النهار

ما حقيقة "خضوع البابا فرنسيس لعمليّة جراحيّة"؟ FactCheck#
المصدر: النهار
ما حقيقة "خضوع البابا فرنسيس لعمليّة جراحيّة"؟ FactCheck#
A+   A-
تتناقل مواقع اخبارية لبنانية وعربية، وايضا مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي، خبراً يزعم أن "البابا فرنسيس خضع لعملية جراحية الجمعة، اثر تعرضه لألم شديد نتج من التهاب في "عرق النساء". غير أن هذا الخبر مجرد شائعة، والبابا لم يخضع لعملية جراحية كم يتم زعمه، وفقا لما تؤكد تقارير اعلامية ايطالية نقلا عن الفاتيكان. و"في الوقت الحالي، سيتعين على البابا فرنسيس اتباع نظام غذائي  لتخفيف وزنه، من أجل علاج التهاب العصب الوركي" الذي يعانيه. FactCheck#
 
"النّهار" دقّقت من أجلكم 
 
الوقائع: بعنوان: "البابا فرنسيس يخضع لعملية جراحية وحالته جيدة"، نشرت الجمعة 29 كانون الثاني 2021، مواقع اخبارية عربية، لا سيما لبنانية (هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...)، وايضا صفحات وحسابات في وسائل التواصل (هنا، هنا، هنا، هنا...)، نقلا عن  الوكالة الوطنية للاعلام اللبنانية، أن "البابا فرنسيس خضع لعملية جراحية، اثر تعرضه فجر اليوم (الجمعة) لألم شديد نتج عن التهاب في "عرق النساء". وأفاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ان البابا فرنسيس في حالة جيدة وقد يغادرالمستشفى بعد وقت قصير". 
 
 
 
التدقيق: 
 يأتي نشر هذا الخبر بالعربية، وايضا في حسابات لا سيما بالاسبانية (هنا، هنا، هنا...)، اثر ارجاء البابا فرنسيس لقاءه السنوي التقليدي مع البعثات الديبلوماسية الدولية، والذي كان مقرراً الاثنين 25 كانون الثاني الجاري، كما تخلى عن إحياء قداسين بسبب عودة عوارض إصابته بالتهاب العصب الوركي (وكالة فرانس برس، 23 ك2 2021). 

وقد أوضح المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني، السبت 23 منه، في بيان، أن البابا فرنسيس سيقيم مع ذلك صلاة الأحد التقليدية التي تبثّ من مكتبته عبر الفيديو بسبب وباء كوفيد-19. 

وكان البابا البالغ 84 عاماً، ألغى ايضا مشاركته في احتفالين في 31 كانون الأول والأول من كانون الثاني، على خلفية إصابته "بالتهاب أليم بالعصب الوركي"، يواجهه البابا بشكل متقطع منذ سنوات. 
 
- حقيقة الخبر- 
غير ان الخبر عن خضوع البابا فرنسيس، الجمعة 29 كانون الثاني الجاري، لعملية جراحية لعلاج التهاب العصب الوركي، كما يتم زعمه، لا صحة له. 
 
الزعم أن البابا فرنسيس سيخضع لـ"عملية جراحية عاجلة" بدأ، على ما يبدو، في موقع "VIDA NUEVA" الاسباني الذي تكلّم في مقالة وقعها انطونيو بيلايو، على هذا الاحتمال، نقلا عن مصادر لم يسمها، الخميس 28 منه.
 
ومن ثم، نقلت عنه هذا الاحتمال مواقع اخبارية ايطالية، مثل Dagospia (وايضا هنا، هنا، هنا، هنا...). 
 
 
 
 
في المقابل، لم تنشر اي وكالة عالمية أو مواقع فاتيكانية أو كاثيوليكية أو اخبارية ايطالية موثوق بها، اي خبر يدعم الزعم أن البابا فرنسيس خضع لعملية جراحية. هكذا خبر لا يمكن ان يغيب، في ما لو كان صحيحا، عن وكالات عالمية لديها مراسلون في الفاتيكان، لتغطية اخباره واخبار البابا. 
 
اين كان البابا فرنيسيس الجمعة 29 منه؟ 
في المقابل، نشر موقع "فاتيكان نيوز" الذي يعنى بنشر أخبار البابا والفاتيكان، وايضا وكالة الانباء الكاثوليكية CNA خبراً، الجمعة 29 منه، عن استقبال البابا فرنسيس، صباحاً في القصر الرسولي، قضاة محكمة الروتا الرومانية. وقد القى الحبر الأعظم كلمة في المناسبة.   
 
