نجم كرة القدم الارجنتيني ليونيل ميسي "يهودي"، وفقا لما يزعمه مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي. وقد نشروا له صورا امام حائط المبكى في القدس، واضعا قلنسوة يهودية تقليدية على رأسه، دليلا على يهوديته. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. فميسي مسيحي كاثوليكي، وفقاً لما يُعرف عنه. أما الصور الملتقطة له امام حائط المبكى في القدس، فتعود الى 4 آب 2013، يوم زار الموقع مع رفاق له في فريق برشلونة الإسباني، ضمن "جولة السلام" التي شملت يومذاك الأراضي الفلسطينية وإسرائيل. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ايام قليلة، تكثف التشارك في الصور عبر صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقة بالتعليق الآتي (من دون تدخل او تصحيح): "أكثر شباب المسلمين يحبون هذا اليهودي للأسف!! ميسي هذا اليهودي من تمتلىء المقاهي لأجله! بل وتُؤجل الصلاة أو تُترك نهائيًا من أجله. انتبهوا يا شباب...".
- حقيقة الصور -
غير ان المزاعم ان ليونيل ميسي يهودي لا أساس لها، والصور المتناقلة لها سياق مختلف تماما، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
اولا، ميسي مسيحي كاثوليكي، وفقا لما يُعرف عنه (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
ثانيا، يوصلنا البحث العكسي عن الصور الى موقع Getty Images، الذي نشر هذه الصورة في 4 آب 2013 (هنا)، مع شرح انها تظهر "لاعب برشلونة ليونيل ميسي يضع ورقة أمنيات في شق بالحائط الغربي في القدس بإسرائيل في 4 آب 2013".
واشار الموقع الى ان "وفدا من فريق نادي برشلونة لكرة القدم سافر إلى الشرق الأوسط لزيارة إسرائيل والضفة الغربية، كجزء من "جولة السلام" لمدة يومين".
تصوير: أوليفر فايكن Oliver Weiken.
وقد نشرت أيضا وكالة رويترز (هنا) الصورة في 4 آب 2013، مع الشرح ذاته.
بالنسبة الى الصورة الأخرى، فإنها تعود الى الزيارة ذاتها. وقد نشرتها يومذاك مواقع اخبارية عدة وصفحات (هنا، هنا، هنا).
السبت 3 آب 2013، وصل فريق برشلونة الإسباني إلى الضفة الغربية في جولة ليومين تضمنت ورش عمل رياضية لأطفال فلسطينيين وإسرائيليين. وكان في استقبال نجوم النادي الكتالوني الآلاف من الفلسطينيين.
وقد أطلق برشلونة على جولته هذه شعار "جولة السلام". وتضمنت تدريبات للأطفال الفلسطينيين في مدينة الخليل، وتخللتها زيارة لمدينة بيت لحم وكنيسة المهد، ولقاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي حضور نحو 25 ألف مشجع احتشدوا في الاستاد الجديد في بلدة دورا بالضفة الغربية، قدم لاعبو بطل إسبانيا النصيحة والارشاد لنحو 40 من الأولاد والبنات الفلسطينيين طوال ساعة كاملة (هنا، هنا، هنا).
الأحد 4 آب 2013، زار لاعبو برشلونة حائط المبكى في مدينة القدس (هنا، هنا). وقد التقطت عدسات الإعلام صوراً جماعية للاعبي الفريق والمنظمين وهم يرتدون القلنسوة اليهودية "كيباه".
إلا أن صور النجم الكروي ليونيل ميسي، وهو يضع ورقة أمانيه في حائط البراق مرتدياً القلنسوة اليهودية "كيباه"، وفقا لطقوس الصلوات اليهودية، أثارت جدلا واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مستنكر لفعله، وما بين من اعتبره حرية شخصية، على ما ذكرت تقارير اعلامية (هنا، هنا).
في ذلك اليوم، التقى ايضا فريق برشلونة الإسباني الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في مقر إقامة بيريز في القدس، على ما أوردت مواقع اخبارية (هنا، هنا).
- الأرجنتين بطلة العالم -
الاحد 18 كانون الاول 2022، توجّت الأرجنتين بطلة للعالم للمرة الثالثة في تاريخها، بفوزها في المباراة النهائية لمونديال قطر 2022 على فرنسا حاملة اللقب بركلات الترجيح، بعد التعادل 2-2 في الوقت الأصلي و3-3 عقب شوطين إضافيين على ملعب لوسيل.
وسجّل أهداف الأرجنتين ميسي (23 من ركلة جزاء و108) وأنخل دي ماريا (36)، فيما أحرز كيليان مبابي ثلاثية فرنسا (80 و118 من ركلتي جزاء و81) رافعاً رصيده إلى ثمانية أهداف في صدارة الهدافين.
وقد خلع ميسي أبواب التاريخ وسطّر اسمه في كتاب أساطير كرة القدم عندما قاتل مع رفاقه حتى الرمق الأخير أمام فرنسا حاملة اللقب وفاز عليها بركلات الترجيح بسيناريو جنوني في نهائي مونديال قطر 2022، قاطفاً نجمة ثالثة تاريخية للأرجنتين، وفقا لما كتبت وكالة فرانس برس.
وبهذا الفوز، حقق "البرغوث" مبتغاه الأسمى الذي انتظره طويلاً بعد أربع مشاركات مخيّبة أبرزها خسارة نهائي مونديال 2014 في البرازيل أمام ألمانيا في الأنفاس الأخيرة من الوقت الإضافي.
وبعدما اكتمل نصاب الألقاب في خزائنه، حفر القائد الأرجنتيني اسمه في كتاب الأساطير إلى جانب مواطنه الراحل دييغو أرماندو مارادونا الذي ظفر باللقب الثاني لـ"ألبيسيليستي" في العام 1986. وبالمشاركة في هذا النهائي، حطّم ميسي رقم الألماني لوتار ماتيوس كأكثر لاعب خوضاً للمباريات في النهائيات، مع 26 مباراة.
وبمشاركته أصلاً في النهائيات القطرية، وصل ميسي إلى رقم قياسي آخر متمثل بعدد كؤوس العالم التي خاضها (5)، على غرار غريمه البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ودع البطولة من ربع النهائي، وماتيوس أيضاً وآخرين.