المتداول: صورة تظهر، وفقا للمزاعم، "رجلا تم انتشاله من تحت الانقاض" بعد نحو ثلاثة أشهر على زلزال تركيا المدمر في 6 شباط 2023.
الا أنّ هذا الزعم لا اساس له.
الحقيقة: الصورة تظهر أحمد السوسي من خان شيخون بمحافظة إدلب السورية، المصاب بمرض الصدفية الجلدي. وهذه اللقطة قديمة له بحيث "تعود الى اعوام عدة"، بتأكيد من ابن خاله لـ"النهار"، الذي زودنا بصورة حديثة للسوسي. و"هو يحتاج الى المساعدة المالية". FactCheck#
"النّهار" دقّقت وسألت من أجلكم
ما القصة؟
الصورة تظهر رجلا طريح الفراش، غطت القروح جسمه. منذ ساعات، تكثف التشارك فيها عبر حسابات ارفقتها بالمزاعم الآتية (من دون تدخل او تصحيح): "اليوم في أنطاكية تم إخراج شاب سوري من تحت الانقاض حي يرزق منذ زلزال 6 شباط"، وايضا "من الزلزال بـ6 شباط، اليوم طلعوه من تحت الانقاض عايش".
- حقيقة الصورة -
الا أنّ الصورة المتناقلة لا علاقة لها بزلزال تركيا المدمر في 6 شباط 2023 (هنا ايضا).
فبعد انتشارها على نطاق واسع، نبّه مستخدمون الى ان الشخص الذي يظهر فيها "اسمه احمد السوسي من خان شيخون، مقيم في مخيم وطن بكفرجالس بادلب في سوريا، وهو يعاني مرض الصدفية الجلدي، فقير الحال...".
وقد أمكن "النّهار" التواصل مع ابن خال أحمد السوسي في سوريا، الذي أكد المعلومات المتداولة عن أحمد، ابن خان شيخون، من مواليد 1984، "مقيم حاليا في مخيّم كفرجالس بإدلب في سوريا"، و"يعاني مرض الصدفية الجلدي". والصورة التي انتشرت له في وسائل التواصل الاجتماعي، "لقطة قديمة له، التقطتها له قبل نحو سبعة أعوام"، على قوله.
وقد أرسل الينا ابن الخال هوية أحمد، اضافة الى صورة التقطها له للتو (أدناه)، و"تظهر آثار مرض الصدفية على ذراعه".
الصدفية "مرض جلدي يسبب طفحا جلديا وبقعا قشرية تظهر غالبا على الركبتين والمرفقين وجذع الجسم وفروة الرأس وتكون مثيرة للحكة"، وفقا لما تشرح Mayo Clinic (هنا). و"الصدفية من الأمراض الشائعة طويلة الأمد (المزمنة) التي لا يوجد علاج شاف لها. وقد تسبب ألما وتؤثر على النوم وتعوق التركيز. وغالبا ما تمر هذه الحالة المَرَضية عبر دورات عدة، فتحتد لبضعة أسابيع أو أشهر، ثم تهدأ لفترة... وهناك علاجات عدة للمساعدة في السيطرة على الأعراض".
وفي حالة أحمد، "يجب اعطاؤه جرعة دواء كلّ 45 يوماً لعلاج اعراض الصدفية. وقد امكن تأمينها بفضل رجل تركي، وجه الله اليه الخير"، على ما ذكر ابن الخال.
ومع ان "صحة أحمد باتت افضل، وذلك بحسب تأمين جرعة الدواء له"، على قوله، الا ان أعواما من المعاناة مع المرض القت بثقلها على جسده. فهو "لا يستطيع تحريك أصابع يده، ويمشي بصعوبة على رجله اليمنى".
وضعه المادي "تحت الصفر"، على ما قال ابن الخال. "ما يحتاج اليه أحمد هو المساعدة المالية، وتأمين جرعات الدواء بانتظام لعلاج الصدفية ومنع المرض من التطور". ويأمل ان يجد قريبه ايدي تمتد للمساعدة.
علميا، "لا يُعرف بوضوح سبب الإصابة بالصدفية. لكن يُعتقد أنها مشكلة في الجهاز المناعي تهاجم فيها الخلايا المقاومة للعدوى خلايا الجلد السليمة على سبيل الخطأ. ويعتقد الباحثون أن العوامل الوراثية والبيئية تؤدي دورا في هذا الأمر. وهذه الحالة ليست معدية، ويمكن أن يُصاب أي إنسان بالصدفية" (هنا).