تتواصل العملية العسكرية "طوفان الأقصى"، التي شنّتها حركة "حماس" على إسرائيل، لليوم الثاني توالياً، وسط خسائر فادحة مُني بها الجيش الإسرائيلي وحصيلة قتلى غير مسبوقة.
فقد ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أنّ نحو 750 إسرائيلياً في عداد المفقودين حالياً، بينما اعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية عن ارتفاع عدد القتلى إلى 700 والجرحى إلى 2200، وهي حصيلة غير نهائية.
وافاد الجيش الإسرائيلي مساء الأحد أن عنصر "حماس" لا تزال على الارض ، مضيفا "نعزز قواتنا، خصوصا بالقرب من غزة ونقوم بتطهير المنطقة"، متعهدا ملاحقة " عناصرفي كل مكان يتواجدون فيه".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري "نحن نعمل لتدمير العدو" مشيرا الى أن غارات الجيش "أصابت 800 هدف في غزة".
اميركا تستنفر عسكريا
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الأحد أنها ستقدم ذخائر ومعدات لإسرائيل وستعزز القوات الأميركية في الشرق الأوسط ردا على الهجمات التي تشنها حركة حماس الفلسطينية.
وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان إن "حكومة الولايات المتحدة ستزود قوات الدفاع الإسرائيلية بسرعة معدات وموارد إضافية، بينها ذخائر".
وأضاف أنه وجه حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن واشنطن تعمل على تعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة.
وابلغ الرئيس الاميركي جو بايدن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ان مساعدة عسكرية اميركية اضافية في طريقها الى اسرائيل، إثر هجمات حركة حماس، مؤكدا ان "مزيدا منها سيصل في الايام المقبلة"، وفق ما اعلن البيت الابيض الاحد.
وقالت الرئاسة الاميركية في بيان إن بايدن ونتانياهو "ناقشا ايضا الجهود القائمة لضمان الا يعتقد اعداء اسرائيل أنهم يستطيعون او أن عليهم استغلال الوضع الراهن".
واعلن الأمين العام للجهاد الاسلامي ان حركته لديها 30 اسيراً اسرائيلياً وهم لم يعودوا الى منازلهم قبل اطلاق سراح جميع اسرى المقاومة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي فجر اليوم بدء استهداف المواقع التابعة لـ"حماس" في قطاع غزة، ردّاً على عملية "طوفان الأقصى" العسكرية المباغتة التي نفّذتها الحركة التي أطلقت آلاف الصواريخ وتوغلت في مستوطنات إسرائيلية وأسرت إسرائيليّين.
ردّت إسرائيل بغارات جوية مكثّفة على قطاع غزة، مع تواصل الاشتباكات مع "مئات" المتسلّلين ليل السبت - الأحد. وقد قتلت عملية "السيوف الحديدية" 313 فلسطينياً من بينهم 20 طفلاً، وأسفرت عن إصابة 1990 مواطناً بجروح مختلفة من بينهم 121 طفلاً، وفق آخر تحديث من وزارة الصحة الفلسطينية.
(أ ف ب)
وفي سياق العملية، نشر الإعلام العسكري لحركة "حماس"، مقطع فيديو يُظهر إطلاق "كتائب القسام" طائرات مسيّرة انتحارية على مستوطنات ومواقع إسرائيلية.
واستمرت عمليات اقتحام المستوطنات، ونجح مقاتلو "حماس" بدخول مستوطنة عسقلان، حيث اشتبكوا مع الجيش الإسرائيلي بشكل عنيف.
ودعت "حماس" في بيان إلى "النفير العام ومواجهة الاحتلال في كلّ المواقع، وقطع الطرق الالتفافية على المستوطنين"، وأضافت: "نشدّ على أيدي المقاتلين الثائرين من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكلّ المقاومين لمواصلة الاشتباك واستهداف الاحتلال ومليشيات مستوطنيه في كل مكان على أرضنا المحتلة".
وتوّعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأنّ الجيش سيفعل كلّ ما يلزم لـ"القضاء على حماس".
