النهار

عوده: نحتاج إلى رئيس متحرّر من أثقال المصالح والارتباطات ويضع مصلحة لبنان نصب عينيه
المصدر: "النهار"
عوده: نحتاج إلى رئيس متحرّر من أثقال المصالح والارتباطات ويضع مصلحة لبنان نصب عينيه
أرشيفيّة.
A+   A-
اعتبر متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده أنّه على مجلس النواب أن يلتئم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية يعي هموم الشعب ويتبنّى أحلامه ويعمل على تحقيقها.
 
وأشار عوده في عظة الأحد إلى أن "بلدنا بحاجة إلى إيمان يصنع العجائب. لبنان بحاجة إلى أن يتجاوز أبناؤه ومسؤولوه أنانياتهم ومصالحهم وألا يعملوا إلّا من أجل مصلحته، لأن كرامتهم من كرامته، ومصيرهم من مصيره. لذا، وكما يتطلب الإيمان جرأة ونكرانا للذات، يتطلب الوطن جرأة من أبنائه ليتخلوا عن مصالحهم وغاياتهم، وينكروا ذواتهم من أجل إنقاذ وطنهم. هنا لا بد من التذكير أن على مجلس النواب أن يحزم أمره ويلتئم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، في المهلة الدستورية المحددة، عل روحاً جديدة تنسل إلى لبنان وتعيده إلى الحياة. والرئيس الذي نريده هو رئيس قريب من شعبه، يعي هموم الشعب، ويتبنى أحلامه، ويعمل على تحقيقها. عاشق لوطنه، ناذر النفس لخدمته، متخليا عن ذاته وأنانيته ومصلحته".
 
وتابع: "صاحب هيبة يعيد للدولة هيبتها وسيادتها واستقرارها، ويحسن قيادتها بحكمته وعلمه وخبرته لا بأتباعه. رئيس يعيد للبنان مركزه في قلوب أبنائه أولاً، ثم في محيطه والعالم، يبني مستقبله على ركائز متينة لا تزعزعها أدنى العواصف، صاحب رؤية واضحة وشخصية قوية بتواضع، محاور ذكي يحسن الإصغاء إلى محاوريه، ويحسن اختيار وقيادة فريق عمله، يستبق الأحداث ويستشرف المستقبل. شجاع حيث تدعو الحاجة ووديع حيث يجب، لا تحيز عنده ولا انتماء إلا للبنان، يحترم الدستور والقوانين ولا يتساهل مع من يخالفها، يطبق المبادئ الديمقراطية، يحترم القيم ولا يساوم أو يتنازل عن حق. باختصار، نحن بحاجة إلى رئيس متحرّر من أثقال المصالح والارتباطات، يضع مصلحة لبنان نصب عينيه، ولا يعمل إلّا من أجل تحقيقها، فيلتف الشعب حوله ويقتدي به".
 
وختم بالقول: "دعوتنا اليوم أن نتكل على الله وألّا نخاف في كل المصاعب التي نمر بها"، مشدّداً "على أبناء هذا البلد أن يتشبثوا بالإيمان، لا بالزعماء، لأن الإيمان بالله يخلص من الموت، لكن التمسك بالزعيم، المتمسك بالكرسي والمال والمصلحة، لا يوصل إلّا إلى أعمق دركات الجحيم".
 
وأضاف: "لا تدعوهم يزعزعون إيمانكم وثقتكم بالله، عاملين كالأمواج الهائجة على نفوسكم النقية المؤمنة، بل واجهوا بثبات عزم، وإيمان راسخ، والله سينجينا من أشراك الشرير".

اقرأ في النهار Premium