كثيرةٌ هي الألعاب الموجّهة للأطفال. وقليلةٌ تلك التي تتوجّه إلى عقولهم. أدرك كلٌّ من المهندس المدني وائل سعادة والمهندس الميكانيكي ريان برغوش الأمر، وأرادا لمشروعهما هويّةً غير تقليدية. فكانت"Bildits"، اللعبة الترفيهية - التعليمية اللبنانية التي "حقّقت حلم الطفولة".
أثناء عمله في ورشة بناء في المملكة العربية السعودية، لاحظ برغوش روعة العمل، فعاد إلى شريكه حاملاً فكرة تحويل ورشة البناء الكبيرة إلى مصغّرٍ متكاملٍ، نسخة طبق الأصل. "تُعلّمنا الجامعة كل ما هو أساسي، يقول سعادة لـ"النهار"، "تعطي هامشاً واسعاً للنظريات ضمن برنامجها. لذا يصعب عليك الاطلاع عن كثب على أعمال البناء من ألفها إلى يائها، بطريقة ملموسة". تأتي "Bildits" داعمةً لما تقدّمه الجامعة، تمكّن الطالب من الاندماج في العمل بالمشاهدة والتطبيق، كعالم كيمياء في مختبره، يستخدم الطفل الأدوات نفسها، متّبعاً مراحل العملية عينها في بناء مشروعه.
"هي أكثر من مجرّد لعبة"، بهذا الوصف يتحدّث سعادة عن مشروعه وبرغوش. "تسمح لتلامذة المدارس وطلاب الجامعات أن يعيشوا تجربة البناء بطريقة مسلية ومفيدة". اللعبة التي أطلقها الثنائي قبل عامين في فترة عيد الميلاد لاقت رواجاً باهراً. "أدهشتنا". 100 نسخة منها نفدت خلال يومين. العام المنصرم حظيت اللعبة الموجّهة للأطفال من عمر ثمانية إلى عشرة أعوام وما فوق بلقب "Best seller"، الأكثر مبيعاً، أثناء فترة الميلاد، في عددٍ من محلّات الألعاب.
هذا العام سيشهد عيد الميلاد ولادة لعبتين جديدتين، هما امتداد لسابقتهما، موجّهتين لأطفال من ثماني سنوات وما دون. يعوّل سعادة عليهما. يتذكّر بفرحٍ وحمدٍ لله نجاح تجربتهما السابقة. ويضحك.
"بعض المراكز تستفيد من لعبة "Bildits" لخلق مشروع جديد متكامل". يحضّ النجاح الشريكين لدراسة مشروع إدخال الكهرباء وتزويد البيوت بوحدات تحكم، أو ما يعرف بـ"أتمتة المنزل". "ولمَ لا؟ قد نزوّد المنازل بمصاعد كهربائية". المميّز بفكرة اللعبة أنّ الولد غير ملزم باتباع تعليمات الفهرس المحتوي على أكثر من 12 تصميماً حِرفياً. يمكن لكل لاعب أن يضفي على بنائه طابعاً خاصاً. هوية خاصة. "وُزّعت اللعبة العام الماضي على 500 تلميذ من 20 مدرسة، فحصلنا على 500 تصميم مختلف". يستشرف سعادة مستقبلاً باهراً. يجزم أنّه في العام المقبل سيغطّي أكثر من 20 مدرسة لضمان استفادة التلامذة كافة من "Bildits" خلال حصص متخصصة.
الهدف الأول من اللعبة كان تعريف الولد المُلمّ بالبناء بجوانب العمل الهندسي والمعماري كافة. يتمسّك الشريكان بالهدف، ويفكّرا جدياً بالولوج بلعبتهم مسارات أخرى، وعوالم أخرى. "النحت والطبّ والإطفاء مثالاً".