النهار

ما حقيقة "اصطدام كوكب نيبيرو بالأرض"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
المصدر: النهار
ما حقيقة "اصطدام كوكب نيبيرو بالأرض"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
A+   A-
تضجّ وسائل التواصل الاجتماعي بخبر عن "توقعات حول نهاية العالم في الأسابيع المقبلة، بحيث يرجّح فلكيون أن يصطدم كوكب نيبيرو بالأرض". غير أن هذا الخبر لا صحة له. كوكب نيبيرو مجرد خرافة، و"لا وجود له"، بتأكيد من وكالة الفضاء الاميركية (ناسا)، وبالتالي "لن يحصل اي اصطدام بالأرض". FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: منذ ايام، تكثف تناقل صورة للخبر، خصوصا في الفايسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، وايضا في تويتر (هنا...). وجاء فيه: "توقعات بنهاية العالم خلال الاسابيع القليلة المقبلة، رجح فلكيون ان كوكب نيبيرو سيصطدم بالارض". 
 
 
 
التدقيق: 
يبيّن البحث عن الخبر انه سبق أن انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي عام 2017 (هنا، هنا- وهنا، هنا في مواقع اخبارية)، وعام 2018 (هنا)، وعام 2019 (هنا)، وعام 2020 (هنا)، قبل أن يتجدّد أخيرا. 
 
ومع ان هذا التحذير من "نهاية العالم بسبب نيبيرو"، موجود في وسائل التواصل الاجتماعي منذ اعوام عدة، الا ان اي كوكب، وتحديدا نيبيرو المزعوم، لم يصطدم بالارض. ولم تشهد البشرية نهاية العالم، كما يتم تسويقه خطأ. 
 
فما حقيقة كوكب نيبيرو؟ 
تحسم وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) الأمر بالتأكيد ان "الكوكب المزعوم، نيبيرو Niburu، غير موجود. لذلك لن يحصل اي اصطدام بالارض"، وفقا لم تورد في مقالة (هنا). وتوضح ان "قصة نيبيرو كانت موجودة منذ أعوام (على غرار حكاية "أيام الظلام")، ويتم إعادة نشرها دوريا ضمن الخرافات الجديدة حول نهاية العالم".
 
وتقول ناسا: "كوكب نيبيرو وقصص أخرى عن كواكب منحرفة هي خدعة على الإنترنت. لا يوجد أساس واقعي لهذه الادعاءات. فلو كان نيبيرو أو الكوكب إكس حقيقيا وتوجه للاصطدام بالارض (في عام 2012)، لكان علماء الفلك تتبعونه على الأقل خلال العقد الماضي، ولكان مرئيا الآن بالعين المجردة. ولكن من الواضح أنه غير موجود". 
 
في المقالة المنشورة في 22 كانون الاول 2012، كانت الناسا تجيب على ادعاءات انتشرت يومذاك عن انتهاء العالم في 21 كانون الاول 2012، وعلى تقارير متداولة عن نبوءة قديمة للمايا، أو عن اصطدام كوكب غامض بالأرض". 
 
كذلك، اطل الدكتور ديفيد موريسون، عالم الفضاء في ناسا، في فيديو (هنا، هنا) حول "حقيقة كوكب نيبيرو"، مؤكدا ان "لا ادلة اطلاقا ذات صدقية على وجود كوكب نيبيرو. ولا صور له، ولا مراقبة فلكية او تتبعاً له".
 
وقال: "مصدر اسم نيبيرو غريب. نيبيرو هو اسم أحد الآلهة في الپانثيون البابلي... ولا سجل انهم اعتبروه يوما كوكباً". وأكد ان "لا وجود لكوكب نيبيرو، وأنه لا يشكل اي تهديد للارض". 
 
 
كيف بدأت أسطورة نيبيرو؟ 
بدأت القصة عام 1976، يوم كتب زكريا سيتشن Zecharia Sitchin "الكوكب الثاني عشر" (The Twelfth Planet)، وهو كتاب تضمن ترجمته لبعض النصوص المسمارية السومرية، حول كوكب، نيبيرو، يدور حول الشمس كل 3600 عام.
 
