الخبر انتشر... "قنبلة الموسم"، وفقا لما يصفه مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي. "عاجل- اعتقال الرئيس التنفيذي لشركة فايزر البرت بورلا بتهمة النصب والاحتيال حول فاعلية اللقاح المضاد لكوفيد-19"، وفقا للمزاعم المتناقلة مع رابط لمقالة نشرها موقع conservative beaver بالانكليزية عن هذا الاعتقال الذي "نفذه مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) الجمعة 5 تشرين الثاني 2021". غير أن هذه الادعاءات لا أساس لها. ففي 5 ت2 2021، اليوم الذي زعم الموقع ان الـ"اف بي آي" اعتقل بورلا، ظهر الأخير في مقابلتين تلفزيونيتين للحديث عن العقار الجديد الذي تطوره شركة فايزر ضد كوفيد-19. كذلك، لا يرد اسم بورلا بين أسماء الموقوفين في سجن فيدرالي او السجناء المحتجزين في مقاطعة ويستشستر. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: بعنوان "اعتقال رئيس فايزر يوم الجمعة الماضي بتهمة النصب والاحتيال بفاعلية اللقاح كوفيد-19"، تكثف التشارك في الخبر في اليومين الماضيين، عبر صفحات وحسابات في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...)، وايضا عبر الواتساب. وقد أُرفق برابط يقود الى مقالة (هنا) نشرها موقع conservative beaver بالانكليزية في 5 ت2 2021، بعنوان: "CEO of Pfizer arrested by the FBI, charged with fraud – media blackout as #PfizerGate trends (مكتب التحقيقات الفيدرالي يقبض على الرئيس التنفيذي لشركة فايزر بتهمة الاحتيال- تعتيم إعلامي...).
التدقيق:
ما زعمه موقع conservative beaver الكندي، في مقالته التي نشرها في 5 ت2 2021، هو ان "مكتب التحقيقات الفيدرالي القى القبض على ألبرت بورلا Albert Bourla، الرئيس التنفيذي لشركة فايزر، في منزله في ضاحية سكارسديل في نيويورك صباح الجمعة 5 منه، وقد وجهت إليه تهم متعددة بالاحتيال. وهو محتجز بينما ينتظر جلسة الكفالة. والوكلاء الفيدراليون بصدد تنفيذ أمر بتفتيش منزله والعديد من العقارات الأخرى التي يمتلكها في جميع أنحاء البلاد".
وذكر الموقع ان "بورلا يواجه اتهامات بالاحتيال لدوره في خداع العملاء بشأن فعالية اللقاح المضاد لكوفيد-19. وشركة فايزر متّهمة بتزوير البيانات ودفع رشاوى كبيرة". ونقل عن "عنصر في مكتب التحقيقات الفيدرالي ان الشركة كذبت بشأن فعالية اللقاح، وضللت العملاء بشأن آثاره الجانبية الخطيرة المحتملة له. كذلك الشركة متهمة بدفع الأموال للحكومات ووسائل الإعلام الرئيسية من أجل التزام الصمت".
وزعم ايضا الموقع أن الشرطة "أمرت بالتعتيم الإعلامي"، على توقيف بورلا، و"قد وافق القاضي على الفور".
- حقيقة توقيف بورلا -
ولكن المزاعم عن توقيف مكتب التحقيقات الفيدرالي لبورلا في 5 تشرين الثاني، لا اساس لها.
فقد ظهر بورلا في 5 منه، اليوم ذاته الذي ذكر موقع conservative beaver انه تم توقيفه خلاله، في مقابلتين تلفزيونيتين، الاولى مع قناة "سي أن أن" الاميركية (هنا، هنا)، والاخرى مع قناة "سي ان بي سي" الأميركية (هنا)، للحديث عن العقار الجديد الذي تطوره شركة فايزر ضد كوفيد-19.
وهذا الظهور التلفزيوني يدحض مزاعم الموقع، لا سيما ادعاءه في المقالة ان "بورلا محتجز بينما ينتظر جلسة الكفالة". وقد لفت الى هذا الظهور التلفزيوني زملاؤنا المدققون في Snopes (هنا) وPolitifact (هنا) وcbs19.tv (هنا) وForbes (هنا)...
