قد تُسبّب بعض العوامل الإزعاج أثناء النوم، كالشخير أو التوتر، إذ إنّها تؤثر موقتًا على مزاج الفرد وأدائه اليوميّ وعلاقاته الشخصيّة. وفي المقابل، قد تؤدّي حالات مرضيّة تُعرف بـ"اضطرابات النوم" إلى الاستيقاظ المفاجئ، تحتاج لعلاجات خاصة، لأنّه قد ينجم عنها مشاكل صحيّة أخرى، مثل أمراض القلب، وزيادة الوزن، وداء السكري من النوع الثاني، والاكتئاب، وفقًا لما ذكرته إختصاصية الأرق بريج ليدي لموقع "Irish Independent".
1- الأرق (Insomnia)
يُعدّ الأرق من بين اضطرابات النوم الأكثر انتشارًا، حيث يعاني الفرد من قلّة النوم بسبب عوامل كثيرة كالشعور بالحزن الشديد بعد خسارة شخص قريب أو التفكير في المشاكل الماديّة والمهنيّة أو الحمل أو إنقطاع الطمث أو مشاكل في العلاقات الشخصيّة. ومع مرور الوقت، يكتسب الفرد عادات نوم سيئة، وتتفاقم المشكلة، ما يؤثر على نظام ساعته البيولوجية. وبالتالي، يصبح الحفاظ على نوم صحيّ أمرًا عصيبًا لا يمكن معالجته إلاّ بمساعدة إختصاصيّ. ويجب مراجعة الطبيب فورًا في حال كانت تؤثر قلّة النوم على الحياة اليوميّة والآداء.
وتختلف طريقة العلاج بناءً على حالة المريض، إذ إنّها تنقسم إلى قسمين: علاج قصير المدى، وعلاج طويل المدى. وبينما تُعدّ الأدوية من بين العلاجات قصيرة المدى، يُعتبر "العلاج المعرفي السلوكي للأرق" (Cognitive Behavioral Therapy for Insomnia) الطريقة المعتمدة للعلاج طويل المدى.
2- الشخير
يُعدّ الشخير من بين العوامل الأساسيّة التي تؤثر على نوعيّة النوم والتي قد تؤدي إلى المشاكل. وتقدّر الإحصائيات أنّ 40% من الرجال و24% من النساء يشخرون أثناء النوم. ومن أجل التغلب على هذه المشكلة، يجب أنّ يتعلّم الفرد كيفية التنفس بشكل صحيح، ألا وهي التنفس عبر الأنف أثناء النوم.
3- "انقطاع النفس النوميّ" (Sleep apnea)
عندما يشخر الفرد بشدّة أثناء نومه، ثمّ يتوقفّ عن ذلك فجأةً ولفترة وجيزة، فهذا يعني أنّه يعاني من حالة تُعرف بـ"انقطاع النفس النوميّ" (Sleep apnea). تُعتبر هذه الحالة مشكلة طبيّة، حيث ينسد مجرى الهواء لدى الفرد، وبالتالي يتوقف عن التنفس لفترة قصيرة. ويُصيب "انقطاع النفس النوميّ" الرجال في سنّ الـ50-70.
ومن الجدير ذكره، أنّه كلما يختبر الشخص النائم نوبة "انقطاع النفس النوميّ"، يوقظه دماغه بما فيه الكفاية لكيّ يفتح مجرى الهواء. ويرتفع معدل نبض قلبه، كما ترتفع نسبة هرمون الأدرينالين، ولكن غالبًا ما يجهل الفرد ماذا يحصل معه. إلاّ أنّه يشعر بالتعب عند الإستيقاظ، لأنّ جسده لم يكن مرتاحًا أثناء النوم. لمعالجة هذه المشكلة الطبيّة، يجب استشارة الطبيب من أجل اللجوء إلى العلاج المناسب. وعادةً ما ينصح الخبراء باستخدام "جهاز الضغط الهوائيّ الإيجابيّ المستمر" (Continuous Positive Airway Pressure Machine)، حيث يزيد هذا الجهاز ضغط الهواء في الحلق.
4- "متلازمة تململ الساقين" (Restless Leg Syndrome)
تُعتبر "متلازمة تململ الساقين" حالة طبيّة تسبب رغبة شديدة لا يمكن السيطرة عليها لتحريك الساقين، حيث يكون مصدرها الشعور بإحساس غير مريح. وعادةً ما يشعر المريض بهذا الإحساس عند الجلوس أو الاستلقاء أثناء الليل. في حين أنّ الحركة تساعد على التخلص موقتًا من هذا الإحساس المزعج. وتختلف أعراض "متلازمة تململ الساقين" من شخص إلى آخر، فقد يشعر بعض الأشخاص بألم بدلًا من الإحساس غير المريح.
وفي هذا السياق، ينصح الخبراء بوضع وسادة بين الساقين، ما يخفف نسبة الضغط على الأعصاب الموجودة في الساقين. كما أنّ المشي يساعد في التغلب على هذا الشعور المزعج. ولكن، يجب مراجعة الطبيب، لأنّ هذه المتلازمة قد تكون مرتبطة بأمراض مزمنة كأمراض الكلى والباركنسون ومرض "الألم العضليّ الليفيّ" (Fibromyalgia) واضطرابات الغدّة الدرقيّة.
5- "هوس النوم الجيد" (Orthosomnia)
انتشرت ظاهرة جديدة تؤثر على صحة الإنسان، وخاصةً عادات النوم، تُعرف بـ"هوس النوم الجيد"، حيث يستخدم الفرد تقنيات جديدة، كالتطبيقات التي تقيس نوعيّة النوم وتحسب عدد ساعات النوم، لكي يحرص على النوم جيدًا. في حال لم يأخذ الفرد القسط الكافي من النوم، قد يسبب "هوس النوم الجيد" الشعور بالتوتر والقلق، ما قد يؤدي إلى الأرق. وتجدر الإشارة إلى أنّه كلما فكّر الفرد في النوم، كلما صعُب عليه الخلود إلى النوم.
إليك مبادئ النوم الصحيّ!
يعتمد النوم الصحيّ على سلسة عادات نوم جيّدة تساعد على تحسين نوعيّة النوم. وبالرغم من أنّ مبادئ النوم الصحيّ لا تكفي وحدها لمعالجة اضطرابات النوم المزمنة، من المهمّ جدًا اتباع هذه المبادئ:
أولًا- تفادي ضوء الأزرق: يجب الحدّ من استخدام الأجهزة الذكيّة قبل ساعتين من الذهاب إلى النوم. إذ إنّ الضوء الأزرق الذي ينبعث من هذه الأجهزة يمنع إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يسمح للجسم بالاسترخاء والخلود إلى النوم.
ثانيًا- الحفاظ على حرارة غرفة النوم: تتراوح درجتها بين 16 و18 درجة مئويّة.
ثالثًا- عدم ممارسة الرياضة في وقت قريب من موعد النوم.
رابعًا- عدم تناول الطعام في وقت قريب من موعد النوم.
خامسًا- تجنب القيلولة الطويلة: يجب أنّ تدوم القيلولة 20 دقيقة كحد أقصى، ولا يجب أخذها بعد الساعة الثالثة من بعد الظهر.
سادسًا-التوقف عن التدخين وعن احتساء الكحول قبل موعد النوم.