بوفاتها "العصر الإليزابيثيّ" الثاني بعد ظهر اليوم، بعد أن اعتلت العرش لسبعة عقود، وهي أطول فترة حكم لأيّ ملك بريطانيّ.

توفيت إليزابيث "بسلام" في قلعة بالمورال في اسكتلندا، محاطة بأسرتها، وفق بيان رسميّ صادر عن قصر باكنغهام، الذي رفع إعلان وفاة الملكة على بابه الرئيسيّ، وسط معلومات عن نقل الجثمان إلى لندن غداً.
 
بوفاتها، سيقود ابنها الأكبر تشارلز، أمير ويلز السابق، البلاد في حالة حداد بصفته الملك الجديد ورئيس الدولة لـ14 دولة من دول الكومنولث.

خلال فترة حكمها، شهدت الملكة إليزابيث التقشّف بعد الحرب العالمية الثانية، والانتقال من الإمبراطوريّة إلى الكومنولث، ونهاية الحرب الباردة، ودخول المملكة المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي والانسحاب منه. وتحت راية "ليحفظ الله الملكة"، تسلّم رئاسة الوزراء 15 رئيساً بدءاً من ونستون تشرشل، المولود عام 1874، إلى الرئيسة الأخيرة ليز تروس، التي ولدت بعد 101 عام في عام 1975، وعُيّنت من قبل الملكة في وقت سابق من هذا الأسبوع.
 
 
رحّالة وأرقام قياسيّة
اعتادت الملكة تسجيل الأرقام القياسية، إذ جالت العالم 42 مرّة، وبصفتها ملكة، زارت أكثر من مئة دولة، وهو رقم قياسي آخر لعاهل بريطانيّ. وقامت بأكثر من 150 زيارة إلى دول الكومنولث، إذ زارت كندا 22 مرة، وهو أكثر بلد عضو في الكومنولث تزوره، فيما ذهبت 13 مرة إلى فرنسا التي تتحدث لغتها وتمثل أكثر بلد أوروبي زارته.
 
 
كانت إليزابيث الثانية أول عاهل بريطاني يزور الصين، عام 1996، وأول ملك بريطاني يلقي كلمة أمام مجلس النواب الأميركي، في 16 أيار 1991. وقد أرسلت أول بريد إلكتروني خاص بها في 26 آذار 1976، خلال زيارة كانت تجريها لمركز أبحاث تابع لوزارة الدفاع.

وعام 1997، أطلقت أول موقع إلكتروني رسمي لقصر باكنغهام، كما كتبت أول تغريدة لها في تويتر عام 2014، فيما نشرت أول منشور لها عبر انستغرام عام 2019.
 
 
فيديو مع جيمس بوند
إليزابيث هي الملكة الوحيدة التي قفزت (تقريباً) بالمظلة مع جيمس بوند، إذ ظهرت في مقطع فيديو أُنجز لافتتاح أولمبياد 2012 في لندن، وهي تستقبل الجاسوس الذي يجسّد دوره الممثل دانيال كريغ في قصر باكنغهام قبل أن يركبا كلاهما طوافة ويحلّقا في سماء لندن ثم يقفزا (في مشهد تمثيلي) فوق الاستاد الأولمبي الذي شهد حضوراً فعلياً للملكة لاقى ترحيباً كبيراً.
 
 
 
"كاميلا ستكون الملكة!"
أعربت إليزابيث في شباط عن رغبتها في أن تحصل كاميلا زوجة الأمير تشارلز على لقب "ملكة" عندما يصبح ملكاً للبلاد، معزّزة وضعها في قلب العائلة المالكة بعد اعتبارها في الماضي دخيلة على العائلة.

وقالت الملكة في رسالة بمناسبة ذكرى مرور سبعين عاماً على اعتلائها العرش إنّ هذه المناسبة منحتها فرصة للتفكير في الولاء والحب اللذين أظهرهما لها الشعب البريطاني. وأضافت أنها تتمنى حصول الأمير تشارلز وكاميلا على نفس الدعم، قائلة: "أمنيتي الصادقة أنّه عندما يحين ذلك الوقت أن تُعرف كاميلا باسم الملكة زوجة الملك مع مواصلتها خدمتها المخلصة".
 
"ملكة عزيزة وأمّا محبوبة"
فور صدور إعلان وفاتها، انفجر المحتشدون أمام القصر بالبكاء وسط صمت مطبق خيّم على المكان، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة "فرانس برس".

ونعى الملك الجديد تشارلز "ملكة عزيزة وأمّا محبوبة".

بدورها، قالت رئيسة الوزراء ليز تراس إنّ الملكة الراحلة كانت "موضع حب وتقدير" حول العالم. وخاطبت الملك الجديد خلال توجهها بالتعزية للعائلة المالكة "جلالة تشارلز الثالث". وأعلن رسميّاً بعد ذلك أنّ الملك الجديد اتخذ اسم "تشارلز الثالث".

مثّلت الملكة اليزابيث منذ توليها العرش خلفاً لوالدها الملك جورج السادس في 1952، وكانت حينها في سن الخامسة والعشرين، رمزاً للاستقرار عبر الأزمات والمحطات المختلفة في تاريخ المملكة المتحدة. وعاصرت رجالاً كباراً في السياسة في العالم مثل نهرو وشارل ديغول ومانديلا الذي كان يدعوها "صديقتي".
 
 
خلال حكمها، شهدت على بناء جدار برلين، ثم سقوطه، والتقت 12 رئيساً أميركيّاً.

آخر الصور التي التقطت لها كانت لدى تعيينها ليز تراس، وبدت في الصور نحيفة وضعيفة تتكىء على عصا.

خلال سنوات حكمها السبعين، قامت بعملها بحس بالواجب لا يتزعزع، ونجحت، رغم كل الأزمات والمحطات الصعبة، في الاحتفاظ بدعم كثيف من رعاياها الذين أتوا بعشرات الآلاف في حزيران لرؤيتها على شرفتها وتحيتها لمناسبة يوبيل السبعين.

وتدهورت صحة الملكة منذ عام تقريباً بعدما قضت ليلة واحدة في المستشفى لأسباب لم يُكشف عنها بالضبط. ومذّاك، أخذ ظهورها في المناسبات العلنية يزداد ندرة في وضع عزاه القصر إلى صعوبات تعاني منها أحياناً في الوقوف والمشي، واضطرّها لتفويض قدر متزايد من واجباتها إلى وريثيها المباشرين: ابنها الأمير تشارلز ونجله الاكبر الأمير وليام.
 
 
ويتوقع أن يستمرّ الحداد الوطني العام في المملكة لمدة 12 يوماً، على أن تتم مراسم دفن الملكة خلال عشرة أيام.

وأوقفت كل الإذاعات والتلفزيونات البريطانية برامجها لإعلان وفاة الملكة وبدء بث مباشر وبرامج خاصة بها. والملكة أرملة منذ نيسان 2021، تاريخ وفاة زوجها فيليب.

ومع تنكيس الأعلام، بدأت أجراس الكنائس تقرع حزناً على رئيسة الكنيسة الأنغليكانية.

ووصل تشارلز مع زوجته كاميلا إلى بالمورال حيث تمضي الملكة سنوياً نهاية الصيف، وكذلك فعلت ابنتها آن. كما وصل الأمير وليام، الثاني في ترتيب خلافة العرش البريطاني، الى القصر، بالإضافة الى عدد آخر من أفراد العائلة.

ووصل في وقت لاحق الأمير هاري، شقيق الأمير وليام والذي يعيش مع زوجته ميغان ماركل في كاليفورنيا بالولايات المتّحدة.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium