يؤدّي النظام الغذائيّ دوراً رئيسيّاً في تطوّر الورم السرطانيّ أو كبحه، إذ يؤدّي التقليل من استهلاك بعض الأطعمة من خطر الإصابة به.
في صحنك اليوميّ خيارات قد تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض الخبيث مقابل أطعمة أخرى من شأنها أن تقي من شروره؛ وبالتالي، يُمكن للمرء أن يتحكّم ببعض العوامل المؤثرة، التي قد تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض كثيرة، ومنها الأورام السرطانيّة.
وفقاً لمراجعة علميّة نُشرت في العام 2017 في المجلة الأميركية لأبحاث السرطان، فإنّ أكثر من 50% من الحالات المشخّصة بالسرطان أو وفيات السرطان يُمكن تفاديها، وإن 30% من حالات السرطان مرتبطة بنوعيّة الأطعمة التي نتناولها، وفق ما نشر موقع healthdigest.
مع ذلك، لتوفير المغذّيات الأساسيّة مثل البروتين، الكربوهيدرات والدهون والمعادن الغذائية الأخرى (الفيتامينات مثلاً)، تتميّز بعض الأطعمة بغناها بمركّبات مضادّة للسرطان وغنيّة بالفوائد الصحيّة.
تشمل هذه المركَّبات "البوليفينول" الموجود في الشاي الأخضر، ومركّب "السلفورافان" الموجود في الخضراوات الصليبيّة مثل البروكولي وبراعم البروكسل واللفت والملفوف. وحسب ما ذكر موقع Healthline، فإنّ هناك مركّبات أخرى مثل أصباغ الليكوبين وأستازانتين الموجودة في الطماطم والسلمون.
كذلك تشير الأدلة، التي توصّلت إليها بعض الدراسات للصندوق العالميّ لأبحاث السرطان والمعهد الأميركي لأبحاث السرطان، إلى وجود العديد من الأطعمة الخارقة مثل البروكولي والثوم والتوت، التي ارتبطت بتقليل خطر الإصابة بالسرطان.
اليوم، سنسلّط الضوء على بعض الأطعمة الأخرى، التي لا يُنظر إليها على أنّها تحارب السرطان، إلا أنّها تتميّز بخصائص هائلة.
ما هي هذه الأطعمة؟
1- الأفوكادو
تضاعَفَ استهلاك الأفوكادو في الولايات المتحدة 3 مرات منذ العام 2000 وفق وزارة الزراعة الأميركية. وبالاستناد إلى مراجعة لدراسات عديدة، نُشرت في مجلة Antioxidants، تُشير الأدلّة إلى الفوائد الصحيّة العديدة لهذه الفاكهة اللذيذة، ومن بينها قدرتها على مواجهة السرطان.
وأظهرت بعض التجارب المخبريّة، وبعض الدراسات على الحيوانات، أن مستخلصات الأفوكادو بإمكانها أن تمنع أو تدمّر نموّ بعض أنواع الأورام السرطانية، ومنها سرطان الثدي، القولون، الكبد، الرئة، الحنجرة، سرطان الدم، المريء، الفم، المبيض والبروستات.
في إحدى الدراسات، التي أجريت في جامايكا في العام 2012، ثم نُشرت في مجلة Cancer Causes Control، ارتبط استهلاك الأفوكادو بشكل كبير بانخفاض خطر الإصابة بسرطان البروستات. ويعود ذلك إلى احتواء تلك الفاكهة على الدهون الأحادية غير المشبعة وحمض الفوليك.
بالعودة إلى مراجعة علميّة في العام 2019، فقد تكون الموادّ الكيميائيّة النباتيّة ومضادات الأكسدة هي ما يجعل الأفوكادو يتميّز بخصائص مضادة للسرطان؛ والمواد هي: البوليفينول، الفيتامين E، لوتين، وبيتا كاروتين.
2- زيت الزيتون
اشتهر زيت الزيتون بخصائصه العديدة بما أنّه مكوّن رئيسيّ في النظام الغذائيّ للبحر الأبيض المتوسط، الذي ارتبط بقدرته على تقليل خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدمويّة وإطالة العمر.
تميّز زيت الزيتون بوقايته من الأمراض القلبيّة. لكن مراجعة علميّة، نُشرت فيOne PLOS، في العام 2022، لنحوِ 45 دراسة، كشفت عن أنّ استهلاك كميّة كبيرة من زيت الزيتون ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بالسرطان، خصوصاً سرطان الثدي، الجهاز الهضمي، الجهاز التنفسيّ والمسالك البولية.
ومثل الأفوكادو، يتميّز زيت الزيتون بالدّهون الأحادية غير المشبعة، وحمض الفوليك، بالإضافة إلى مركّبات البوليفينول، أولوروبين، وهي مضادات أكسدة موجودة بشكل طبيعيّ في زيت الزيتون، وباستطاعتها تدمير الجذور الحُرّة.
3- القرفة
تشتهر القرفة بقدرتها على تخفيض مستويات السكّر في الدّم، ثم تبيّن لاحقاً أنّها تقي أيضاً من السرطان. وفقاً لمراجعة علميّة نُشرت في مجلّة Toxicology في العام 2018، أظهرت مركّبات القرفة قدرتها على مقاومة أنواع عديدة من السرطان، لأنّ مستخلصاتها تعمل على الوقاية من السرطان ونموّه في مختلف المراحل.
وفي دراسة أخرى من العام 2021، تبيّن أن "المونوفينول" الموجودة في القرفة تمنع تكاثر خلايا سرطان البروستات، ممّا يؤدّي إلى تدميرها.
4- الفلفل الأسود
يستخدم الفلفل الأسود بشكل شائع في الطبّ التقليديّ لعلاج مشكلات الحيض واضطرابات الأذنين والأنف والحنجرة. ولكنّه يشتهر بخصائصه المسكّنة والمضادة للالتهابات؛ والأهمّ أنّه يتميّز بتأثيراته المضادّة للسرطان.
في العام 2014، كشفت دراسة، نُشرت في مجلة Anticancer Research، عن أن "المركّب النباتي الطبيعي "البيبيرين" يعزز فاعليّة العلاجات الطبية ضد سرطان الثدي الثلاثي السلبي، والذي يعتبر من أكثر سرطانات الثدي عدوانيّة. وأظهرت فاعلية " البيبيرين" نشاطاً مضاداً للأورام في التجارب على الحيوانات، خصوصاً سرطان القولون والمستقيم، الجلد وساركوما العظام.
5- التونا
بالإضافة إلى المعادن الغذائيّة الموجودة في التونا، فإن ما يميّزها غناها بالأوميغا 3، التي ارتبطت بقدرتها على تخفيض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وفي تجارب على سرطان المبيض لدى الفئران، منع حمض الأوميغا 3 انتشار الخلايا السرطانية، وفق دراسة نُشرت في العام 2020، في مجلة the American Journal of Cancer Research.
كذلك أظهرت الأبحاث أنّ الأنظمة الغنية بالأوميغا 3 تمنع نمو ورم خبيث لأنواع عديدة من السرطانات، ومنها سرطان الثدي، القولون والمستقيم، البروستات وسرطان المبيض.
إن أسماك التونا غنيّة بمجموعة كبيرة من الأحماض الدهنيّة غير المشبعة، بالإضافة إلى أنّها مضادّة للالتهابات، وتساهم في الحدّ من نمو الخلايا السرطانيّة من خلال مركب "سيلينونين"، الذي يؤدّي دوراً مهماً كمضادّ للأكسدة.