 وقد أرفق الموقع والوكالة الخبر بصورة تجمع البابا فرنسيس بقضاة محكمة الروتا الرومانية. 
 
 
 
وهنا ايضا صور لهذا اللقاء نشرتها وكالة فرانس برس: 
 
 
 
 
وقد تواصل ظهور الحبر الاعظم في اليومين التاليين. 
 
فاستقبل البابا فرنسيس في القصر الرسولي ظهر السبت 30 منه، المشاركين في لقاء ينظمه المكتب الوطني للتعليم المسيحي في مجلس أساقفة إيطاليا. والقى كلمة بهم.  
 
الأحد 31 منه، كان على الموعد، ككل أحد، بحيث تلا ظهرا صلاة التبشير الملائكي من مكتبة القصر الرسولي بالفاتيكان. وقبل الصلاة ألقى كلمة. 
 
 
 - نفي فاتيكاني -
مع انتشار شائعة "العملية الجراحية العاجلة" للبابا فرنسيس على نطاق واسع، بالاسبانية والايطالية، أورد موقع corriere الايطالي، في 29 كانون الثاني، نفيا من الفاتيكان لهذه المزاعم. وكتب انه "سيتعين على البابا أن يخسر بضعة أرطال، ومن الأفضل سبعة إلى ثمانية أرطال"، و"في الوقت الحالي، سيتعين عليه اتباع نظام غذائي لتخفيف وزنه". 
 
 
بدوره، نشر موقع Il Mattino أن "البابا فرنسيس لن يضطر الى الخضوع لأي عملية جراحية لتخفيف آلام  التهاب العصب الوركي التي يعانيها". 
 
تأكيد مماثل نشرته الصحافية فرانكا جيانسولداتي في صحيفة Il Messaggero أن الأب الأقدس "لن يضطر إلى الخضوع لأي عملية جراحية" لتخفيف آلام التهاب العصب الوركي. واشارت الى أن "التشخيص الذي تم إجراؤه للبابا يشير إلى التهاب مزمن في العصب الوركي يجب معالجته بالعلاج الطبيعي واتباع نظام غذائي صارم لإنقاص وزنه، على الأقل 7- 8 كيلوغرامات من أجل تخفيف الحمل على المفاصل المصابة" (وهنا ايضا). 
 
ما هو التهاب العصب الوركي الذي يعانيه البابا؟ 
يسمى ايضا "عرق النسا". ويشير إلى الألم الذي يمتد على طول العصب الوركي، والذي يتفرع من أسفل ظهرك ممتدًا إلى الوركين والأرداف وأسفل كل ساق. وعادة ما يؤثر عرق النسا في جانب واحد فقط من جسمك، وفقا لما تشرح "مايو كلينيك". 

وتوضح أنه "عادة ما ينشأ عرق النسا عندما يضغط القرص المنفتق أو النتوءات العظمية في العمود الفقري أو تضيق في مسافات العمود الفقري (تضيُّق القناة الشوكية) على جزء من العصب. وتسبب هذا الإصابة الالتهاب والشعور بالألم والشعور غالبًا ببعض الوخز في الساق المصابة.

وعلى الرغم من أن الألم المصاحب لعرق النسا يمكن أن يكون شديدًا، فمعظم الحالات يتم معالجتها بالعلاجات غير الجراحية في غضون أسابيع قليلة. وقد يكون الأشخاص المصابون بعرق النسا الشديد المرتبط بضعف كبير في الساق أو تغييرات في الأمعاء أو المثانة مرشحين للجراحة".
 
في 13 كانون الثاني الجاري، تلقى البابا الأرجنتيني الجرعة الأولى من اللقاح المضاد لكوفيد-19. ويعتبر البابا من الأشخاص المعرضين للخطر، وكان أصيب بالتهاب حاد في الجنبة عام 1957 حين كان في الـ21 من العمر، واضطر الأطباء إلى استئصال قسم من رئته اليمنى (وكالة فرانس برس). 
 
النتيجة: اذاً، البابا فرنسيس لم يخضع لعملية جراحية الجمعة الماضي، كما يتم زعمه. وقد أوردت مواقع اخبارية ايطالية نفيا من الفاتيكان لهذه المزاعم، في وقت تكلمت على ان البابا سيتبع "نظاما غذائيا لإنقاص وزنه، على الأقل 7- 8 كيلوغرامات، من أجل تخفيف الحمل على المفاصل المصابة". 
 
 
 

اقرأ في النهار Premium