صبّح المشرف العام على جائزة #كتارا خالد السيّد على الحضور في المؤتمر الصحافي للفائزين، وبارك لدفعة الدورة الخامسة. 21 فائزاً من خمس فئات، تسلّموا الدروع أمام سفراء ووزراء وشيوخ في مسرح دار الأوبرا الممتلئ قبل الساعة الثامنة مساء الثلثاء. "كانت دورة من الدورات الصعبة. 1850 مُشارَكة ليست مزحة"، يقول السيّد وهو يتوسّط الفائزين أمام الكاميرات وعيون الصحافة. يسعده أنّ مشاركات جديدة بدأت تتقدّم إلى الدورة السادسة بعد أقل من ثماني ساعات على فتح باب الترشيحات. يستهلّ النقاش الأدبي المتّخذ هيئة مؤتمر صحافي، بكلام عن الورش الثقافية على مدار السنة والإصدار المتواصل من "دار كتارا للنشر" للكتب والترجمات. وبين سرد وآخر، يؤكد الالتزام، فالجائزة على تواصل بالفائزين طوال السنة، لضمان طبع كتبهم وترجمتها، وإقامة احتفال توقيع لها في الدورة المقبلة. يوافقه الحاضرون في النقاش على أنّ الترجمة عمل شاق. يتطلّب نقل الكتب إلى الإنكليزية والفرنسية بين 9 و12 شهراً. مداخلات تساءلت عن الآلية، وأخرى طرحت إشكالية التوزيع وغياب بعض الإصدارات عن معارض كتب، فيتعذّر تسويقها والحصول عليها. يصغي السيّد جيداً إلى العيوب ويعلم الثغر. كانت "كتارا" بالنسبة إليه طموحاً، فتحوّلت واقعاً ثقافياً جميلاً، يترسّخ عاماً بعد عام ويتطوّر. يقرأ المؤشرات ويستخلص العِبر. وفي النهاية قطع وعداً: "إصدارات كتارا ستكون متوافرة في ستّ أو سبع دول عربية على الأقل في مدّة أقصاها شهر". صفّق الحضور وتفاءلوا.
الفائزون
البداية مع القرآن، وآيات من سورة يوسف. سفراء ووزراء وشيوخ، في المقاعد الأمامية، إلى جانب المدير العام للمؤسسة العامة للحيّ الثقافي- كتارا، خالد بن إبرهيم السليطي. كانت البداية في 2014، وتظافرت الجهود طوال خمس سنوات لتبلغ الجائزة مكانة عالية في المشهد الثقافي العربي. يتحدّث السليطي عن تطوّرها في زمن قصير وحجزها الصفوف الأمامية. "أبوابنا مفتوحة"، يقول، "وغرس حبّ الأدب في الأجيال، غاية ورسالة".
الكلمة الآن لمديرة إدارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) حياة القرمازي، تلقيها بطغيان نبرتها التونسية على عربيتها الفصحى، نيابة عن المدير العام للمنظمة محمد ولد أعمر. تنقل شكر "الألكسو" وامتنانها لـ"كتارا" على "جهودها لخدمة الثقافة والإبداع والتنوّع وتوثيق الذاكرة الفنية"، وتشدّد على أهمية الثقافة في اعتبارها محركاً رئيسياً للتنمية المستدامة، وفق الأهداف المرسومة لها في آفاق العام 2030.
خمس فئات، والسليطي على المسرح لتسليم الجوائز، بعد التأكيد على أنّ التقويم تطلّب عاماً، واللجنة تقرأ المشاركات وتدرسها بسرّية تامة، خارج اعتبارات الاسم والجنس والجنسية.
البداية أولاً من فئة الروايات العربية المنشورة، ففاز الحبيب السائح من الجزائر عن روايته "أنا وحاييم"، وحبيب عبدالرب سروري من اليمن عن روايته "وحي"، وحجي جابر من إريتريا عن روايته "رغوة سوداء"، والأردنية ليلى الأطرش عن رواية "لا تشبه ذاتها"، وابن بلدها مجدي دعيبس عن روايته "الوزر المالح"، لينال كلّ من الفائزين الخمسة 60 ألف دولار، إضافة إلى ترجمة الروايات الفائزة إلى الإنكليزية.
