النهار

"تلغراف" عن شهود: "حزب الله" يخزّن صواريخ ومتفجّرات في مطار بيروت... وحمية ينفي: معلومات خاطئة ودعوة لجولة ميدانية
المصدر: "النهار"
"تلغراف" عن شهود: "حزب الله" يخزّن صواريخ ومتفجّرات في مطار بيروت... وحمية ينفي: معلومات خاطئة ودعوة لجولة ميدانية
طائرة في مطار بيروت.
A+   A-
منذ سنوات طويلة، لم يتوقف الحديث عن استخدام "حزب الله" مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت لنقل وتخزين الأسلحة، إلّا أن ما نقلته صحيفة "تلغراف" من معلومات خطيرة عن زيادة وتيرة استخدام المطار من قبل الحزب لتخزين الأسلحة بعد بدء الاشتباك الجنوبي مع الجيش الإسرائيلي يُضاعف المخاطر، ويضع مطار بيروت ومحيطه على لائحة بنك أهداف إسرائيل، مما من شانه أن يُلحق أضراراً بالغة بالمدنيين داخل المطار وفي محيطه.
وسارع وزير الاشغال  العامة والنقل علي حمية الى نفي ما ورد في الصحيفة البريطانية داعياً كل وسائل الإعلام والسفراء إلى جولة ميدانية يوم غد في كل مرافق مطار بيروت.
وأعلن حمية عن تواصل قام به مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وذلك من أجل الادعاء قضائياً على "تلغراف" لأن "التقرير يشوّه مطار بيروت".
بدوره نفى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) ما ورد، مؤكدا أن أنه يتدخل بالوضع السياسي أو الأمني في لبنان ولا يعلّق عليه.
 
وكانت صحيفة "تلغراف" البريطانية نقلت  معلومات مفادها أن "حزب الله" يقوم بتخزين "كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار المدني الرئيسي في بيروت"، بحسب مصادر من مطار بيروت.

وبحسب المصادر والمعلومات المنقولة، فإن مخزن الأسلحة يشمل صواريخ "فلق"الإيرانية الصنع، وصواريخ "فاتح-110" قصيرة المدى، وصواريخ باليستية، وصواريخ إم-600 بمدى يزيد عن 150 إلى 200 ميل.

ويوجد أيضاً في المطار صواريخ "كورنيت" AT-14 Kornet، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات (ATGM)، وكميات ضخمة من صواريخ "بركان" الباليستية قصيرة المدى ومتفجرات "RDX"، وهو مسحوق أبيض سام يُعرف أيضاً باسم السيكلونيت أو السداسي، بحسب "تلغراف".

ومن شأن هذه المعلومات أن تثير مخاوف من أن يصبح مطار رفيق الحريري هدفاً عسكرياً رئيسياً.

وقال أحد عمّال المطار، الذي تحدث إلى صحيفة "التلغراف" شريطة عدم الكشف عن هويته: "هذا أمر خطير للغاية، فالصناديق الكبيرة الغامضة التي تصل على متن رحلات جوية مباشرة من إيران هي علامة على أن الأمور أصبحت أسوأ".

وأضاف: "عندما بدأوا بالمرور عبر المطار، شعرت أنا وأصدقائي بالخوف لأننا علمنا أن هناك شيئاً غريباً يحدث".

وأثار العامل مخاوف من أن هجوماً على المطار أو انفجاراً هناك قد يتسبّب في أضرار جسيمة، وقارن الانفجار المحتمل بالانفجار الذي هز المرفأ وألحق أضرارًا كبيرة بوسط مدينة بيروت في عام 2020.

وحذر من أن "بيروت ستكون معزولة عن العالم، ناهيك عن عدد الضحايا والأضرار، وإنها مجرد مسألة وقت قبل أن تحدث كارثة أيضاً في المطار."

سبق أن اتُهم حزب الله باستخدام المطار المدني لتخزين الأسلحة في الماضي، لكن العامل الذي أبلغ عن مخازن السلاح ادعى أن "الأمر تصاعد منذ بدء الصراع في أكتوبر".

