يدّعي مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي ان "المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رفضت السير أمام أو بجانب الدكتور ايغور شاهين وزوجته، مكتشفَي اللقاح ضد كوفيد- 19، لتمشي وراءهما وذلك تقديراً لهما". وقد أرفقوا هذا الادعاء بصورة وفيديو دليلا مزعوما على ذلك. غير ان هذه المزاعم خاطئة، لأن الموضوع بروتوكولي بامتياز. الصورة والفيديو يعودان الى احتفال منح الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير العالمين الزوجين أوغور شاهين وأوزليم توريشي وسام الاستحقاق "صليب القائد الفارس"، في 19 آذار 2021، في قصر بلفيو، المقر الرئاسي الألماني، في حضور ميركل. و"يقتضي البروتوكول"، في احتفالات مماثلة، أن "تدخل ميركل القاعة قبل شتاينماير، وبعد الضيفين"، وفقاً لما يفيد المكتب الاعلامي في القصر الرئاسي الألماني "النّهار". وهذا ما يُشاهَد بوضوح في فيديو صُوِّر في المناسبة. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: تظهر ميركل في الصورة وهي تمشي خلف مؤسسي شركة بايونتك الألمانية للأدوية، العالمين أوغور شاهين وزوجته أوزليم توريشي. وقد تكثف التشارك فيها أخيرا، على نطاق واسع، عبر صفحات وحسابات، في الفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وتويتر (هنا، هنا، هنا، هنا...). وقد أُرفقت بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" ترفض السير أمام أو بجانب العالمين الدكتور "ايغور شاهين" وزوجته الذي اكتشف مع زوجته لقاح "كوفيد 19"، لتمشي وراءهما تقديرًا لهما وتقديرًا للعلماء في حفل تكريمهما، حيث قالت عن هذا الموقف في هذا الحفل أن "العلماء هم من يقودون الأمم يا سادة".
كذلك، تشاركت حسابات وصفحات بالصورة والمزاعم ذاتها، لا سيما بالانكليزية (هنا، هنا، هنا...).
التدقيق:
يبيّن البحث ان الصورة المتناقلة لقطة شاشة من فيديو نشرته هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية "بي بي سي"، في 19 آذار 2021، في حسابها في تويتر، مرفقا باقتباس بالتركية: "المستقبل ملك أولئك الذين يدركون الفرص قبل أن تصبح ظاهرة".
وقد التقطته "بي بي سي" خلال احتفال منح الرئيس الالماني فرانك فالتر شتاينماير مؤسسي شركة بايونتك الألمانية للأدوية العالمين أوغور شاهين وزوجته أوزليم توريشي وسام الاستحقاق "صليب القائد الفارس"، في قصر بلفيو، المقر الرئاسي الالماني، وذلك تقديرا لتطويرهما أحد أول اللقاحات لمكافحة كوفيد- 19.
- حقيقة الأمر -
ويشاهد بوضوح، في بداية فيديو الـ"بي بي سي"، دخول العالمين أوغور شاهين وزوجته أوزليم توريشي القاعة أولا، تتبعهما المستشارة ميركل، ثم الرئيس شتاينماير. ثم نرى العالمين وهما يجلسان على كرسيهما، بينما توجهت ميركل الى مقعدها، وقد وقف شتاينماير متكلما.
هل "رفضت ميركل السير أمام أو بجانب العالمين شاهين وزوجته، لتمشي وراءهما تقديرًا لهما"، كما يتم زعمه؟
كلا، هذه المزاعم خاطئة، والموضوع مختلفٌ تماما.
ويقول المكتب الاعلامي للقصر الرئاسي الألماني، der bundespraesident، عبر البريد الالكتروني، لـ"النهار"، انه "تبعاً لعاداتنا البروتوكولية، يكون الرئيس شتاينماير، بصفته رئيس الدولة الالمانية، وزوجته، آخر من يدخلون القاعة. وتدخل المستشارة ميركل، بصفتها رئيسة للحكومة، المكان قبل الرئيس مباشرة. وقبلها، يدخل ضيوفنا".
ويضيف القصر: "كذلك، نحن نتبع قواعد النظافة العامة والتباعد خلال الوباء (كورونا). وبالتالي يمشي الأزواج معًا، ولكن مع ابقاء مسافة بينهم وبين سائر الأشخاص المعنيين".
وبموجب هذا البروتوكول المعتمد في القصر الرئاسي، في احتفالات مماثلة، دخل تباعا القاعة، كما نشاهد في فيديو "بي بي سي"، العالمان الزوجان أوغور شاهين وزوجته أوزليم توريشي، تبعتهما المستشارة ميركل، ثم الرئيس شتاينماير وزوجته.
- الاحتفال -
ما يجب معرفته هو ان وسام الاستحقاق "صليب القائد الفارس" الذي منحته المانيا العالمين الزوجين أوغور شاهين وزوجته أوزليم توريشي، هو أحد أعلى الأوسمة التي تمنحها الدولة الألمانية، وفقا لما أورد موقع "دويتشه فيليه" الاخباري الالماني DW، في تقرير نشره عن الاحتفال. وجاء فيه ان "شتاينماير أثنى في كلمة على الجهد العلمي للزوجين، مشيرا إلى أن اكتشافهما اللقاح "ينقذ حياة البشر ويؤمن النجاة الاقتصادية والثقافية لمجتمعنا".
وقال ايضا: "مع كل شخص تم تطعيمه، يمكننا أن نخطو خطوة صغيرة إلى الوراء، نحو الحياة اليومية، خطوة نحو الحياة التي نفتقدها والأشخاص الذين نحبهم" (موقع الحكومة الالمانية bundesregierung).
وتخللت ايضا الاحتفال كلمتان للعالمين، وفقا لما أوردت تقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). لكننا لم نعثر فيها، لا سيما في التقرير في موقع الحكومة الالمانية، على اي كلام للمستشارة ميركل، بما يعني ان الكلام المنسوب اليها ان "العلماء هم من يقودون الأمم يا سادة"، مختلق ايضا.
النتيجة: كلا، لم ترفض ميركل "السير أمام أو بجانب الدكتور ايغور شاهين وزوجته، لتمشي وراءهما وذلك تقديراً لهما"، كما يتم زعمه. الموضوع بروتوكولي بامتياز. الصورة والفيديو يعودان الى احتفال منح الرئيس شتاينماير العالمين الزوجين وسام الاستحقاق "صليب القائد الفارس"، في 19 آذار 2021، في قصر بلفيو، في حضور ميركل. و"يقتضي البروتوكول"، في احتفالات مماثلة، أن "تدخل ميركل القاعة قبل شتاينماير، وبعد الضيفين"، وفقاً لما يفيد المكتب الاعلامي في القصر الرئاسي الألماني "النّهار".