النهار

ما حقيقة "القبض على طبيبة أسنان خدّرت زوجها وخلعت كلّ أسنانه" انتقاماً؟ FactCheck#
المصدر: النهار
ما حقيقة "القبض على طبيبة أسنان خدّرت زوجها وخلعت كلّ أسنانه" انتقاماً؟ FactCheck#
A+   A-
ينتشر الخبر المثير على نطاق واسع. "القبض على طبيبة أسنان خدّرت زوجها وخلعت كل أسنانه بعد أن أكتشفت علاقاته النسائية"، وفقا للمزاعم المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي، وايضا في مواقع اخبارية لبنانية وعربية. غير أن هذا الخبر مختلق. فبعدما انتشر اولا عام 2012 بمزاعم ان الواقعة شهدتها بولندا، تبيّن أنّه غير صحيح، مجرد خدعة، بعد تقصي حقيقته. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: ينتشر الخبر بكثافة، في صفحات وحسابات، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...). وجاء فيه (من دون تدخل او تصحيح): "القبض على طبيبة اسنان خدرت زوجها وخلعت اسنانه كلها بعد أن أكتشفت علاقاته النسائية". وفي وقت ذكر مستخدمون ان الواقعة حصلت في العراق، لم يحدد آخرون اي مكان لها. 
 
كذلك، أوردت مواقع اخبارية عربية ولبنانية الخبر (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، بعنوان: "طبيبة أسنان خانها زوجها فخدرته وخلعت له جميع أسنانه!". 
 
 
 
 
 
  
التدقيق: 
لكن المزاعم ان هذه الواقعة شهدها العراق غير صحيحة، والخبر برمته مختلق، وفقا لما يبيّن تقصي حقيقته. 
 
صحيح ما أوردته مواقع اخبارية عربية ولبنانية ان الخبر انتشر اولا في نيسان 2012، وان مصدره هو موقع "ديلي ميل" البريطاني، الذي نشر تفاصيل الواقعة في تقرير (هنا)، تبيّن أن الرابط الذي يقود اليه لم يعد موجوداً. 
 
ورغم ذلك، لا يزال تقرير "دايلي ميل" منشورا في مواقع اخبارية، أجنبية وعربية، نقلته عن الموقع البريطاني يومذاك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). ومما جاء فيه ان "ديلي ميل" أوردت أن "الطبيبة آنا ماكوياك Anna Mackowiak (34 عاماً) تواجه حالياً حكما بالسجن بعد انتقامها من حبيبها ماريك أولسزيوسكي Marek Olszewski، الذي توجه إلى عيادتها بعد أيام قليلة من انفصاله عنها طالباً معالجة سنه".
 
وقد استغلت وجوده في عيادتها، فاعطته "جرعة عالية من التخدير ونزعت أسنانه بشكل كامل". وقالت الطبيبة التي تعمل في بولندا: "حاولت أن أكون مهنيّة، وأن أفصل عملي عن مشاعري، لكنني عندما رأيته مستلقياً أمامي قلت فقط... تبّاً!".

من جهته، قال أولسزيوسكي: "عرفت أن شيئاً ما ليس على ما يرام لأنني عندما استيقظت من التخدير لم أشعر بأي سن، وقد لفّ فكي كلّه"...
 
 
- حقيقة الخبر -
بعد انتشار الخبر يومذاك على نطاق واسع، دقّقت المطبوعة البولندية Gazeta Wroclawska (هنا) في تقرير "ديلي ميل"، ليتبين ان "لا وجود لطبيبة أسنان باسم آنا ماكوفياك تعمل في مدينة فروتسواف البولندية، على ما زعم مقال ديلي ميل".
 
وفي اليوم ذاته، ذكرت بدورها القناة الإخبارية التلفزيونية البولندية TVN4 أن "السلطات في فروتسواف لا علم لها بطبيبة أسنان بهذا الاسم، أو باي واقعة تتعلق بسوء ممارسة في طب الأسنان مماثل لما اورده تقرير ديلي ميل، وأن القصة كانت على ما يبدو مزحة على الإنترنت لا أساس لها"، على ما نقل موقع Snopes المتخصص بتقصي صحة الاخبار يومذاك (هنا). 
 
كذلك، تحقّق موقع MSNBC (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا) من تقرير "ديلي ميل" يومذاك، وتوصل الى أن "السلطات البولندية لا علم لديها بأي واقعة مماثلة"، وان الخبر برمته خدعة (هنا، هنا، هنا). 
 
ونقل الموقع عن المتحدث باول بيتريكوفسكي من مقر شرطة المقاطعة في فروتسواف: "لم يتم إخطار قسم شرطة سيليزيا السفلى بمثل هذا الحدث، ولا يحقق في مثل هذه الحالة". 
 
كذلك، قال ماريك سيوتشيسكي، المستشار القانوني لغرفة الأطباء وأطباء الأسنان في بولندا، والتي تتعامل مع المسائل التأديبية، إن "المنظمة لا تحقق ولم تحقق أبدًا في أي حالة من هذا القبيل". وأكد أنه "لا توجد طبيبة أسنان اسمها آنا ماكوفياك، مدرجة في السجل المركزي لأطباء الأسنان في بولندا".
 
وتابع: "لم يتم تقديم أي معلومات عن هذا النوع من سوء الممارسة إلى الغرفة العليا". "الغرفة العليا أيضًا ليست على علم بأي إجراءات من هذا النوع تتخذها الغرفة الإقليمية للأطباء وأطباء الأسنان في فروتسواف، والتي ستكون السلطة المختصة في حال حصول سوء ممارسة مهني محتمل ارتكبه طبيب أسنان في فروتسواف". 
 
ماذا عن "ديلي ميل"؟ 
فقد اعترف مراسلها المسؤول عن التقرير سايمون توملينسون Simon Tomlinson بأنه لم يكتب المقال. ونأى بنفسه عنه لدى سؤاله عن مصدره الرئيسي (هنا، هنا). وكتب: "(ديلي) ميل فورين سيرفيس، الذي أعد المقال للصحيفة، هو في الحقيقة مجرد مصطلح شامل للنسخ التي يتم تجميعها من الوكالات. مكتب الأخبار الخاص بي ليس متأكدًا من مصدر المقال بالضبط". 
 
النتيجة: اذاً، الخبر المتناقل عن "طبيبة أسنان خانها زوجها فخدرته وخلعت له جميع أسنانه" انتقاماً، مجرد خدعة انتشرت في نيسان 2012. وقد تبيّن ان تقرير موقع "دايلي ميل"، الناشر الاول للخبر، تقرير غير صحيح، مختلق، وذلك بعد تقصي حقيقته. طبيبة الأسنان آنا ماكوفياك لا وجود لها.  
 

اقرأ في النهار Premium