النهار

رفعُ علم أوكرانيا في خيرسون بعد انسحاب القوات الروسيّة وكييف تُشيد بـ"نصر مهمّ"
المصدر: "النهار" - "أ ف ب"
رفعُ علم أوكرانيا في خيرسون بعد انسحاب القوات الروسيّة وكييف تُشيد بـ"نصر مهمّ"
مشهد من قرية أرخانهيلسكي في منطقة خيرسون (3 ت2 2022 - أ ف ب).
A+   A-
أعلنت روسيا الجمعة أنّها استكملت سحب قوّاتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو، بعدما أكّدت أنّها اتّخذت "قراراً صعباً" بالانسحاب في ظلّ تقدّم القوات الأوكرانية، فيما رحّبت الخارجيّة الأوكرانيّة الجمعة بإعلان الانسحاب الذي وصفته بأنّه "نصر مهمّ".
 
ومع إعادة رفع العلم الأوكراني في خيرسون، كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على "تويتر": "أوكرانيا تسطّر نصراً مهمّاً آخر في الوقت الحالي، وتُثبت أنّ مهما تقول روسيا أو تفعل، أوكرانيا ستنتصر".
 
أمّا وزارة الدفاع الروسية فقد قالت في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي: "اليوم عند الساعة الخامسة صباحاً بتوقيت موسكو (02,00 بتوقيت غرينيتش)، استُكمل نقل الجنود الروس إلى الضفة اليساريّة من نهر دنيبرو. لم تُترك قطعة واحدة من المعدّات العسكرية والأسلحة على ضفة اليمين".
 
 
"أرض روسية"
غير أنّ الكرملين اعتبر في وقت لاحق أنّ منطقة خيرسون بأكملها وعاصمتها تشكّلان جزءاً من روسيا، إذ قال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف أنّ خيرسون "تابعة لروسيا الاتحادية".
 
في أول تعليق للرئاسة الروسية على الانسحاب، أكّد بيسكوف أنّه "لا يُمكن أن يكون هناك تغيير"، مضيفاً أنّ الرئاسة الروسيّة "غير نادمة" على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله فلاديمير بوتين في أيلول ضمّ أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا وبينها خيرسون.
 
ورفض بيسكوف التعليق على الانسحاب من خيرسون الذي يشكل نكسة قوية بعد تسعة أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، وفي حين كانت هذه المدينة، العاصمة الإقليمية الأوكرانية الوحيدة، التي احتلتها روسيا.
 
إلى ذلك، انسحبت روسيا في أيلول من منطقة خاركيف (شمال شرق)، بعد أن كان الرئيس الروسي قد أعلن في 21 أيلول استدعاء نحو 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز خطوط المواجهة الروسية، محذّراً من أنّ روسيا ستُدافع "بكلّ الوسائل" عمّا تعتبره جزءاً من أراضيها، في تهديد باللجوء إلى السلاح النووي.
 
 
"قرار صعب"
في الأسابيع الأخيرة، استعادت القوات الأوكرانية قرى عدّة في إطار زحفها إلى خيرسون، المدينة الرئيسية في المنطقة التي تحمل الاسم نفسه، بينما كان القادة الذين نصّبهم الكرملين في خيرسون ينقلون المدنيين إلى خارجها، في ما وصفته كييف بعمليّات ترحيل غير قانونيّة.
 
قال الجنرال الأوكراني فاليري زالوجني على وسائل التواصل الاجتماعي إنّ قواته استعادت ستّ قرى بعد معارك قرب جبهة بيتروبافليفكا-نوفورايسك. وأضاف أنّ الجيش الأوكراني استعاد ستّ قرى أخرى في اتجاه بيرفومايسكي-خيرسون، وسيطر على أراض تتجاوز مساحتها 200 كيلومتر مربع.
 
في وقت متأخر الأربعاء، أعلن كبار مسؤولي الدفاع الروس المكلفين الملف الأوكراني في اجتماع متلفز أنّهم اتّخذوا "القرار الصعب" بالانسحاب من خيرسون وإقامة خطوط دفاعيّة في مناطق أبعد.
 
من جهته، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنّ روسيا يمكن أن تكون بصدد إجراء مناورة استراتيجية. وقد تكرّر التحذير على لسان مسؤولين عسكريّين في كييف الخميس. فقد قال أوليكسي غروموف، من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية: "في هذه المرحلة، لا يمكننا تأكيد المعلومات المتعلّقة بانسحاب القوات الروسيّة من خيرسون أو نفيها".
 
خسارة روسيا منطقة خيرسون تعني استعادة أوكرانيا منفذاً مهمّاً على بحر آزوف، وستُضعف حصيلة بوتين في الحملة التي حوّلته مسؤولاً منبوذاً في عيون الغرب.
 
وسيؤدي الانسحاب إلى الضغط على القوات الروسيّة في بقيّة منطقة خيرسون التي تُشكّل جسراً برّياً من روسيا إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014.
 
في الأسابيع التي سبقت إعلان وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قال مسؤولون نصّبهم الكرملين إنّهم "يجلون" المدنيّين ويجعلون المدينة "حصناً".
 
ومع تقدّم القوات الأوكرانية جنوباً، أبلغ القائد الروسي في أوكرانيا سيرغي سوروفكين الأربعاء وزير الدفاع الروسي بأنّ نحو 115 ألف شخص نُقلوا من الضفة الغربية لنهر دنيبرو حيث تقع مدينة خيرسون.
 
كانت خيرسون واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت روسيا ضمّها في أيلول، بعيد إجبارها على الانسحاب من مساحات شاسعة من الأراضي في شمال شرق منطقة خاركيف.
 
في موسكو، سارع أنصار الكرملين إلى تبرير القرار رغم الانتكاسات السابقة في أوكرانيا التي أجّجت الانقسامات بين حلفاء بوتين. وقالت مارغريتا سيمونيان رئيسة مجموعة "آر تي" الإعلامية الحكومية إنّ الانسحاب ضروري لعدم ترك القوات الروسيّة مكشوفة على الضفة الغربيّة لنهر دنيبرو و"فتح الطريق إلى القرم".
 
بدوره، قال رئيس الشيشان رمضان قديروف إنّ القرار "صعب لكنه صائب".
 
جاء إعلان الانسحاب في وقت قدرت الولايات المتحدة مقتل أو إصابة أكثر من 100 ألف عسكري روسي في أوكرانيا. ويُرجّح أنّ قوات كييف تكبّدت خسائر مماثلة، وفق رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال مارك ميلي.
 

اقرأ في النهار Premium