يتناقل مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي مقطعا مصورا بمزاعم انه "إعصار شهده ميناء طرابلس" في شمال لبنان. غير أن هذا الادعاء خاطىء. الفيديو محاكاة CGI (صور منشأة بالحاسوب) انجزه الفنان المتخصص بالتأثيرات البصرية الكسندور دينتش Alexandru Dineci، ونشره العام 2018. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: 10 ثوان فقط. المشاهد تكشف عن اعصار كبير يتكوّن فجأة في سماء ملبدة بالغيوم، ليضرب وجه البحر بقوة على مقربة من الشاطىء. وقد تكثف التشارك في الفيديو، عبر صفحات (هنا، هنا...)، وايضا عبر الواتساب. وقد أرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل): "مشهد من الميناء في مدينة طرابلس"، وايضا "مشهد مرعب جدا من الميناء في مدينة طرابلس اليوم".
التدقيق:
يقود البحث عن المقطع المصور، عبر تجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، الى المقطع (هنا، هنا) موقعاً باسم alexandrudineci@.
بمزيد من البحث عن الكسندرو دينتش alexandru dineci، نقع على المقطع المصور عينه منشورا في حساب يحمل اسمه في يويتوب في 18 كانون الاول 2018، و(هنا فيحساب آخر له orphicframer)، بنسخة أطول (0.23 ثانية)، مع الشرح الآتي بالانكليزية: Tornado CGI simulation -Cinema 4D Turbulence FD.
وهذا يعني ان ما يُشاهد هو اعصار أنجز بواسطة محاكاة الصور المنشأة بالحاسوب- وسينما رباعية الأبعاد، مع انشاء رسوم متحركة فيزيائية معقدة لظواهر السوائل الغازية.
وكل هذه التعابير تعني أن الاعصار الذي يشاهد في الفيديو ليس حقيقيا، بل تلاعب فني.
دينتش نشر الفيديو عينه في حسابيه في انستغرام (7 حزيران 2019)، وتيك توك (حزيران 2020) باسم orphicframe@، مرفقا بالتعابير الفنية ذاتها اعلاه، إضافة الى أخرى تبين بوضوح ان الفيديو تلاعب فني بواسطة الكمبيوتر والتأثيرات البصرية: vfx# #cgi #c4d #maxonc4d #turbulencefd #aftereffects #jerseychannelislands
وقد عمد في فيديو آخر الى شرح كيفية انجازه الإعصار فنيًّا، بعدما "انتشر الفيديو على نطاق واسع"، على ما يكتب.
يكتفي دينتش بالتعريف عن نفسه بأنه متخصص بالتأثيرات البصرية ومحاكاة الصور المنشأة في الكمبيوتر، مع اشارة الى أنه روماني.
النتيجة: كلا، "هذا المشهد المرعب" لم يشهده ميناء طرابس في شمال لبنان، كما يتم زعمه. المقطع المصور تلاعب فني أنجزه الفنان الكسندرو دينتش العام 2018، باستخدام محاكاة الصور المنشأة بالكمبيوتر وتأثيرات بصرية أخرى.
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.