في المشاهد، يتحوّل الشجار عراكا بالايدي وتدافعا. وفقا للمزاعم المتناقلة، الفيديو يظهر "وزير التجارة المصري في زيارة للبحرين لتعزيزالعلاقة. لكنه سبّ الشيعة، فتحول التبادل التجاري خناقة وشتائم وعراكا". غير أن هذه المزاعم لا صحة لها. ما يشاهد في الفيديو هو مستشار قانوني مصري يدعى ياسر العطار خلال شجار مع "تجار شيعة" خلال اجتماع لغرفة الصناعة والتجارة البحرينية، تناقلت أخبارها وتفاعلاتها مواقع اخبارية عربية عدة في نيسان 2019. FactCheck#
"النهار" دقّقت من أجلكم
الوقائع: منذ ساعات، تكثف تناقل الفيديو على مختلف منصاتالتواصل الاجتماعي، لا سيما عبر الواتساب (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). دقيقة حامية يتخللها شجار بين رجال، سرعان ما يتطور الى عراك بالايدي وتدافع، قبل ان يهرع مصلحون في المكان لفصلهم عن بعضهم البعض. وقد أرفق بالمزاعم الآتية (من دون تدخل أو تصحيح): "وزير التجاره المصري ذهب إلى البحرين لتعزيز العلاقه وعمل صفقة تبادل تجاري مع البحرين فأراد أن يجامل البحرينيين قام بسب الشيعه ومايدري ان معظمهم شيعه العلاقه تحولت الى خناقه والتبادل التجاري الى تبادل سب وعراك...".
التدقيق:
-يقود البحث عن الفيديو، بعد تجزئته مشاهد ثابتة (Invid)، الى حسابات في يوتيوب وفيسبوك (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، وايضا هنا) نشرته ضمن نسخة أطول، في (26) نيسان 2019، على أنه يظهر "شجارا عنيفا بين مستشار قانوني مصري ورئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين وأعضاء الغرفة"، وايضا "مصريا يتهجم على بحريني في اجتماع غرفة التجارة في البحرين".
-نتعمق في البحث، عبر استخدام كلمات مفاتيح بالعربية. فنقع على مواقع اخبارية عربية عدة (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...) نشرت، في 26 نيسان 2019، الفيديو ضمن تقرير عن "مصري يدخل بعراك في البحرين، ووزير الخارجية يتدخل!"، وفقا لما عنون موقع "روسيا اليوم"، و"البحرين: شجار وطائفية بغرفة التجارة... ووزير الخارجية يتدخل"، وفقا لعنوان "الخليج أونلاين".
وفي التفاصيل، ان "اشتباكا بالأيدي وقع خلال اجتماع الجمعية العمومية لغرفة الصناعة والتجارة البحرينية، الخميس 25 نيسان 2019، وسط تهديدات واتهامات وألفاظ بذيئة طائفية، الامر الذي استدعى تدخل وزير خارجية البحرين".
عندما يعتدي المستشار القانوني على اعضاء الغرفة بالضرب ، يكون ارتكب جريمة و على مجلس إدارة غرفة تجارة و صناعة البحرين ان تحيل هذا المستشار للتأديب حسب قانون العمل و ان تتخذ الأجراء المناسب ضده الذي يرد للغرفة و أعضاءها هيبتها و اعتبارها . #البحرينpic.twitter.com/1TfWwuQmPV
— مكتب المحامية فاطمة الحواج (@fatimaalhawaj) April 25, 2019
من سب شيعة البحرين فقد سب سنتها ، و هو دخيل ليس منا . اللهم احفظ البحرين و أهل #البحرين
وأورد موقع "مرآة البحرين" أن "العراك حصل بين مجموعة من التجار ومستشار قانوني مصري، بسبب تلفظ المستشار بعبارات طائفية بعد جدال بالكلام بين الطرفين". وأفاد أن "المستشار ياسر العطار تلفظ بعبارات تمس بالطائفة الشيعية. ثم نشب عراك بالأيدي بين عدد من الحضور والمستشار الذي زاد في قسوة عباراته. وقال مخاطباً أحد التجار: "يا ابن الـ... انت شيعي عميل إيراني".
ولقي فيديو الحادثة تفاعلاً كبيراً وغضبًا شعبياً، لا سيما بعدما نُشر أن المستشار يمثل وزارة الصناعة والتجارة. وقد ردّت الوزارة بتصريح رسمي قالت فيه إنه "قد وجب التنبيه إلى أن ما ورد من عبارات غير لائقة وما صدر من تصرفات مشينة من أحد الحاضرين لا علاقة له بوزارة الصناعة والتجارة والسياحة، بحيث بدرت تلك التصرفات من المستشار القانوني الشخصي لرئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين والذي لا علاقة له بالوزارة اإطلاقًا".
أما رئيس الغرفة سمير ناس، فقد أصدر تصريحًا رسميًا، أعرب فيه "عن أسفه لما شهده بداية اجتماع الغرفة من أحداث فردية غير محمودة"، معلنا أنه أقال مستشاره القانوني بعد العراك والاشتباكات بالأيدي.
اثر ذلك، أمرت نيابة البحرين، الجمعة، بحبس المستشار القانوني المصري المتهم بـ"سب الشيعة"، لمدة 7 أيام على ذمة التحقيقات وإحالته للمحاكمة الجنائية.
كذلك، تفاعل الموضوع مصريا، بحيث تقدَّم محام ببلاغ إلى النائب العام المصري عن الواقعة و"تعدي مواطنين بحرينيين بالضرب المبرح على الوافد المصري وإهانته، وإحداث إصابات به".
وفي تطور لاحق للقضية، حكمت المحكمة الصغرى الجنائية الأولى، الأحد 7 تموز 2019، ببراءة العطار في واقعة هوشة الغرفة من تهمة السب والتحريض على بغض الطائفة الشيعية. وغرمته المحكمة مبلغ 300 دينار في قضية الاعتداء على آخرين (تجار شيعة)، فيما غرمت 3 تجار شيعة 100 دينار لكل منهم بتهمة "الاعتداء" على المتهم العطار.
النتيجة: المزاعم ان الفيديو يظهر "وزير التجارة المصري وهو يشتم الشيعة، فتحول التبادل التجاري خناقة وشتائم وعراكا"، مزاعم خاطئة. الفيديو يعود الى 25 نيسان 2019، ويشاهد فيه المستشار القانوني المصري ياسر العطار خلال شجار مع عدد من التجار الشيعة، خلال اجتماع لغرفة الصناعة والتجارة البحرينية.