في المزاعم المتناقلة، ان برنامج عائلة سيمبسون الشهير "تنبأ باقتحام الكونغرس الاميركي" في واشنطن، كما حصل الاربعاء 6 كانون الثاني 2021. وقد ارفق مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي هذا المنشور بصور مزعومة من البرنامج، دليلا على هذا "التنبؤ". غير أنّ هذا الادعاء غير صحيح. احد الرسوم تم التلاعب بها لتبدو الشخصية فيه شبيهة بأحد مقتحمي الكونغرس الأميركي. كذلك، لم تتنبأ إحدى حلقاته بحصول أعمال عنف في مبنى الكونغرس.FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: تناقل المنشور تكثف منذ ايام، عبر صفحات وحسابات، في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا)، وتويتر (هنا، هنا، هنا...)، وايضا عبر الواتساب. صورة مزعومة من المسلسل، مع صورة أخرى لأحد مقتحمي الكونغرس أخيرا. وقد أرفقتا بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "الحلقة ٣١ المعروضة في الأول من شهر ١١ العام الماضي ٢٠٢٠ من مسلسل سيمبسون تنبأت بإقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن دي سي Flag of United States من قبل هذا الشخص".
الحلقة ٣١ المعروضة في الأول من شهر ١١ العام الماضي ٢٠٢٠ من مسلسل سيمبسون تنبأت بإقتحام مبنى الكابيتول في واشنطن دي سي 🇺🇸 من قبل هذا الشخص .. !!#مؤامره_اخوانيهpic.twitter.com/ymjBsAj1sB
كذلك، يتداول مستخدمون (هنا، هنا، هنا) صورة مزعومة من المسلسل، وتظهر فيها ابنية مشتعلة. وقد أرفقت بمزاعم (بالانكليزية) أن "برنامج عائلة سيمبسون تنبأ بحرب أهلية عام 2021، واعمال شغب (في الولايات المتحدة) في الحلقة 4 من الموسم 32، والتي عرضت قبل اشهر عدة".
التدقيق:
يتزامن انتشار هذه الصور مع اقتحام انصار للرئيس الاميركي المنتهية صلاحيته دونالد ترامب مبنى الكونغرس الاميركي في واشنطن في 6 كانون الثاني 2021، وتعطيلهم جلسة للكونغرس كانت تهدف للمصادقة على فوز جو بايدن بالرئاسة الأميركية. وقد سادت فوضى في المكان (وكالة فرانس برس، 6 ك2 2021).
وقد استقطب جيك آنجليانتباه المصورين خلال اقتحام الكونغرس بوشومه وخوذته ذات القرنين ورمحه. وهو الشخص الذي يُشاهَد في الصورة الى اليسار في المنشور الاول المتناقل. وقد أوقفته الشرطة الاميركية السبت.
وقالت وزارة العدل الأميركية في بيان إن آنجلي، وهو من معتنقي نظرية المؤامرة، متهم بالاقتحام غير المشروع والسلوك العنيف. وقد شوهد هذا الرجل الثلاثيني، وأصله من ولاية أريزونا، مرات عدة خلال تظاهرات مؤيدة لترامب في فينيكس في الأشهر الأخيرة مع تسريحة الشعر نفسها (الصورة أدناه من وكالة فرانس برس).
- حقيقة الرسم-
غير أن الرسم المزعوم أنه يمثل آنجلي، وأنه إحدى شخصيات برنامج عائلة سيمبسون، تم التلاعب به.
فالرسم يمثل شخصية "غراوندزكيبر ويلي" Groundskeeper Willie في البرنامج. ولها صور وهي تقف بوضعية مماثلة (لآنجلي)، ولكن بسروال أخضر. ولم تكن تضع قرنين على رأسها وقبعة من فرو، وليست لديها وشوم، على غرار آنجلي.
وقد أكدت المتحدثة باسم البرنامج أنتونيا كوفمان أن هذا الرسم المتناقل "ليس من برنامجنا... ولم ننجز تلك الصورة"، وفقا لما نقل عنها موقع Lead Stories المتخصص بتقصي صحة الأخبار.
كذلك، نقلت وكالة رويترز تأكيدا مماثلا من منتجي البرنامج: "لم ننجز تلك الصورة. لقد تم انجازها بواسطة الإنترنت".
واليكم مقارنة بين الرسم الاصلي لـ"غراوندزكيبر ويلي" (ادناه الى اليسار) والرسم المتلاعب به (ادناه الى اليمين).
ماذا عن الرسم الآخر المتناقل من برنامج عائلة سيمبسون، والذي "يتنبأ باعمال عنف في الكونغرس"، وفقا للمزاعم؟
هذا الرسم أصلي من برنامج "عائلة سيمبسون". وهو يعود لـ Treehouse of Horror XXXI، الموسم 32، الحلقة 4 التي عرضت في تشرين الاول 2020. لكنه ابعد من أن يكون تنبؤا، كما يتم زعمه.
ففي افتتاح حلقة الهالوين السنوية، يظهر هومر وهو يحاول الإدلاء بصوته في انتخابات 2020. كان مترددا، لكن ليزا تذكره بكل الخلافات التي أثارها الرئيس الأميركي دونالد ترامب. هومر يصدق بطاقة اقتراعه. لكن بعد ذلك نرى أنه كان يحلم. وعندما وبخته مارج بسبب نومه طوال اليوم وعدم الادلاء بصوته، أجاب: "ما أسوأ شيء يمكن أن يحصل؟"، قبل أن يظهر مشهد سبرينغفيلد Springfield مشتعلة (الفيديو ادناه في التوقيت 1,01).
وتظهر المشاهد اللاحقة روبوتات تجتاح المدينة، وحمما بركانية تخرج من الارض. في هذه الحلقة، "لم يكن برنامج عائلة سيمبسون يتنبأ بالمستقبل. بدلاً من ذلك، يبدو أن هذه المشاهد تحذير مما يمكن أن يحصل في ما لو قرر الناس عدم ممارسة حقهم في التصويت"، في الانتخابات الرئاسية الاميركية (جرت في 3 تشرين الثاني 2020)، وفقا لما يتوصل اليه موقع "Snopes" المتخصص بتقصي صحة الأخبار.
وليست المرة الأولى التي تنشر مزاعم خاطئة حول "تنبؤ" برنامج عائلة سيمبسون بهذا الحدث أو ذاك. وقد نشرت "النهار" مقالات تدقيق عدة بهذا الشأن:
النتيجة: كلا، لم يتنبأبرنامج عائلة سيمبسون باقتحام الكونغرس الاميركي، كما يتم زعمه. احد الرسوم المتناقلة تم التلاعب بها لتبدو الشخصية فيه شبيهة بأحد مقتحمي الكونغرس الأميركي. كذلك، لم تتنبأ إحدى حلقاته بحصول أعمال عنف في مبنى الكونغرس.