توجّه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي إلى المسؤولين سائلاً: "أيّها المسؤولون عن الأحزاب، أيّة تربية توفّرون لشبابكم؟ أي ولاء للوطن تربّون فيهم؟ ما نحتاج إليه في لبنان هو إعداد شباب ولاؤه للبنان، لا لأشخاص أو لبلد آخر! شباب شجاع للحوار! حرٍّ في قول الحقيقة! جريء في الإصغاء لإعتراض صوت الضمير في كلّ ما يتنافى والعدالة والمحبّة وروح السلام!".
وقال في عظة الأحد: "جميع الناس بحكم كونهم خلائق الله، مدعوّون ليمجّدوا الله في إتمام إرادته، التي تنكشف لهم في الكتب المقدّسة وفي صوت الضمير الذي هو "صوت الله في أعماق كلّ إنسان، يدعوه دائمًا ليحبّ، ليصنع الخير ويتجنّب الشرّ. وفي الوقت المناسب، يدقّ هذا الصوت في أعماق قلبه ويقول له: "إفعل هذا، وتجنّب ذاك!" (الكنيسة في عالم اليوم، 16). هذا الصوت الداخليّ يدعو إلى ما يُسمّى "باعتراض الضمير" في كلّ مرّة يكون الخير العام أو مجموعة شعب في خطر كبير (راجع المرجع نفسه، 79)".
وأضاف: "كم يؤسفنا في ضوء هذا الكلام أنّه لا يوجد نائب واحد في الكتل النيابيّة يجرؤ، بقوّة "اعتراض الضمير" على إدانة تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة منذ سبعة أشهر، وإفقار الشعب وتهجيره، وهدم الدولة بمختلف مؤسّساتها، بسبب رهن مقام رئاسة الجمهوريّة لشخص أو لمصالح شخصيّة أو فئويّة! ولكن بكلّ أسف، خنق المسؤولون السياسيّون فيهم صوت الضمير، صوت الله، فمن أين يأتيهم "إعتراض الضمير" الذي أسكتته مصالحهم. فيا ليتهم يقرأوون سيرة القدّيس Thomas More (1478-1535)، رئيس حكومة بريطانيا العظمى الذي جابه الملك هنري الثامن باعتراض الضمير، ورضي بقطع رأسه حماية لصوت ضميره. وقد أعلنته الكنيسة شفيع رؤساء الحكومات ورجال السياسة".
وختم الراعي: "فلنصلِّ لكي يرسل الله حكّامًا أصحاب ضمير يمجّدون الله بأفعالهم ومواقفهم البنّاءة والشُجاعة. فلله كلّ مجد وتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".