تمنى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قداس الأحد أن يكون المسؤولون السياسيون "عندنا يسمعون في قرارة نفوسهم كلام الله، وبخاصّة الذّين في قبضة يدهم فتح البرلمان اللبنانيّ، ودعوة المجلس لعقد جلسات إنتخابيّة متتالية لرئيس الجمهوريّة، وفقاً لمنطوق المادة 49 من الدستور".
وقال: "في زمن الأسئلة، نسأل: لصالح من تُحرم دولة لبنان من رئيس لها، بدونه تنشلّ المؤسّسات؟ ولماذا يُنتهك منذ عشرة أشهر الميثاق الوطنيّ لسنة 1943 الذي كرّسه إتّفاق الطائف سنة 1989، وينصّ على أن يكون رئيس الجمهوريّة مسيحيًّا مارونيًّا، ورئيس مجلس النوّاب مسلمًا شيعيًّا، ورئيس الحكومة مسلمًا سنيًّا، كتعبير فعليّ للعيش المشترك؟ ونسأل بالتالي النافذين الممعنين في انتهاك هذا الميثاق الوطنيّ: كيف توفّقون بين هذا الإنتهاك السافر والمتمادي ومقدّمة الدستور التي تنصّ على أن "لا شرعيّة لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك (ي)؟" ألا يطال هذا النصّ شرعيّة ممارسة المجلس النيابيّ والحكومة؟".
وأضاف: "طرحنا هذه الأسئلة لأنّنا متمسّكون بالثوابت الوطنيّة: المؤسّسات الدستوريّة، ميثاق العيش المشترك بالتكامل والمساواة والإحترام المتبادل، لبنان وطن لكلّ أبنائه مع الولاء الكامل له دون سواه، سيادة لبنان الداخليّة على كامل أراضيه".
تابع: "يا ليتكم أيّها المسؤولون السياسيّون، من ناحيةٍ أخرى، تشعرون مع المزارع اللبنانيّ في معاناته، من مثل التكاليف الباهظة لمستلزمات الانتاج من أدوية وأسمدة وبذار وعلف ولقاحات وأدوية بيطرية، واضطراره لتسديدها بالدولار؛ ومن مثل غزو الاسواق اللبنانية بالمنتوجات الزراعية غير اللبنانية والممنوع ادخالها بأمر من وزارة الزراعة لحماية المنتوج المحلي. فإنّا نتوجه الى الاجهزة العسكرية والامنية والجمارك لضبط التهريب واقفال المعابر الحدودية غير الشرعية، ولتعزيز الرقابة والاجراءات على المعابر الحدودية حماية للمزارع وللمنتوج المحلي".
ونوه الراعي "بما قامت به بالأمس فرق وزارة الزراعة في كل المناطق اللبنانية بالتعاون مع جهاز أمن الدولة وبإشراف القضاء المختص من ضبط كميات من العنب والخضار غير اللبنانية الـمُهرّبة. ونوجه التحية الى وزارة الزراعة على جهودها في تسويق المنتوجات اللبنانية في الاسواق المحلية والخارجية وكان اخرها موافقة الاتحاد الاوروبي على اعادة تصدير العسل اللبناني الى اسواقه، وهذا ما حصل في هذين اليومين".
وتابع: "فلنصلّ إلى الله كي يحرّك ضمائر المسؤولين السياسيّين، فيتجرّدوا من مصالحهم الخاصّة والقئويّة والمذهبيّة، ويعملوا من أجل خلاص لبنان وتأمين الخير العام".