يسعى لبنان باستمرار إلى مواكبة التطورات العالمية ودعم مجتمع الأعمال، ويعمل بقطاعيه العام والخاص، على وضع الأسس المحورية التي تساهم في التحول نحو اقتصاد المعرفة. في السنوات الماضية شهدنا تحقيق العديد من الإنجازات في هذا الإطار، من مشاريع تحسين البنى التحتية، إلى إطلاق الصناديق والبرامج التي تسهل الوصول إلى التمويل، ما يجعل ريادة الأعمال حجراً أساسياً في تعزيز القدرة التنافسية للبنان وموقعه لاعباً إقليمياً وعالمياً رائداً في مجال التكنولوجيا، ويساهم في التحوّل نحو الاقتصاد الرقمي.
في هذا السياق، شهد العام 2018 إطلاق صندوق استثمار للشركات الناشئة في قطاع الاتصالات ووحدة مساندة الأعمال لدى المؤسسة العامة لدعم الاستثمارات وتشجيعها في لبنان "إيدال"، بهدف تحسين بيئة الأعمال وتعزيز الابتكار في لبنان برعاية ودعم مباشرَين من رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري.
ما هو دور وحدة مساندة الأعمال؟ ولماذا تم إنشاؤها؟
تُعتبر "وحدة مساندة الأعمال" الأولى من نوعها التي تنشئها مؤسسة حكومية في لبنان. وقد أتت بناء على حاجة ملحة لدى مجتمع الأعمال. مهمتها تقديم المشورة القانونية وخدمات التدقيق المالي المجانية للشركات الناشئة، ما يتيح لأصحابها البناء على أسس قانونية وعلمية سليمة، فضلاً عن المساهمة في تعزيز روح المبادرة والقدرة التنافسية وزيادة جاذبية المناخ الاستثماري. كل ذلك سيصبّ حتماً في رفد القطاعات الإنتاجية وقطاع الخدمات بالتكنولوجيا الحديثة.
تعتمد الوحدة على التعاون الوثيق مع غرف التجارة وحاضنات ومسرعات الأعمال والوزارات والمؤسسات المعنية من خلال منسقين معيّنين فيها. كما تعمل عن كثب مع الجامعات ومراكز الأبحاث من أجل دعم أي فكرة ابتكارية منذ انطلاقتها. وتسعى "إيدال" إلى تعميم هذه التجربة في وقت قريب على جميع المناطق اللبنانية حتى يتمكن المستثمرون ورواد الأعمال من الاستفادة منها حيثما وجدوا.
إن الأهداف التي أنشئت لأجلها وحدة مساندة الأعمال تتلخص بما يلي:
- دعم ثقافة ريادة الأعمال في المناطق اللبنانية كافة من خلال توفير بيئة مشجعة ومساندة لانطلاق الأفكار الابتكارية وتحويلها إلى مشاريع.
- المساهمة في نمو واتساع منظومة الشركات الناشئة، كونها أحد المحركات الأساسية للنمو الاقتصادي.
- دعم وضع سياسات وطنية خاصة بالشركات الناشئة.
- المساهمة في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل.
- المساهمة في عملية التنمية المناطقية من خلال توفير المساندة للمشاريع في المناطق.
أما المستفيدون فهم الشركات الناشئة بشكل عام، لا سيما منها تلك التي تعمل في مجالات المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا والإعلام الرقمي والتكنولوجيا الزراعية. وقد قدّمت وحدة مساندة الأعمال الدعم لأكثر من 100 شركة ناشئة حتى اليوم، ونفذت ورش عمل في جميع أنحاء لبنان لضمان تحقيق هذه الأهداف مجتمعة.
هذا، وتسعى "إيدال" إلى تحسين الإطار التشريعي الذي يحفز الشركات الناشئة على النمو. وكانت آخر الخطوات التي قامت بها المؤسسة في هذا الإطار، إقرار تسديد المؤسسة اشتراكات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ولمدة عامين عن عدد من موظفي الشركات الناشئة.
صندوق الاستثمار
أما صندوق الاستثمار الخاص بالشركات الناشئة في قطاع الاتصالات الذي تم إطلاقه برعاية ودعم من الرئيس سعد الحريري فيحمل اسم MIC Ventures فيما لشركتَي الخليوي "ألفا" و"تاتش" دور أساسي في الصندوق كشريكين استراتيجيين.
ويهدف صندوق MIC Ventures إلى جمع الاستثمارات والتعاون مع خبراء من مشغّلي شبكات الخليوي في لبنان للاستثمار في الشركات الناشئة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها من مجالات المعرفة. على أن تقوم الشركات الخليوية في مرحلة لاحقة بتقويم النتائج المتوخاة لكل مشروع والتقنيات المبتكرة والفريدة من نوعها التي يقدمها، بما من شأنه التصدي لتراجع واردات خدمات الاتصالات والبيانات التقليدية. كما ستوفر شركتا "ألفا" و"تاتش" لرواد الأعمال مساحة عمل حاضنة تؤمّن لهم كل المتطلبات اللوجستية، بالإضافة إلى مدّهم بالدعم التقني.