وعام 1993، صدر كتاب بعنوان "نذر الخراب"، وهو أحد أكثر الكتب مبيعاً في العالم، وذكر ان "الدراسات أثبتت ان نيبيرو يتحرك باتجاه كوكب الأرض، وأنه بحلول عام 2012 سيصل إلى النظام الداخلي للنظام الشمسي وسيتسبب بأضرار جسيمة" (هنا).

وعام 1995، أعلنت نانسي ليدر Nancy Lieder، التي تصف نفسها بأنها قادرة على الاتصال الروحي واستقبال رسائل من العوالم الأخرى، أن الكائنات الفضائية التي زعمت انها على اتصال بها، حذرتها من أن هذا الكوكب سيصطدم بالأرض في عام 2003.
 
ولكن بعد عام لم يحصل فيه اي اصطدام، تم تأجيل الموعد إلى عام 2012، بحيث رُبط بانتهاء تقويم المايا. لكن لم يحصل مجددا اي اصطدام بالارض، ولم ينته العالم عام 2012، كما تم تسويقه. واكدت ناسا يومذاك ان كوكب نيبيرو المزعوم "لا وجود له". 
 
وعندما ظهر المذنب الينين Comet Elenin عام 2011، ابدى كثيرون قلقهم من أن يكون الكوكب الغامض المتخفي. ولكن بدلاً من أن يصطدم بالأرض، انحرف قرب الشمس وانقسم أشلاء (هنا).
 
وحاول ايضا بعضهم ربط أسطورة "نيبيرو" بما يسمى "الكوكب 9". لكن الاخير "عالم افتراضي كتلته أكبر من كتلة الأرض بحوالى 10 أضعاف، ويُعتقد أنّه يدور حول الشمس في مكانٍ بعيد، وموجود في الجزء الخارجي من النظام الشمسي. ويؤكد الخبراء عدم صحة مخاوف المتشائمين بخصوص هذا الكوكب المتوقع"، وفقا لما يشرح موقع "ناسا بالعربي". 
 
ولكن ما فرصة اصطدام مذنب أو كويكب بالأرض؟
"ليست كبيرة في حياتنا- ربما 1 من كل 10,000. ولكن على مدى آلاف أو ملايين السنين، من المحتمل جدًا حصول اصطدامات كبيرة. وتثبت الحفر القديمة على سطح الأرض أن الأجسام الكبيرة ضربت الأرض في الماضي، ولا يوجد سبب للاعتقاد أن هذا الامر لن يستمر في المستقبل"، وفقا لما أفاد موقع StarDate، الذراع التعليمي العام لمرصد جامعة تكساس ماكدونالد.
 
وأوضح أن "فرصة الاصطدام بالارض تعتمد على حجم الجسم: فكلما زاد حجم المذنب أو الكويكب، كانت فرصة اصطدامه أصغر، نظرًا الى وجود العديد من الأجسام الصغيرة هناك أكثر من الأجسام الكبيرة".
 
وقال: "تضرب أطنان من البقايا (الاجسام)- معظمها قطع أصغر من حبيبات الرمل- الغلاف الجوي للأرض وتحترق كل يوم. هذه هي "النجوم الشاهقة" التي نراها عادة في الليل. وتنجو بعض الصخور الكبيرة في نزولها الناري إلى سطح الارض. ويمكن  رؤية بعض هذه النيازك معروضة في المتاحف".
 
وأضاف: "قد نرى الأجسام الخطيرة حقًا، تلك الكبيرة بما يكفي لإحداث كارثة إقليمية أو عالمية عند اصطدامها بالارض، مرة كل بضع مئات آلاف السنين. لذلك، فإن فرصة أن يصطدم بالارض مثل هذا الجسم في أي سنة معينة هي تقريبًا 1 من 300,000 - لا شيء يستدعي أرقنا".
 
وشرح أن "المسار الذي تتبعه الأرض في مدارها حول الشمس مليء بقطع لا حصر لها من البقايا. ولدينا الوسائل للعثور على أكبر هذه "الأجسام القريبة من الأرض" (NEOs) وحساب مداراتها، لمعرفة ما إذا كانت ستقترب من الارض. حاليًا، تقوم العديد من التلسكوبات المختلفة بشكل روتيني وتلقائي بمسح السماء بحثًا عنها".
 
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم أن "فلكيين يرجحون أن يصطدم كوكب نيبيرو بالأرض" قريبا. كوكب نيبيرو مجرد خرافة، ولا وجود له، بتأكيد من الناسا. 
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium