النهار

المطران عودة: لعقد جلسة مفتوحة حتى انتخاب رئيس
المصدر: "النهار"
المطران عودة: لعقد جلسة مفتوحة حتى انتخاب رئيس
متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده (نبيل إسماعيل).
A+   A-
سأل متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة مسؤولي لبنان: "كيف تريدون أن يذكركم تاريخ وطنكم؟ وماذا ستتركون للأجيال القادمة؟ أبلداً بنيتموه بالجدّ والسهر والتعب والتضحية، أم بلداً كان مفخرة أبنائه والمنطقة، وقد أضعتموه بسبب مصالحكم ونزاعاتكم وأنانياتكم وحقدكم؟".
 
وأشار عودة في غظة الأحد من كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط بيروت إلى "الحملات التي تُشنّ على الكنيسة حينما تنطق بالحقّ"، معتبراً أنّ "حروب هذا العصر وجيوشه أصبحت إلكترونية، يُحرّكها أهل السلطة الذين ينخزون بحربة الكلمة الإلهية، فيتحرّك شيطان الكبرياء وينفث سمّه من خلالهم".
 
ودعا عودة المسؤولين، "خصوصا النواب الذين شاؤوا بإرادتهم، واختيار الشعب، خدمة الوطن"، إلى أن يصغوا إلى ما يقوله القديس يوحنا الذهبي الفم: "إذا طرد القبطان من قيادة سفينة ما تبتلعها الأمواج، أو القائد من قيادة جيش ما فسيهزمه الأعداء، أو الحكام من دولة ما فستصبح غابة. كما هي الدعامات الخشبية لثبات البيت، كذلك هم الحكام لحسن سير مجتمع ودولة منظمة".
 
ورأى أنّه "في ظل الشغور في كرسي رئاسة الدولة، لا تساهم الخفة السياسية والمصالح الضيقة في إنقاذ السفينة من الغرق المحتم"، معتبراً أنّ "جلسة تُعقد مرة في الأسبوع ولا توحي بالجدية، ثم ينصرف النواب وكأنهم أتموا واجباتهم، تشعرنا وكأنهم يستخفون بعقولنا وبمسؤوليتهم".
 
وسأل في الإطار: "ماذا يمنعهم من عقد جلسة مفتوحة يتوالى فيها الإقتراع تلو الإقتراع، حتى انتخاب رئيس؟ أليس هذا ما يجب أن يحصل؟ إلا إذا كان التعطيل مقصوداً والمماطلة أمراً واقعاً يفرضونه بانتظار غاية نجهلها، وهذا يسيء إلى سمعتهم، ومكانتهم، ومكانة لبنان".
 
وإذ ذكّر بأنّ "الانتخابات، على أنواعها، تُعدّ أمراً طبيعياً وروتينياً في الدول الديموقراطية. وعوض تضييع الشهور والسنين بانتظار إتمام هذا الواجب الديموقراطي، ينصرفون إلى أمور مهمّة أخرى كسعادة المواطنين والتغير المناخي والبيئة والإنماء والتطور وما شابه"، أكّد عودة أنّ "وجود رئيس يُطمئن الشعب، ويعمل من أجل إنقاذ الدولة وإصلاح إداراتها، بالتناغم مع حكومة متجانسة تحمل رؤية واضحة، وبرنامج عمل، هو ضرورة".
 
وأضاف أنّ "ما ينقص الشعب هو الشعور بالأمان الناتج عن تكامل السلطات وتناغم عملها من أجل المصلحة العامة"، مذكّراً بقول الذهبي الفم: "عندما يكون الحاكم سليماً، ولا لوم فيه، وبارّاً، ومحبّاً للبشر، عندئذ يصبح قويّاً حقاً وسيحبّه الشعب. لا شيء يميّز الحاكم بقدر المحبة التي يظهرها تجاهه الشعب الذي يحكمه. إذاً، أنتم أيها الحكام احكموا بنزاهة، وبرّ الله وخوفه، طالبين دوماً منفعة الشعب".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium