هناك الكثير من الأدلة على فن العمارة الإسلامي عبر التاريخ، ويعتبر أبرزها مسجد سامراء الكبير الذي يقع في مدينة سامراء العراقية، وتحديداً في الشارع الاعظم الرئيسي، المعروف بالسريجة. أنشأه الخليفة المعتصم بالله وجدده الخليفة المتوكل على الله عندما ضاق على الناس، فهدمه وبنى مسجداً جامعاً واسعاً. بدأ في بنائه عام 849 م. واستمر العمل فيه لمدة ثلاث سنوات، ولم يبق من المسجد سوى الارض التي شيد عليها وأجزاء من الأسوار الخارجية التي كانت تحيط به، ثم مئذنته الملوية القائمة بجواره إذ تبلغ مساحته بدون الزيادات 38.000 متر مربع وهو يشغل مساحة مستطيلة الشكل تبلغ أبعادها 240 × 156 متر، تحيط بها جدران سميكة يبلغ سمكها 265 سم وارتفاعها الحالي عشرة امتار ونصف متر، وهي مزودة بأبراج نصف دائرية ضخمة يزيد قطرها على ثلاثة أمتار ونصف متر ويبتعد كل برج عن الآخر نحواً من 15 متراً ويبلغ عددها 44 برجاً.
يلاحظ ان الجدران تخلو من الزخرف وان كانت المسافة المحصورة بين كل برجين مزينة في قسمها العلوي بشريط يضم ست فجوات فقط ما زال بعضها يحتفظ ببقايا كسوته الجصية. وتحيط بالجوانب الشرقية والغربية والشمالية لهذه الجدران زيادات خارجية مما يجعل مقاسات المسجد الخارجية 444 × 376 متر. صمم هذا المسجد على نسق المساجد ذات الاروقة، أي التخطيط الكلاسيكي أو التقليدي. وتم تزويد المسجد، نظراً لاتساعه، بـ19 مدخلاً مستطيلاً، اثنان بالجدار الجنوبي قرب المحراب، ومثلهما بالجدار الشمالي، وخمسة بالجدار الشرقي وسبعة بالجدار الغربي.
جرى تدمير أجزاء كبيرة من المبنى خلال الغزو المغولي بقيادة هولاكو، في عام 1258، ولكن إحدى المعالم الأكثر إثارة للاهتمام في البناء، وهي المئذنة التي يبلغ طولها 52 متراً، نجت من الدمار المغولي. بنيت المئذنة على شكل مخروط ملفوف في منحدر حلزوني يؤدي إلى الأعلى. ليس من الواضح سبب اختيار البنائين الشكل المخروطي، وقد لاحظ بعض الناس أنه يشبه قليلاً المعابد المدرجة الموجودة في بلاد الشام وايران. يُعد المسجد الجامع مع المئذنة الملوية من الآثار التاريخية وأبرز معالم عهد الدولة العباسية في مدينة سامراء، وهو استطاع التغلب على كل عوامل التخريب على مر الزمن.