منذ 13 عاماً، انطلقت شركة "BENTA" في تصنيع العديد من الأدوية والمعدات الطبية واللوازم الاستشفائية في لبنان. تحدٍّ اتخذته على عاتقها، فنجحت في كسب ثقة الشركات العالمية مع الحفاظ على معيار جودة الدواء. وفي مصنع الشركة الكائن في منطقة الضبية، يصنّع أكثر من مئتي دواء يصدّر جزء مهم منها إلى أربعين بلداً في مختلف دول العربية والأفريقية إضافة إلى دول أميركا اللاتينية. وتعدّ الخطوة الأبرز في هذه العملية الإنتاجية، هي بيع الأصناف إلى شركات عالمية. وتالياً، يستفيد الصناعيون من خبرات الشركات العالمية لتطوير مهاراتهم وتحسين إنتاجهم الصناعي.
[[embed source=annahar id=5576]]
وعلى خط مواز، ساعد تطور القوانين من ناحية التسجيل والتسويق في العشر سنوات الماضية من امتلاك أدوات ووسائل تكنولوجيا توازي أهم الشركات الدوائية في الشرق الاوسط. فساهمت بشكل كبير في صنع أدوية السرطان بالدرجة الأولى وتلبية المستلزمات الطبية في زراعة العين، هكذا اختصر رئيس مجلس إدارة شركة "BENTA"، برنار تنوري، مسيرة صناعة تتطلب التجدد الدائم لتلبية حاجات السوق المحلي والعالمي.
وعلى مدى تعاقب الحكومات، لم تؤخذ أية قرارات نافذة وحاسمة في دعم هذا القطاع. إلا أنّ الحكومة الحالية تسعى بشكل جدي لتقديم الدعم لقطاع صناعة الأدوية في لبنان، خصوصاً أنّ لائحة المطالب تطول وتعود إلى مشكلة أساسية ترتبط بآلية تسجيل وتسعير وتسويق المنتوجات الدوائية.
وتظهر حسن نية هذه الحكومة في العمل الجدي من خلال تطبيق مصطلح "الأمن الدوائي" الذي يعزز من قيمة الدواء اللبناني ويخفض من كلفة الاستشفاء، مما ينعكس إيجاباً على هذه الصناعة.
وعلى الصعيد المحلي، أشار تنوري إلى أنّ صناعة الدواء تشكّل 7% من السوق اللبناني بالـ "IMS"، وهي شركة أميركية تقدم المعلومات والخدمات والتكنولوجيا لقطاع الرعاية الصحية. هذا، وتبدأ الصناعة في الدول الجوار من 45% إلى 85%، بحسب ما يتاح لها من دعم وحماية. لذا، طالب بالدعم الفعلي لهذا المجال وما يرافقه من منافسة شريفة بين الشركات.
ولفت تنوري إلى أنّ نتائج آلية العمل المتبعة، بدأت تظهر من خلال عمل وزارة الصحة على إزالة بعض المعوقات مع اللجان الأوروبية والعربية ما يساعد في التطور من جهة وتوسيع نطاق التصدير. من جهة أخرى، وعد وزير الصحة جميل جبق بتحفيز الصناعة الوطنية لتصل إلى 30% في السنوات الأولى.
من الواضح، أن قطاع صناعة الأدوية في لبنان اتخذ مساره السليم على سلم التطور والتقدم من خلال سعي الصناعيين على خلق آلية إبتكار، تدفع إلى اكتشاف الطلاب المبدعين ومساعدتهم من أجل تسجيل وتمويل وصناعة مشاريعهم الصحية.