ارتفعت حصيلة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة إلى ستة قتلى، بينهم قيادي أمني في "فتح"، وفق مراسل "النهار". وشهد المخيم حركة نزوح منذ ليل أمس، في حين قطعت الطريق العامة في صيدا خوفاً من رشقات الرصاص العشوائية. وفي السياق، أعلن الجيش اللبناني إصابة أحد عناصره عن طريق الخطأ. وانطلقت حركة اتصالات ولقاءات لتهدئة الوضع الأمني وتسليم المطلوبين والمتهمين باطلاق النار.
وأفاد مراسل "النهار" نقلاً عن مصدر داخل المخيّم معلومات عن مقتل مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني العميد أبو شرف العرموشي.
ووفق المعلومات، أُصيب العرموشي وعدد من مرافقيه خلال تعرّضهم لكمين مسلح داخل المخيّم.
ووفق معلومات "النهار" أيضاً، لم يصدر أي بيان رسمي عن حركة "فتح"، بعدما تم التداول بخبر بيان منسوب للحركة تتوعّد فيه الأخيرة عصبة "الأنصار" بالقضاء عليها داخل المخيّم.
في إطار متصل، نعت حركة "فتح" في لبنان القائد اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه، وقالت في بيان: "تسليماً بقضاء الله وقدره، وبقلوب يعتصرها الألم والأسى، تنعى حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" في لبنان قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا الشهيد القائد اللواء "أبو أشرف العرموشي" ورفاقه الشهداء: مهند قاسم وطارق خلف وموسى فندي وبلال عبيد، الذين اغتالتهم أيادي الغدر والإجرام والإرهاب بعملية آثمة جبانة متعمَّدة ظهر اليوم الأحد الموافق ٣٠-٧-٢٠٢٣ في مخيّم عين الحلوة، خلال أدائهم الواجب الوطني في صون أمن وأمان شعبنا في مخيم عين الحلوة".
ولفتت إلى أنّ "هذه الجريمة النكراء الجبانة التي نفّذتها جهات مشبوهة لم يردعها أي وازع وطني أو ديني أو أخلاقي عن مواصلة إنما تجسّد حلقة في مسلسلها ومخططها الدموي الذي يستهدف أمن واستقرار مخيماتنا وقادة وكوادر حركة "فتح" وقوات الأمن الوطني الفلسطيني صمام أمان هذه المخيمات والجدار الصلب في وجه كل المشاريع التي تستهدف وجودها واستقرارها وهويتها الوطنية".
وعاهدت قيادة حركة "فتح" في لبنان "شعبنا الفلسطيني بأننا لن نسمح بأن تمر هذه الجريمة الآثمة دون محاسبة مرتكبيها، وسنكون كما عَهِدنا شعبنا سدًّا منيعًا في وجه كل المشاريع المشبوهة والمخططات التآمرية على قضيتنا ومشروعنا الوطني"، ثم عاهدت العرموشي ورفاقه "الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حفظ أمن شعبنا وصون استقلالية قرارنا الوطني الفلسطيني، بأن دماءهم لن تذهب هدرًا، ونجدد العهد والقسم بأن نواصل على خطاهم مسيرتهم الوطنية المشرّفة، وأن تبقى حماية شعبنا ومخيماتنا واجبنا المقدس".
بدورها، أسفت عصبة "الأنصار" على ما حصل ويحصل في المخيم، وسقوط القتلى والجرحى وترويع الناس، وترحّمت على القتلى، وتمنّت الشفاء للجرحى.
وأكّدت أنها لم تشارك في الاشتباكات الحاصلة في المخيّم، وأعلنت أنها تعمل منذ اللحظة الأولى لحصول الحدث على وقف إطلاق النار وتهدئة الوضع في المخيّم عبر اتصالات نقوم بها مع مسؤولين لبنانيين وفلسطينيين.
وشدّدت على حرصها على أمن واستقرار المخيم والجوار، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإفساح المجال للاتصالات والحوار، لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه.
وتعليقاً على الاشتباكات، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن "توقيت هذه الاشتباكات الفلسطينية، في الظرف الإقليمي والدولي الراهن مشبوه، ويندرج في سياق المحاولات المتكرّرة لاستخدام الساحة اللبنانية لتصفية الحسابات الخارجية على حساب لبنان واللبنانيين".
ولفت إلى أن "تزامن هذه الاشتباكات مع الجهود التي تبذلها مصر لوقف الخلافات الفلسطينية - الفلسطينية، هو في سياق الرسائل التي تستخدم الساحة اللبنانية منطلقا لها".
