سيول قوية... سيارات تجرفها المياه في فيديو، وقاعة غارقة في الماء في فيديو آخر. وفي المزاعم المتناقلة، هذه المشاهد من الإمارات، التي شهدت اخيرا فيضانات جارفة. وقد أضاف مستخدمون فيديو لرئيس دولة الامارات الشيخ محمد بن زايد وهو يحلق بطائرة، بادعاء انه "يتفقد مناطق السيول". غير أنّ كل هذه المشاهد لا علاقة لها بالسيول الأخيرة في الامارات. في الواقع، يعود الفيديو الاول الى آذار 2019، ويصوّر سيولا في شيراز جنوب ايران. والفيديو الثاني يعود الى حزيران 2022، ويظهر سيولا اقتحمت صالة اعراس في بوردور جنوب غرب تركيا. والفيديو الثالث للشيخ محمد بن زايد قديم، بحيث يعود الى آذار 2017، وسياقه مختلف. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
يتزامن انتشار هذه الفيديوات مع أمطار غزيرة شهدتها الإمارات، خلال اليومين الماضيين، وتسبّبت بحدوث سيول وفياضانات في مناطق عدّة، وسط تحذيرات من السلطات بالابتعاد عن مجاري الأودية.
وقد أدت هذه الامطار الكثيفة إلى جريان الأودية وتجمع المياه في المناطق المنخفضة في إمارة الفجيرة والمناطق الشرقية بالدولة.، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا...).
وعقب سقوط الأمطار والسيول، بدأ التحرك الرسمي لمواجهة تداعياتها عبر عمليات إنقاذ فورية لتيسير المرور وإجلاء العالقين، بالتوازي مع جهود توعوية. وقد أكدت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث أن جميع الفرق الوطنية تعمل على قدم وساق لتوفير أقصى سبل الحماية لجميع القاطنين في المناطق التي تأثرت بالحالة الجوية، مشددة على أن سلامة الأرواح أولوية قصوى لجميع الجهات المستجيبة في المنظومة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
- حقيقة المشاهد المتناقلة -
غير ان المشاهد المتناقلة لا علاقة لها بهذه السيول التي شهدتها أخيرا الامارات، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها.
* الفيديو 1-
تتناقله حسابات (مثل هنا، هنا، هنا...) بمزاعم انه يظهر "طوفانا جارفا يجتاح الامارات... والفيديو من مدينة الفجيرة". غير ان هذا الادعاء خاطئ. فالبحث عن الفيديو يبيّن انه منشور في حسابات ومواقع اخبارية ايرانية، بينها وكالة تسنيم (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا) في 25 آذار 2019، بكونه يظهر "سيولا في مدينة شيراز مركز محافظة فارس جنوب إيران".
ووفقاً لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، فقد أوقعت السيول الجارفة في منطقة "بوابة القرآن"، المدخل الشمالي لمدينة شيراز، 19 قتيلا واكثر من 100 جريح. وقد جرفت معها العديد من السيارات في طريقها، مما ادى الى اصطدام وانقلاب وتحطم العديد منها، حيث ذكرت التقارير ان عدد السيارات التي تضررت نتيجة هذه السيول بلغت نحو 200 سيارة.
وقد ضربت يومذاك فيضانات وسيول عدة مناطق إيرانية، وخلّفت خسائر كبيرة على المستوى المادي والبشري.
— بوابة بحر عمان للطقس (@Om_SeaGateWeath) July 28, 2022
يتداوله مستخدمون لوسائل التواصل بمزاعم انه يظهر "سيولا تدهم قاعة عرس في الفجيرة بالامارات" (هنا، هنا، هنا...). غير ان هذا الزعم خاطئ، مجددا. فالبحث عن الفيديو يقودنا الى مواقع اخبارية، لا سيما تركية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا)، نشرته في (5 -6) حزيران 2022، بكونه يظهر سيولا اجتاحت قاعة اعراس في فندق في بوردور جنوب غرب تركيا.
ولم تسفر تلك السيول التي "تواصل تدفقها نحو 10 دقائق وكادت تجر كل شيء أمامها في الصالة، عن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح" وفقا لموقعي Sabahو haberturk التركيين. و"قد عمد المسؤولون عن القاعة الى تحطيم أبواب ونوافذ لمنع تجمع المياه فيها. وقال صاحب النزل أنيل شاهين إن الفيضان جاء فجأة، وقد بذلنا قصارى جهدنا. وقد ألغينا تنظيم الزفاف. ولم يقع ضحايا، الحمد لله".
في حزيران 2022، "تسببت الأمطار الغزيرة في تركيا بحدوث فيضانات في خمس مقاطعات"، وفقا لتقارير اعلامية (هنا). و"قد بدأت الفيضانات في أجزاء من مقاطعة دنيزلي في 3 حزيران، حيث غمرت المياه بعض الشوارع وألحقت أضرارا بالأراضي الزراعية في المنطقة".
و"تم الإبلاغ عن فيضانات وانهيارات أرضية في أجزاء من مقاطعة بوردور بعد عاصفة رعدية ضربت المنطقة في 4 حزيران. وقد تضرر من جرائها حوالى 30 مبنى. كما تم الإبلاغ عن فيضانات في منطقة جول حصار حيث قتل نحو 50 رأسًا من الماشية".
و"قد غمرت الأمطار الغزيرة شوارع مدينة أنقرة في 7 حزيران، مما تسبب باضطراب الحركة المرورية...".
تنشره حسابات (هنا، هنا، هنا، هنا...)، بمزاعم ان "الشيخ محمد بن زايد، رئيس دولة الامارات، يتفقد الفجيرة صباح اليوم" بعد السيول. لكن البحث يبيّن مجددا ان هذا التداول خاطئ.
في الواقع، الفيديو يعود الى (26) آذار 2017، ويظهر "الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وهو يقود طائرة في جولة على المرتفعات الجبلية في الامارات"، وفقا لتقارير اعلامية (هنا، هنا، هنا، هنا).