ينشغل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي في لبنان بصورة يظهر فيها مسلحون مدججون بالاسلحة، بمزاعم انها التقطت خلال الاشتباكات التي شهدتها أخيرا منطقة عكار في شمال لبنان. غير أن هذه الصورة لا علاقة لها بلبنان أو باشتباكات عكار. فهي تعود الى أواخر تموز 2021، وتظهر مسلحين "خلال مشكلة بين عائلتين" في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ايام، تتشارك في صورة المسلحين حسابات وصفحات في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا) وتويتر (هنا...)، وايضا مواقع اخبارية (هنا، هنا...)، وذلك نقلا خصوصا عن تغريدة لعضو "تكتل لبنان القوي" النائب ادي معلوف في تويتر، جاء فيها (من دون تدخل): "ملفت جداً كميّة ونوعيّة السلاح! بندقيات أمريكية حق كل وحدة منها آلاف الدولارات في منطقة تعاني من فقر وحرمان مزمنين".
التدقيق:
يتزامن انتشار الصورة مع تبادل لاطلاق النار بين شباب من بلدة فنيدق وآخرين من عكار العتيقة في محلة الوادي الأسود عند أطراف منطقة القموعة في شمال لبنان، في 24 آب 2021 (هنا)، وذلك بعد خلافٍ على قطع الأشجار في خراج بلدة عكار العتيقة.
وقد تطوّر الامر الى استنفار عامّ في البلدتين، بينما أدّى اطلاق النار إلى مقتل غازي ميتا، ابن بلدة عكار العتيقة، والشاب رامي البعريني، وإصابة شخصين آخرين من آل السيّد، وجميعهم من فنيدق، وفقا لما أورد مراسل "النهار" في عكار ميشال حلاق (هنا، هنا).
وقد استعادت فنيدق وعكار العتيقة هدؤهما، بالإضافة إلى منطقتي القمّوعة والوادي الأسود، بينما ارسل الجيش اللبناني تعزيزات كبيرة إلى جرود القمّوعة وعكار العتيقة لحسم الأمور بشكل نهائي (النهار- هنا).
- حقيقة الصورة -
لكن الصورة المتناقلة لا علاقة لها باشتباكات عكار، وفقا لما يبيّنه التدقيق فيها.
فالبحث العكسي عنها، بواسطة غوغل، يضعنا أمام مواقع اخبارية عربية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، نشرتها في 29 (و30- 31) تموز 2021، ضمن تقارير عن "ظهور مسلحين خلال مشكلات عائلية في الخليل"، في الضفة الغربية المحتلة، وتحديدا "بين عائلتي الجعبري والعويوي".
وقد نشرها ايضا مستخدمون في 28 تموز 2021 (هنا، هنا، هنا...)، بينما اوردت مواقع (هنا، هنا) ان الصورة تظهر "مسلحين من عائلة الجعبري".
وفي التفاصيل، اندلعت اشتباكات بين عائلتي الجعبري والعويوي، تخللها إطلاق نار وحرق لمحال تجارية ومنشآت، بعد مقتل الشاب باسل الجعبري، بعد تعرضه لإطلاق نار.
وقد طالبت عائلة العويوي الاعتراف بقتل نجلها باسل على خلفية ثأر قبل 15 عامًا، "للرّد على الجريمة وفقًا للعادات والتقاليد المتعارف عليها". وقالت إنها أخذت "حقها بالقصاص وفقاً للقوانين والشرع، ولم تُقدم على القصاص إلا بعد التأكد بكافة الوسائل والطرق المشروعة وبالأدلة والبراهين التي تثبت القاتل" (هنا، هنا...).
وقد أوعز الرئيس الفلسطيني محمود عباس تشكيل لجنة برئاسة النائب السابق داود الزير، لمعالجة الأحداث التي شهدتها الخليل والتداعيات الأمنية الخطيرة التي أعقبت حادثة مقتل المواطن باسل الجعبري (هنا).
وقد انتهى الخلاف بين العائلتين بتوقيعهما، الثلثاء 3 آب، صك عطوة اعتراف بمقتل الشاب باسل الجعبري قبل نحو أسبوع (هنا).
وتجدر الاشارة الى ان تغريدة معلوف التي ضمّنها الصورة، لم تعد موجودة في حسابه في تويتر. وفي وقت نبّه عدد من المستخدمين الى ان الصورة لا علاقة لها باشتباكات عكار، واصل آخرون تداولها في شكل خاطئ.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر مسلحين خلال اشتباكات عكار في شمال لبنان. الصورة تظهر مسلحين "خلال مشكلة بين عائلتين" في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة. وقد نشرها مستخدمون في 28 تموز 2021.