وشدّد على أن "هذه الاشتباكات مرفوضة لأسباب عدّة، أولها أنها تكرّس المخيم بؤرة خارجة عن سيطرة الدولة وهذا أمر مرفوض بالمطلق، ويتطلّب قراراً صارماً من القيادات الفلسطينية باحترام السيادة اللبنانية والقوانين ذات الصلة وأصول الضيافة".
ثم رأى ميقاتي أن "هذه الاشتباكات تشكّل ضربة في صميم القضية الفلسطينية التي سقط من أجلها الاف الشهداء وقدم لاجلها الشعب الفلسطيني التضحيات الجسام في الوطن والشتات".
وطالب ميقاتي "القيادات الفلسطينية بالتعاون مع الجيش لضبط الوضع الأمني وتسليم العابثين بالأمن الى السلطات اللبنانية، وهذه هو المدخل الطبيعي لإعادة بسط الأمن والاستقرار داخل المخيم وفي محيطه، كما في سائر المخيمات الفلسطينية في لبنان"، كما طلب من الجيش والأجهزة الأمنية "ضبط الوضع في المخيم لما فيه مصلحة لبنان واللاجئين الفلسطينيين على حد سواء".
وأكّد أن "الحكومة جاهدة لتحسين ظروف عيش اللاجئين الفلسطيينين في لبنان عبر إقرار الاستراتيجية الوطنية للاجئين الفلسطينين، إلا أنه على كافة الجهات الفلسطينية المعنية ان تنهي ظاهرة الاشتباكات المتكررة".
إلى ذلك، أشار مراسل "النهار" إلى أن "القوى الأمنية أقفلت كل الطرق المؤدّية إلى جوار ومحيط المخيم، في حين أن الاشتباكات لا تزال متواصلة وتستخدم فيها الأسلحة الرشاشة ورصاص القنص والقذائف الصاروخية".
كما أن الحركة في مدينة صيدا شبه معدومة بعد إقفال المحال التجارية.
وأعلن الجيش عبر حسابه على "تويتر" أن قذيفة هاون سقطت داخل أحد المراكز العسكرية نتيجة الاشتباكات الحاصلة، ما أدّى إلى إصابة أحد العسكريين بشظايا، وحالته الصحية مستقرة.
ويشهد المخيم منذ ليل أمس توتراً أمنياً رافقه انتشار كثيف للمسلحين بين منطقتي #الصفصاف و#البركسات، إثر إطلاق النار من الملقب بـ"#الصومالي" على الناشط الإسلامي م. ا. ق. عند سوق الخضار، وسط المخيم، ما أدى إلى إصابته بقدمه.
وأعقب العملية إطلاق رشقات من أسلحة رشاشه متوسطة، وقنابل يدوية وانفجار قذائف صاروخية، سجل خلالها سقوط عدد من الجرحى بينهم طفلتان نقلوا إلى مستشفى النداء الإنساني بالمخيم للمعالجة،
واجتمع ممثلو "هيئة العمل المشترك" في مركز النور الإسلامي، بمشاركة قائد القوة المشتركة اللواء محمود العجوري، وأكّدوا العمل على وقف إطلاق النار حجبا لمزيد من الدماء ومنعا لتهجير أهلنا من المخيم وتسليم قاتل الشاب عبد فرهود للقضاء اللبناني.
إلى ذلك، عقدت "هيئة العمل الفلسطيني" المشترك للقوى الوطنية والاسلامية في منطقة صيدا، اجتماعا طارئا في قاعة مسجد النور في مخيم عين الحلوة، بعد أحداث مخيم عين الحلوة أمس التي أدت إلى إطلاق النار من محمد علي زبيدات الملقب بـ"الصومالي"، وأدت الى مقتل الشاب عبد فرهود.
وخلصت "الهيئة" إلى "إدانة الجريمة البشعة، والعمل على وقف اطلاق النار حجبا لمزيد من الدماء ومنعا لتهجير اهلنا من المخيم، وتسليم القاتل للقضاء اللبناني".
من جهتها، أعربت "الأونروا" عن قلقها العميق إزاء تجدّد التوتر والاشتباكات في مخيم عين الحلوة، وعبّرت الوكالة عن "قلقها" إزاء استخدام السلاح ما يشكل خطرا كبيرا على الأرواح، وخاصة على الأطفال. ودعت بشكل عاجل جميع الأطراف إلى العودة فوراً إلى حالة الهدوء والاستقرار.
وأعلنت الوكالة أنها تقوم بمتابعة الوضع في المخيم عن كثب وستأخذ القرار المناسب بشأن خدماتها غدًا وسنبقيكم على اطلاع حول ذلك.