وفي تشرين الثاني، وصلت "صناديق كبيرة بشكل غير عادي" على متن رحلة مباشرة من إيران، حسب العامل الذي قال: "إن هذا لا يحدث كثيراً، لكنه حدث بالضبط عندما كان الجميع في لبنان يتحدثون عن احتمال الحرب".

وقال عامل آخر: "منذ سنوات وأنا أشاهد "حزب الله" وهو يعمل في مطار بيروت، ولكن عندما يفعلون ذلك أثناء الحرب، فإن ذلك يحوّل المطار إلى هدف".

وأضاف: "إذا استمروا في جلب هذه البضائع التي لا يُسمح لي بالتحقق، أعتقد حقًا أنني سأموت من الانفجار أو سأموت من قصف إسرائيل للبضائع. نحن لسنا وحدنا، بل الناس العاديون، الأشخاص الذين يدخلون ويخرجون، ويذهبون في عطلة سيتأثرون. إذا تم قصف المطار، فإن لبنان سينتهي".

وزعم أحد المبلغين عن المخالفات أن القيادي في "حزب الله" وفيق صفا "يأتي دائماً إلى الجمارك"، مشيرًا إلى علاقاته الوثيقة مع مديري الجمارك.
 
وتابع: "أشعر أنه إذا لم نفعل ما يقولونه، فإن عائلاتنا ستكون في خطر".

إلى ذلك، يتحدّث العمال عن زملائهم المتعاونين مع "حزب الله"، ويقولون إن "العمال المتعاونين مع الحزب يتجوّلون مثل الطاووس في المطار بساعات وهواتف ذكية جديدة، ويقودون سيارات جديدة".
 
وأضاف: "يتم تمرير الكثير من الأموال تحت الطاولة".

وقال مصدر أمني في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لصحيفة "التلغراف": "كنا على علم بهذا منذ سنوات، لكننا غير قادرين على فعل أي شيء دون اتخاذ إجراءات قانونية دولية. نحن مقيدون للقيام بما نريده حقاً، وهو إغلاق المطار وإزالة جميع الأسلحة والمتفجرات".
 
وعلى الإثر، عقد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية مؤتمراً صحافياً، نفى فيه نفياً قاطعاً ما قالته الصحيفة، لافتاً إلى أن المعلومات خائطة ولا عمليات تهريب سلاح عبر المطار.
 
وطلب حمية من الصحيفة التوجّه نحو وزارة النقل البريطانية التي زارت مطار بيروت في كانون الثاني الماضي وجالت ضمن أقسامه للتأكّد من هذا الموضوع، ولفت إلى أن "موظفي المطار ليسوا معنيين بفتح الصناديق التي تصل بل جهاز الجمارك وجهاز أمن المطار، وبالتالي وجب سؤال هذين الجهازين عن محتويات الصناديق وليس عمّال المطار".
 
 
ودعا حمية كل وسائل الإعلام والسفراء إلى جولة ميدانية يوم غد في كل مرافق مطار بيروت.
 
وأعلن حمية عن تواصل قام به مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وذلك من أجل الادعاء قضائياً على "تلغراف" لأن "التقرير يشوّه مطار بيروت".
 
ورداً على سؤال، قال حمية إن "الأسئلة حول الصناديق التي تدخل إلى مطار بيروت يجب أن يتم توجيهها إلى الأجهزة الأمنية الموجودة في المطار من جمارك وجهاز أمن المطار".
 
من جهته، قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا): تضمن تقرير منشور في صحيفة التلغراف البريطانية اليوم الأحد 23 حزيران/يونيو 2024، اقتباساً منسوباً إلى مصدر لم يتم ذكر اسمه في الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)".
 
وشدّد على أن "إن هذا الاقتباس عارٍ عن الصحة، إذ لم ولن يعلّق الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) على الوضع في مطار بيروت. كما نؤكد أن الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) لا يتدخل بالوضع السياسي أو الأمني في لبنان ولا يعلّق عليه".
 
وأضاف: "لقد تواصلنا مع صحيفة التلغراف لتصحيح هذا الخطأ، واستجابت الصحيفة وجرى تحديث التقرير الذي حمل عنوان ("حزب الله" يخزّن صواريخ ومتفجّرات في مطار بيروت)، وتم حذف اسم الاتحاد الدولي للنقل الجوي من التقرير".
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium