يدّعي الخبر ان "القوات الخاصة الاميركية اعتقلت الدكتور أنتوني فاوتشي"، المستشار الرئيسي للبيت الأبيض لمكافحة وباء كورونا. منذ ايام قليلة، ينشره مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي، بالعربية والانكليزية، كاتبين ان اعتقاله "انتصار كبير تحقق في الحرب ضد الدولة العميقة". غير أنّ هذا الخبر لا اساس له، ملفّق. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: بصفة "عاجل"، ينتشر الخبر في صفحات وحسابات، عربية وأجنبية، في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، مرفقا برابط (هنا) يقود الى الموقع الاخباري مصدر الخبر، او بلقطة شاشة لعنوان الخبر في الموقع. ومما جاء في المنشور (من دون تدخل أو تصحيح): "القوات الخاصة تعتقل الدكتور فاوتشي. حققت القوات الخاصة الأمريكية يوم السبت انتصارًا كبيرًا في الحرب ضد "الدولة العميقة"، عندما تمكنت من اعتقال العقل المدبر والمهندس المعماري للجائحة، الدكتور أنتوني فاوتشي...".
التدقيق:
تبدأ مهمّة التدقيق بالضغط علىالرابط المتناقل. فتنفتح أمامنا مقالة بالانكليزية في موقع Real Raw News، بعنوان: Special Forces Arrest Deep State Dr. Anthony Fauci، اي القوات الخاصة اعتقلت الدكتور أنتوني فاوتشي، منشورة في 10 نيسان 2022، وموقعة باسم مايكل باكستر Michael Baxter.
ونقل الموقع عن مصدر أن "القوات الخاصة الأميركية حققت يوم السبت (9 نيسان 2022) انتصارًا كبيرًا في الحرب ضد الدولة العميقة"، عبر اعتقال العقل المدبر لوباء كورونا ومهندسه الدكتور أنتوني فاوتشي". وزعم المصدر ان "الجيش الاميركي سنحت له الفرصة السبت لاعتقال فاوتشي". "لقد حصلنا على معلومات جيدة جدًا تفيد بأن الحماية المؤمنة له كانت في حدها الأدنى السبت... وانه سيغادر منزله في العاصمة لزيارة زوجته، التي لم يرها منذ شهور. لقد أبقتهما الدولة العميقة منفصلين، لأنهم اعتقدوا أننا سنستهدف الزوجة للوصول إلى فاوتشي...".
وتضمنت المقالة رواية اعتقال فاوتشي، "بحيث تمت ملاحقة سيارته إلى مرآب للسيارات تحت الأرض، بالقرب من فندق" آيفي اوتيل في بالتيمور بولاية ماريلاند، والذي "كانت زوجته تقيم فيه" باسم مستعار. "حاصروه، وأمروا حراسه بإلقاء أسلحتهم النارية من النافذة. وقد امتثل الحراس للامر، واخرجت القوات الخاصة فاوتشي من السيارة" واقتادته الى التحقيق.
ووفقا للموقع، "تم اعتقال فاوتشي بعد وقت قصير من بث تلفزيون بلومبرغ مقابلة مسجلة معه. وخلالها، توقع عودة ظهور كوفيد-19...".
- حقيقة الخبر -
غير ان خبر موقع Real Raw News عن توقيف فاوتشي لا اساس له.
ففي 10 نيسان 2022، اي في اليوم ذاته الذي نشر الموقع الخبر المزعوم، ظهر فاوتشي في مقابلة مباشرة على الهواء مع قناة ABC News (هنا، هنا، هنا)، في اطار برنامج This Week، قال فيها إن "على الأميركيين مواصلة تقييم المخاطر لأنفسهم مع ارتفاع الاصابات بكوفيد -19".
والى جانب ظهور فاوتشي في المقابلة، أكدت رينات مايلز، القائمة بأعمال مدير مكتب الاتصالات في المعاهد الوطنية للصحة، أن المزاعم عن اعتقال فاوتشي "كاذبة"، على ما اورد موقع Politifact المتخصص بتقصي صحة الاخبار (هنا).
وفي 13 نيسان 2022، ظهر مجددا فاوتشي في مقابلة مع شبكة "سي أن أن" الاميركية (هنا) حول انتشار وباء كوفيد-19.
- موقع ساخر -
نقطة أخرى. ما يجب معرفته عن موقع Real Raw News، ناشر الخبر الخاطئ، هو انه ليس مصدرا اخباريا موثوقا به، ولا صدقية له. وقد سبق ان حذرت من أخباره الكاذبة مواقع اميركية متخصصة بتقصي صحة الاخبار (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).
ويعلن الموقع انه يتضمن "فكاهة وسخرية وباروديا"، على ما كتب بخط اسود عريض في تعريف به، الامر الذي يشكّل تنبيها الى وجوب عدم أخذ الاخبار التي ينشرها على محمل الجد، لكونها غير حقيقية او مختلقة.
ومن الامثلة الحديثة على ذلك، خبر نشره الموقع عن "اليوم الاول من المحاكمة العسكرية لفاوتشي" (هنا) في 18 نيسان 2022. وبالتدقيق فيه (هنا)، يتبيّن مجددا ان الموقع اختلقه.
وليست المرة الأولى التي تُنشَر أخبار كاذبة عن فاوتشي. وقد سبق ان دقّقت "النّهار" في مزاعم انتشرت في وسائل التواصل عن صورتين تظهران ان فاوتشي "عام 2021 ليس الشخص ذاته عام 2014"، بما يعني ان فاوتشي الحالي "شبيه للأصلي، أو مستنسخ، وفاوتشي الحقيقي رهن الاحتجاز أو في سجن...".