ثانياً، فئة الروايات غير المنشورة، إذ فاز الجزائري سالمي ناصر عن روايته "فنجان قهوة وقطعة كرواسون"، والمغربية عائشة عمور عن روايتها "حياة بالأبيض والأسود"، وعبدالمؤمن أحمد عبدالعال من مصر عن روايته "حدث على أبواب المحروسة"، ووارد بدر السالم من العراق عن روايته "المخطوفة"، ووفاء علوش من سوريا عن روايتها "كومة قش"، لينال كلّ فائز جائزة 30 ألف دولار، وطباعة الأعمال وترجمتها إلى الإنكليزية.
ثالثاً، فئة الدراسات التي تُعنى بالبحث والنقد الروائي، ففاز خمسة نقاد، هم أحمد زهير رحاحلة من الأردن عن دراسته "تحولات البنية الزمنية في السرديات الرقمية: روايات محمد سناجلة نموذجاً"، أحمد كريّم بلال من مصر عن دراسته "سقوط أوراق التوت- المحظورات في الكتابة الروائية: دراسة نقدية تطبيقية"، ومحمد عبيدالله من الأردن عن دراسته "رواية السيرة الغيرية: قضايا الشكل والتناص وجدل التاريخي والتخييلي دراسة في رواية (مي - ليالي إيزيس كوبيا) لواسيني الأعرج"، ومحمد يطاوي من المغرب عن دراسته "جدل التمثيل السردي واللساني والممارسة الاجتماعية: نحو مقاربة لسانية نقدية لسلطة الخطاب الروائي (رواية المغاربة لعبدالكريم الجويطي نموذجاً)"، ومنى صريفق من الجزائر عن دراستها "راهنية المعنى بين مشروعية الفهم ومأزق كتابة تاريخ التبرير: مقاربة تأويلية ثقافية في نصوص عربية"، إذ تبلغ قيمة كل جائزة 15 ألف دولار، إلى طبع الدراسات ونشرها وتسويقها.
رابعاً، فئة رواية الفتيان، ففاز المصري إيهاب فاروق حسني عن روايته "الدرس الأخير"، والتونسي عماد دبوسي عن روايته "زائر من المستقبل"، ومصطفى الشيمي من مصر عن روايته "القط الأسود"، ونور الدين بن بوبكر من تونس عن روايته "عفواً أيها الجبل"، والعراقي هيثم بهنام بردي عن روايته "العهد"، وتبلغ قيمة كل جائزة 10 آلاف دولار، على أن تُطبَع وتُنشر.
خامساً، فئة الرواية القطرية المنشورة المستحدثة في هذه الدورة، ففاز أحمد عبدالملك عن روايته "ميهود والجنية"، لينال مبلغ 60 ألف دولار قيمة الجائزة، إلى ترجمة الرواية الفائزة للإنكليزية.
"حبل قديم وعقدة مشدودة"
يفضّل الروائي المصري سامح الجباس التقاط صورة له قرب لافتة عليها شعار "كتارا"، عوضاً من الكنبة حيث جلسنا لدردشة سريعة. عُرضت روايته "حبل قديم وعقدة مشدودة" مسرحياً في دار الأوبرا، الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية عن فئة الروايات غير المنشورة في دورتها الأولى.
يخبرنا أنه سعيد لمشاهدة روايته درامياً: "إضافة لاسمي، ونوع من الدعاية. كثر سيتشوّقون لقراءتها بعد المسرحية". ماذا عن الرواية؟ هي علاقات حب غير مكتملة تعيشها شخوص مضطربة، فتدور الأحداث على مدى ثلاثة أزمنة مختلفة. لا يعرف أبطالها بعضهم بعضاً، ولم يلتقوا من قبل. هنا تتغيّر أشكال الحب بتغيُّر الزمن والبشر. يتحدّث عن "تقنيات غير تقليدية" في الكتابة جعلت العمل يفوز بتحويله مسرحية. وفي الختام، تصفيق. العرض أمكن أن يكون أفضل.
اقرأ للكاتبة أيضاً: "كتارا" تنطلق في دورةٍ خامسة: 1850 مُشارَكة لنيل "جائزة كلّ العرب"