وأجرت الولايات المتحدة وإسرائيل السبت "مناقشات معمّقة" في شأن احتياجات المساعدات العسكرية لتل أبيب في مواجهة هجوم "حماس"، على ما قال مسؤول كبير بالبيت الأبيض. وأعلن الأخير أنّ "من المبكر جدّاً القول" إذا كانت إيران "متورّطة مباشرة" في الهجوم، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة ليس لديها حالياً "أيّ مؤشر" في هذا الاتجاه.
لكن المسؤول أضاف أنّه "ليس هناك شكّ" في أنّ الحركة "مموّلة ومجهّزة ومسلحة" من جانب نظام طهران.
بدوره، شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال محادثات مع نظيره المصري سامح شكري، على "ضرورة التوصّل إلى وقف فوري للهجوم المروع الذي يشنّه إرهابيو (حماس) ضدّ إسرائيل"، وفق ما قال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر.
على الأرض، استمر القتال بين الجنود الإسرائيليين و"مئات" المتسللين حتى الليل في "22 موقعاً"، وفق متحدث باسم الجيش الإسرائيلي. وقُبَيل الساعات الأولى من فجر الأحد، ضرب الجيش الإسرائيلي مباني في غزة مع استمرار إطلاق الصواريخ من القطاع. وقال إنّ الأمر يتعلّق بـ"مراكز قيادة" لـ"حماس".
وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل "أكثر من 200 شخص" جرّاء هجوم "حماس"، فيما أودت الضربات الإسرائيلية بحياة 232 فلسطينياً وجرحت 1697 آخرين بحسب وزارة الصحة في غزة.
توعّد نتنياهو ليل السبت بعد اجتماع للحكومة بأنّ الجيش "على وشك استخدام كلّ قوته للقضاء على (حماس)"، مضيفاً في خطاب متلفز: "سنضربهم حتى النهاية وننتقم بقوة لهذا اليوم الأسود الذي ألحقوه بإسرائيل وشعبها". وقال نتانياهو "إنها حرب وسننتصر فيها. كلّ هذه الأماكن حيث تختبئ (حماس)... سنحولها أطلالاً". كما دعا الفلسطينيين إلى ترك القطاع المحاصر منذ أعوام طويلة، مؤكّداً أن قواته ستدمر مخابئ الحركة.
لم تتوقّف صافرات الإنذار في المدن والقرى الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة. كذلك، دوّت الصفارات في تل أبيب والقدس حيث اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية الكثير من الصواريخ.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل ريتشارد هيخت إنّ إسرائيل أحصت إطلاق أكثر من 3000 صاروخ من قطاع غزة.
"حزب الله" يهاجم في مزارع شبعا
أكّد "حزب الله" الهجوم صباح اليوم على ثلاثة مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا و"إصابتها إصابات مباشرة"، فيما ردّت إسرائيل بقصف خيمته.
وقال "حزب الله" في بيان إنّ الهجوم استهدف "ثلاثة مواقع للاحتلال في منطقة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، بأعداد كبيرة من قذائف المدفعية والصواريخ الموجهة، وهي موقع الرادار وموقع زبدين وموقع رويسات العلم".
يأتي تصعيد "حماس" في اليوم الأخير من عيد المظلات (سوكوت) في إسرائيل، وبعد خمسين عاماً على حرب أكتوبر 1973 التي قُتِل فيها 2600 إسرائيلي وبلغ عدد القتلى والمفقودين في الجانب العربي 9500 خلال ثلاثة اسابيع من القتال.
وبدأ إطلاق وابل من الصواريخ من قطاع غزة في اتجاه الأراضي الإسرائيلية الساعة السادسة والنصف، فيما بدأت إسرائيل بالردّ قرابة الساعة 11:00.
وحتى مساء السبت، أكّد الجيش أنّ قواته ما زالت تخوض مواجهات مع "مئات" المسلحين الفلسطينيين. وقال المتحدث باسم الجيش ريتشارد هيخت إنّ "المئات غزوا" البلاد وأنّ "مئات" ما زالوا داخل إسرائيل ويقاتلون جنودها. وتحدّث عن وجود "حالات احتجاز رهائن خطرة في بئيري وأوفكيم"، في إشارة إلى مستوطنتين تقعان في صحراء النقب، وتبعد الثانية منهما أكثر من 20 كلم عن الحدود مع القطاع المحاصر.