بالتزامن مع الظهور التلفزيوني لبورلا، أعلنت شركة فايزر، في 5 منه، أن "حبوبها التجريبية لعلاج فيروس كورونا تقلل من خطر دخول المستشفى والوفاة للمرضى المشاركين في تجربة الدواء والمعرضين لمخاطر عالية". وقالت إنها "أجرت تحليلًا مؤقتًا قبل الموعد المقرر لانتهاء التجربة، وأظهرت انخفاضًا بنسبة 89% في خطر دخول المستشفى أو الوفاة من جراء كوفيد-19 إذا حصل المريض على العلاج في وقت مبكر" (هنا).
- لا اثر لاسم بورلا -
ادلة أخرى على عدم صحة مقالة الموقع الكندي بشأن توقيف بورلا.
اسم البرت بورلا لا يرد بين اسماء الموقوفين في سجن فيدرالي (هنا).
كذلك، لا اثر له بين اسماء السجناء المحتجزين في مقاطعة ويستشستر (هنا)، حيث تقع سكارسديل.
وبالبحث في PACER، وهي قاعدة بيانات لسجلات المحكمة الفيدرالية، لم يتم العثور ايضا على أي شكاوى جنائية تتعلق ببورلا.
اضافة الى ذلك، نقل موقعا Politifact وcbs19.tv عن متحدث باسم شركة فايزر ان "الادعاء عن توقيف بورلا كاذب".
Today is a proud day for @Pfizer. A day when the power of our science and our scientists’ ability to rapidly advance a homegrown asset for the benefit of humankind is on full display.
من جهته، لاحظ موقع فوربس ان "الادعاءات حول توقيف بورلا غير مدعومة ولا يوجد دليل على صحتها أو على صحة المزاعم عن حصول احتيال بأي شكل من الأشكال"، لافتا الى ان موقع conservative beaver "لم يقدم حقًا أي حقائق وأدلة فعلية ليدعم ادعاءاته... وهل أدلى أي شخص بأي تصريحات إلى جانب عميل مجهول في مكتب التحقيقات الفيدرالي؟ وهل كانت هناك صور أو مقاطع فيديو لعملية الاعتقال؟".
وفي ما يتعلق بـ"التعتيم الإعلامي" الذي يزعمه الموقع الكندي، "فليس من الواضح من الذي قد يكون قد تلقى مثل هذا الأمر أو تلك المذكرة"، على ما قال موقع فوربس. "أي شخص يعتقد أن مثل هذا التعتيم الإعلامي سيحدث في الولايات المتحدة، لا يكون يفهم كيف تعمل وسائل الإعلام الشرعية في هذا البلد. وسيكون من الصعب جدًا على أي شخص قمع قصة كبيرة، مثل إلقاء القبض على شخصية عامة كبيرة، أو حول لقاح له آثار جانبية كبيرة. كل مراسل شرعي تقريبا سيندفع ليكون أول من ينشر مثل هذه الأخبار في ما لو كانت حصلت بالفعل".
- موقع غير موثوق به -
يعرّف موقع Conservative Beaver بنفسه أنه موقع كندي محافظ، "يؤمن تقارير إخبارية تهم الكنديين الفخورين"، مشيرا الى انه يؤمن الاخبار للكنديين منذ أكثر من 10 سنوات. وقد بدأ "كصحيفة سرية في مونتريال".
لكن صدقيته مشكوك جدا فيها، لنشره سابقا مقالات كاذبة عدة، مثل زعمه في 28 تشرين الثاني 2020 "اعتقال الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما بتهمة التجسس". وقد نشرت مواقع متخصصة بتقصي صحة الأخبار تدقيقاً يثبت عدم صحة مزاعم الموقع الكندي (هنا، هنا، هنا...).
وفي 10 كانون الثاني 2021، نشر الموقع مقالة كاذبة عن "اعتقال البابا فرنسيس بـ80 تهمة، منها حيازة مواد إباحية للأطفال والاتجار بالبشر". ونشرت "النهار" مقالة تدقيق بشأنها.
النتيجة: اذاً، لا صحة لما يزعمه الموقع الكندي conservative beaver أن "مكتب التحقيقات الفيدرالي أوقف الرئيس التنفيذي لشركة فايزر البرت بورلا بتهمة النصب والاحتيال حول فاعلية اللقاح المضاد لكوفيد-19، في 5 تشرين الثاني 2021". ففي ذلك اليوم، ظهر بورلا في مقابلتين تلفزيونيتين للحديث عن العقار الجديد الذي تطوره شركة فايزر ضد كوفيد-19. كذلك، لا يرد اسم بورلا بين أسماء الموقوفين في سجن فيدرالي او السجناء المحتجزين في مقاطعة ويستشستر.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.