تتصاعد حدّة العنف في الصفة الغربية مع تزايد هجمات مسلحين فلسطينيين على المؤسسات العسكرية والأمنية الإسرائيلية من جهة، وهجمات المستوطنين على الفلسطينيين من جهة أخرى، ما يفاقم دوامة العنف ويُغرف المنطقة بمزيد من حمامات الدماء. في هذا السياق، يعمل الجيش الإسرائيلي على عمليات استباقية يستهدف فيها مسلحين عادة ما ينتمون غلى "حماس" او "الجهاد الإسلامي" لتفادي عمليات أمنية مستقبلية.
في هذا السياق، قام الجيش الإسرائيلي اليوم بعملية واسعة نوعية و"غير مسبوقة" شمال اضفة الغربية وفق ما وصفها مراقبون، قتل خلالها 10 مسلّحين تقريبا، وخاصر مستشفيات في جنين وطولكرم.
من جهته، قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء زيارته إلى السعودية لمتابعة "العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية" المحتلة وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).
وأوردت الوكالة "قرر رئيس دولة فلسطين محمود عباس، قطع زيارته إلى المملكة العربية السعودية والعودة إلى أرض الوطن اليوم الأربعاء، لمتابعة آخر التطورات والمستجدات في ظل العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية"، حيث كان الجيش الإسرائيلي أعلن بدء عملية عسكرية في شمال الضفة، مشيرا الى أنه قتل خلالها تسعة مقاتلين فلسطينيين في جنين وطوباس.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على تسعة مقاتلين فلسطينيين في عملية متواصلة "لإحباط الإرهاب" بدأها الأربعاء في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح الجيش في بيان إنه "قضى على عدد من المقاتلين جوا وبرا"، مشيرا الى أن ثلاثة منهم قضوا في "غارة جوية" على سيارة في جنين، بينما قُتل "إرهابيان مسلحان" في المدينة ذاتها، وأربعة في مخيم الفارعة في غور الأردن.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني للصحافيين "حاليا، لا يوجد جنود مصابون من جانبنا".
وبحسب شوشاني "واجهنا في الساعات الأولى متفجرات وتبادل لإطلاق النار مع الإرهابيين المنخرطين في القتال".
ولم يعلق شوشاني على المدة التي ستستغرقها العملية أو عدد القوات المشاركة فيها.
وأوضح المتحدث باسم الجيش أن العملية تستهدف "الجماعات والخلايا الإرهابية".
وفي جنين اعتقلت القوات الإسرائيلية "خمسة مطلوبين وعثرت على أسلحة وصادرتها".
وأضاف شوشاني "كشفت القوات وفككت متفجرات زرعت تحت الطرقات في المنطقة كان من المفترض تفجيرها في هجمات ضد قوات الأمن العاملة في المنطقة".
وكان الهلال الأحمر الفلسطيني أكد لوكالة فرانس برس مقتل عشرة أشخاص على الأقل خلال العملية التي شملت غارات جوية وبرية وتدخل لآليات عسكرية وجرافات.
وبحسب شوشاني فإن العملية تأتي بعد "ارتفاع كبير في النشاط الإرهابي في العام الماضي" انطلق من المدن المستهدفة.
وأشار إلى أن "اكثر من 150 هجوم إطلاق نار وعبوات ناسفة... انطلق من هذه المناطق وحدها".
وتشهد مختلف مناطق الضفة الغربية تصاعدا في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقتل مذاك في الضفة الغربية ما لا يقل عن 660 فلسطينيا برصاص مستوطنين والقوات الإسرائيلية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية فلسطينية، فيما قتل ما لا يقل عن 20 إسرائيليا بينهم جنود في هجمات فلسطينية في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.