النهار

"أسى وإحباط على وجه ماكرون بعد مكالمة مع بوتين الاثنين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
"أسى وإحباط على وجه ماكرون بعد مكالمة مع بوتين الاثنين"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
A+   A-
تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بصور عدة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمزاعم ان "قصر الاليزيه نشرها الاثنين 7 آذار 2022، وتظهر الاسى والاحباط على وجه ماكرون بعد مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، بينما يستمر الغزو الروسي لأوكرانيا. غير ان هذا الادعاء خاطئ. في واقع الامر، تعود احدى الصور الى 9 شباط 2022، اي الى نحو شهر، ويظهر فيها ماكرون "في نهاية اجتماع"، بينما التُقِطت أخرى له في 18 شباط 2022، اي قبل نحو اسبوع من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، خلال اجرائه "اتصالا دوليا". وتعود ثالثة الى 4 آذار 2022، "خلال اجرائه اتصالات دولية". وقد نشرتها المصوّرة الرسميّة لماكرون، سوازيغ دو لا مواسونيير Soazig de la Moissonnière، في حسابها في انستغرام، في 10 شباط 2022 و19 منه، و5 آذار 2022. FactCheck#  
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: لقطات عدة معبّرة يظهر فيها ماكرون كأنه مثقل بالهم، قلق، غارق في افكار ثقيلة. منذ ساعات، تكثف التشارك فيها، عبر صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، ومواقع اخبارية (هنا، هنا، هنا...)، بعنوان: "بالصور... الأسى والقلق على وجه ماكرون بعد مكالمة مع بوتين". وفي المزاعم المرفقة (من دون تدخل او تصحيح): "وثقت مجموعة من الصور نشرها قصر الإليزيه شكل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عقب حديثه مع نظيره الروسي، والتي بدت فيها ملامح الأسى والقلق على وجهه. فقد نشر الإليزيه صوراً للرئيس الفرنسي بعد مكالمته الإثنين، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص العملية العسكرية في أوكرانيا...".
 
 
 
التدقيق: 
يتزامن انتشار الصور مع مواصلة روسيا غزوها لأوكرانيا. وقد أعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في عرض للوضع منتصف ليل الأربعاء الخميس بالتوقيت المحلي (22,00  ت غ الأربعاء) أن القوات الروسية تواصل "عمليتها الهجومية" لتطويق كييف، العاصمة الاوكرانية، بالتزامن مع مهاجمتها، على جبهات أخرى، مدن إيزيوم وبتروفسكي وهروتشوفاخا وسومي وأوختيركا ومنطقتي دونيتسك وزابوريجيا، وفقا لتقرير لوكالة فرانس برس. 
 
وقد اسفر قصف على مستشفى للأطفال في ماريوبول في شرق أوكرانيا الأربعاء، الى مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم فتاة صغيرة في القصف الروسي، على ما أعلنت بلدية هذه المدينة الساحلية اليوم الخميس. وقد أفادت حصيلة سابقة نشرتها السلطات في اليوم السابق عن إصابة 17 شخصا.
 
وقد بدأت المحادثات بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا في جنوب تركيا، في حضور نظيرهما التركي، على ما أكد ديبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس.
 
- حقيقة الصور -
غير ان المزاعم المتناقلة مع صور ماكرون خاطئة، وفقاً لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 
 
* الصورة 1-
 
يقود البحث عنها الى مصدرها الاصلي، المصوّرة الرسميّة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، سوازيغ دو لا مواسونيير Soazig de la Moissonnière، التي نشرتها في حسابها في انستغرام، في 10 شباط 2022، اي قبل نحو شهر (هنا). وارفقتها بالشرح الآتي: "09/02/2022 - 10 مساءً- الصالة الخضراء- نهاية الاجتماع وتقريبا نهاية اليوم".
 
 
* الصورة 2-
 
مصدرها مجددا هو دو لا مواسونيير التي نشرتها في حسابها في انستغرام في 19 شباط 2022 (هنا). وكتبت معها: "18/02/2022 - 10:49 مساءً (الصورة الأولى)- الصالة الذهبية في الاليزيه، ماكرون خلال اتصال دولي".
 
 
 
* الصورة 3 -

 
نعثر عليها، على غرار الصورتين السابقتين، منشورة في حساب دو لا مواسونيير في انستغرام، في 5 آذار 2022 (هنا). وكتبت معها: "04/03/2022، الصالة الذهبية في الاليزيه، ماكرون خلال اجرائه اتصالات دولية".
 
 
 
مزيد من البحث يبين ان هذه الصور "حصرية" لدو لا مواسونيير. فقصر الاليزيه الرئاسي لم ينشرها او يشرحها، كما يزعمه، خطأ، الخبر المتداول، وهي غير موجودة في موقعه الالكتروني (هنا)، وحساباته في وسائل التواصل الاجتماعي (هنا، هنا، هنا). 
 
- اتصالات ببوتين - 
في الواقع، لا تذكر دو لا مواسونيير، المصورة الرسمية لماكرون، هوية الشخص او الاشخاص الذين كان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يكلمه او يكلمهم، لحظة التقاط هذه الصور له، خلال "اجرائه اتصالات دولية".  
 
وفقا لقصر الاليزيه (هنا)، حصل اتصال هاتفي بين ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاحد 6 آذار 2022 (وليس 7 آذار 2022، كما زعم الخبر). وهذا التاريخ لا يتطابق مع تاريخ التقاط دو لا مواسونيير الصورة (3) لماكرون في 4 آذار. غير انها نشرت صورة له وهو يتكلم عبر الهاتف، في 6 منه، مكتفية بتحديد التاريخ والمكان: الصالة الذهبية في الاليزيه (هنا). 
 
في اليوم ذاته، شملت ايضا اتصالات ماكرون، الى جانب بوتين، الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي (هنا). 
 
 
منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في 24 شباط، أجرى ماكرون محادثات هاتفية عدة ببوتين، على ما أوردت وكالة فرانس برس. و"بعد الاتصال الهاتفي الاخير الذي أجري بين الزعيمين الخميس 3 آذار 2022، قال ماكرون إنه يعتقد أن "الأسوأ لم يأت بعد" في هذه الأزمة".
 
 
 
كذلك، يبين البحث في موقع الاليزيه انه كانت هناك اتصالات عدة بين ماكرون وبوتين، في 3 شباط 2022 (هنا) و12 منه (هنا) و20 منه (هنا، هنا) و28 منه (هنا)، اضافة الى اتصالات بين ماكرون والرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي (هنا، هنا)، والرئيس الاميركي جو بايدن (هنا)، والمستشار الالماني اولاف شولتس، والرئيس الصيني شي جينبينغ (هنا) وغيرهم من قادة الدول.   

 
النتيجة: اذاً لا صحة للمزاعم ان الصور المتناقلة "نشرها قصر الاليزيه الاثنين 7 آذار 2022، وتظهر الاسى والاحباط على وجه ماكرون بعد مكالمة مع بوتين". في واقع الامر، تعود احدى الصور الى 9 شباط 2022، اي الى نحو شهر، ويظهر فيها ماكرون "في نهاية اجتماع"، بينما التُقِطت أخرى له في 18 شباط 2022، اي قبل نحو اسبوع من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، خلال اجرائه "اتصالا دوليا". وتعود ثالثة الى 4 آذار 2022، "خلال اجرائه اتصالات دولية". وقد نشرتها المصوّرة الرسميّة لماكرون، سوازيغ دو لا مواسونيير Soazig de la Moissonnière، في حسابها في انستغرام، في 10 شباط 2022 و19 منه، و5 آذار 2022. 
 
 

اقرأ في النهار Premium