النهار

"موجة" ميرا طلال الخليل تكسّرت على ذكرى الحرب
A+   A-

"موجة" ميرا طلال الخليل رقيقة مثلها، إلا أنها واثقة واثبة تحمل مآسي حروب الماضي وتتكسّر على الأبنية القديمة التي ما زالت تحمل ذكرى الحرب وتشهد عليها، لتكون عبرةً أن الأمواج العاتية ما نالت أبداً من هذه المدينة المتوسطية الجميلة، بيروت.

"موجة"، عنوان معرضها الفردي الذي أعادت من خلاله الصبية ذات الـ24 ربيعاً، إحياء أبرز المعالم التي شهدت على حرب الفنادق 1975- 1976 خصوصاً الـ"هوليداي إن"، موجة أرادتها ثائرة على كل الحروب بأشكالها وأنواعها.

ميرا التي تحمل شهادة في الإعلام، وأخرى في الفن الغربي من مؤسسة "سوثبي" ومن معهد "فيلا بيروفو" في سويسرا في مجال الإيتيكت والبروتوكول، بدأت الرسم وهي في عمر الـ12 عاما، وتدربت في البداية مع فابريانو، ومنذ العام 2015 عملت على عدة لوحات عرضت منها 27 لوحة زيتية عن بيروت المدينة على ضفاف المتوسط التي طالما سحرتها. "انطلاقاً من هذه الفكرة بدأتُ المعرض، لماذا مبنى الـ"هوليداي إن"؟ لأنه أثّر فيّ كثيراً، مبنى حجمه ضخم ويجسّد ذاكرة الحرب، يذكرنا أن بيروت مدينة عانت كثيراً منذ أكثر من فترة"، قالت في حديث لـ"النهار". "هذه الثورة التي انطلقت سلمية أوحت لي الكثير، أردت من خلال "موجة" أن أحول منظر الـ"هوليداي إن" من ذكريات مؤلمة ومنظر الخوف إلى رمز للاستمرار والمثابرة. أعلم أن في هذا المكان حصلت العديد من الأمور المرعبة والبشعة، سمعت عنها من أخبار الأهل، وقرأت الكثير عن تاريخ لبنان، وهكذا تعرّفت على ما يجري".


ضخامة هذا المبنى كانت مهولة بالنسبة لطفلة تراه يومياً من منزل والديها، شاهداً على الحرب، "إلا أنه كان مصدر أمل بالنسبة لي، فهو يؤوي عصافير بيروت كونه ما زال مهجوراً، وعندما أتيحت لي الفرصة، قررت أن أظهره كما أراه. موقعنا المميز في لبنان يعرّضنا للكثير من الموجات التي تأتي عاتيةً، إلا أنها تتكسر على شواطئنا الأبيّة التي ترفض الاستسلام لعلنا نصل إلى شاطئ الأمان والتفاؤل كتلك العصافير التي لم يرعبها منظر بناية ضخمة شهدت على أهوال الحروب إنما قررت أن تكون مسكنها وتحضن موسيقاها التي تدعونا إلى الأمل والتفاؤل".

أخذتْ الموج رمزاً للأمور التي تأتي وتذهب في الحياة: "موقع بيروت الجغرافي يسكن في قلبي ويلهمني، هو الأورع في العالم بالنسبة لي، نحن باب المتوسط. موجتي جسدت الواقع، لذلك استخدمت اللون الأزرق، واللون الرمادي لأعبّر عن ماضٍ أليم عاشه أهلي ومن سكن البلد".



لوحتها المفضلة الموجة المتكسرة على مبنى الـ"هوليداي إن"، "أحبها أن تبقى في الذاكرة رمزاً لجيلي، لأنها تجمع الانتصار على الحرب، فمن يراها يشعر بإحساس جميل".

30 في المئة من أرباح معرضها عادت إلى الصليب الاحمر اللبناني، وإلى جمعية "ديكوريت أند دونيت" التي تعنى بمساعدة العائلات اللبنانية المحتاجة.

"أهمية الفن تزداد حين يرتبط بالناحية الإنسانية، ومن خلاله نساهم لاستدامة التطور ومساعدة الآخرين، فالدور الإنساني لما يمثل الفن هو ما يجعله مميزاً ومفيداً بالإضافة إلى كونه جميلاً".

إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/22/2024 3:23:00 AM
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.

اقرأ في النهار Premium