المتداول: فيديو يظهر، وفقا للمزاعم، "وحشية عناصر الشرطة الفرنسية تجاه امرأة"، خلال اعمال الشغب الاخيرة في فرنسا.
الا أنّ هذا الزعم غير صحيح.
الحقيقة: الفيديو قديم، اذ يعود الى 24 ايار 2023، وهو مصوّر في إيطاليا. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
ما القصة؟
المشاهد تظهر شرطيين وهم يتعرضون لأمرأة بالضرب، بينما كانت جالسة أرضا. وقد تكثف التشارك في الفيديو أخيرا، عبر حسابات ارفقته بتعليقات مثل "هذه فرنسا وهنا الديموقراطية وحقوق الإنسان في أبشع وأقمع صورة"، وايضا "وحشية الشرطة الفرنسية تجاه امرأة"، و"شاهدوا كيف تتعامل الشرطة والحكومة الفرنسية مع الحريات".
من لا يزال يصدق بأن فرنسا صاحبة شعار “حرية مساواة أخوة” فهو واهم . فعلا لقد أظهرت فرنسا التي لا تفتأ عن التغني بشعارات الحرية والعدالة والمساواة و الحقوق شاهدوا كيف تتعامل الشرطة و الحكومة الفرنسية مع الحريات. كذالك هذه الأيام ما يسمى بالمنظمات الدولية لحقوق الإنسان خارج التغطية. pic.twitter.com/KS6vdEmPCE
جاء تداول الفيديو في وقت شهدت فرنسا أعمال شغب ونهب وسرقة وتخريب وإضرام نيران، إثر مقتل الشاب نائل م برصاص شرطي خلال تفتيش مروري في ضاحية نانتير غرب باريس الثلثاء 27 حزيران 2023، وتواصلت في كثير من الأحياء الشعبية في البلاد (هنا، هنا...).
وقد اتُهم الشرطي الضالع في مقتل الشاب والبالغ 38 عاما، بالقتل العمد ووضع في السجن في 29 يونيو، ورُفض الخميس الماضي طلبه للإفراج عنه.
وتجمّع ما لا يقلّ عن ألفَي شخص السبت 8 تموز في باريس احتجاجا على عنف الشرطة، فيما تحرّك آخرون في مدن فرنسيّة عدّة تعبيرا عن "حزن وغضب" بعد أيّام على مقتل الشاب نائل.
- حقيقة الفيديو -
الا ان الفيديو المتناقل لا علاقة له بفرنسا او بكل هذه التطورات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقته.
فالبحث عنه، بتجزئته الى مشاهد ثابتة (Invid)، يقودنا الى مواقع اخبارية، لا سيما ايطالية، نشرته او نشرت لقطات شاشة منه، في 24 ايار 2023 (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، ضمن تقرير عن توقيف امرأة متحولة جنسيا برازيلية بالقوة يومذاك، وذلك اثر ورود شكوى من اهال عن سلوك غير لائق ومضطرب اظهرته بالقرب من مدرسة في جياكوزا بميلانو في ايطاليا.
ووفقا لما ذكر موقع Il Giorno الايطالي، فقد حاولت المرأة ان تؤذي نفسها لدى وضعها في سيارة الشرطة، ونجحت في الفرار منها بعدما اصطنعت وعكة صحية، الامر الذي دفع شرطيين الى ملاحقتها واستخدام القوة لتوقيفها (هنا ايضا).
وقال ممثل للشرطة ان "عناصر الشرطة قاموا بواجبهم، اذ منعوا ذلك الشخص من إيذاء أطفال المدرسة. ومحامونا مستعدون لدعمهم". في ذلك اليوم، أصيب عنصران خلال العملية. وقد فتح مكتب المدعي العام في ميلانو تحقيقا في الواقعة.
النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الفيديو المتناقل يظهر "وحشية عناصر الشرطة الفرنسية تجاه امرأة"، خلال اعمال الشغب الاخيرة في فرنسا. في الواقع، الفيديو قديم، اذ يعود الى 24 ايار 2023، وهو مصوّر في إيطاليا.