النهار

البرلمان الإيطالي "يأمر باعتقال بيل غيتس ووقف مؤسّسته"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
البرلمان الإيطالي "يأمر باعتقال بيل غيتس ووقف مؤسّسته"؟ إليكم الحقيقة FactCheck#
A+   A-

في المزاعم المتداولة، "قدّم البرلمان الإيطالي أمراً باعتقال بيل غيتس ووقف مؤسّسته". فيديو أرفق بالمنشور، وتظهر فيه سيدة متكلمة بالإيطالية، و"تقارير مضرة بالأطفال نتيجه التطعيمات"، وفقا للمتناقل. غير ان هذه المزاعم خاطئة. الفيديو يظهر النائبة الإيطالية سارة كونيال تهاجم غيتس في خطاب أمام البرلمان. لكنها لم تدعُ إلى توقيفه، ولم يرد تعبير "اعتقال" او "توقيف" في كلامها. أياً يكن، فإن موقفها لا يمثل البرلمان الإيطالي، علما أن بعض ما اوردته عن غيتس تضمّن مغالطات عدة. FactCheck#

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

الوقائع: منذ ايام عدة، كثفت حسابات وصفحات على وسائل التواصل الاجتماعي تناقل هذه المزاعم (من دون تدخل): "البرلمان الايطالي يقدم امر بإعتقال بيل غيتس وايقاف مؤسسته. ووجود تقارير مضره للاطفال نتيجه التطعيمات"، وأيضا "عاجل- الحكومة الإيطالية تطالب بالقبض فورا على بيل غيتس. البرلمان الايطالي يندد بمؤامرة بيل غيتس منذ 2018...". وقد ارفقتها بفيديو تظهر فيه سيدة متكلمة (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...).  

المزاعم ذاتها تتناقلها ايضا حسابات بالاجنبية (مثل هنا، هنا، هنا...). 

التدقيق: 

*من السيدة المتكلمة في الفيديو المتناقل؟ 

انها النائبة الإيطالية سارة كونيال Sara Cunial. وتنشر الفيديو، بنسخته الكاملة، في صفحتها في الفيبسوك، في 14 أيار 2020. كانت تتكلم أمام البرلمان الإيطالي يومذاك، لعرض "موقفها من مرسوم إعلان حال الطوارئ الخاص بوباء كورونا في إيطاليا وسبب تصويتها ضده"، على ما تشرح. 

كونيال دخلت البرلمان الإيطالي عام 2018 كنائبة من "حركة خمس نجوم"، قبل ان تطردها الحركة من صفوفها في نيسان 2019 بسبب خلافات معها في المواقف. وبالتالي ما تعبّر عنه لا يمثل البرلمان او الحكومة، انما هو موقفها الشخصي السياسي.   

*ماذا تقول كونيال أمام البرلمان؟ 

-مدّة الفيديو نحو 7 دقائق، بالإيطالية. وقد أمكن ايجاد تسجيل يتضمن ترجمة بالإنكليزية (هنا). كذلك، تنشر النائبة كونيال خطابها (بالانكليزية) في صفحتها.

وهنا بعض أبرز ما قالته: "فهمنا أننا لا نموت بسبب الفيروس، وأنه يمكن أن تعاني وتموت بسبب قانون البؤس والفقر". "الحق بالتعلم في المدرسة سيُمنح فقط مع سوار لنعتاد الإفراج المشروط والتباعد الاجتماعي في مقابل سكوتر وجهاز لوحي".

"الجميع منغمسون في شهوات الرأسمالية المالية، ومحركها تضارب المصالح الذي تمثله بشكل جيد منظمة الصحة العالمية، ومانحها الأول المحسن ومنقذ العالم بيل غيتس". "عام 2018 تنبأ (غيتس) بحصول جائحة، ثم طبّق محاكاة لها في تشرين الاول الماضي في "الحدث 201"، بالاتفاق مع أصدقاء دافوس، وبقي لعقود يخطّط لتقليل السكان والسيطرة الديكتاتورية على السياسة العالمية بهدف تحقيق الأسبقية على الزراعة والتكنولوجيا والطاقة". 

وتقتبس كونيال أقوالا مزعومة لغيتس: "إذا قمنا بعمل جيد في اللقاحات الجديدة والصحة والصحة الإنجابية، فيمكننا خفض عدد سكان العالم بنسبة 10-15%"، و"فقط إبادة جماعية واحدة يمكن أن تنقذ العالم".

وتقول: "بفضل لقاحاته تمكن من تعقيم ملايين النساء في إفريقيا، وتسبب بوباء شلل الأطفال الذي شل 500 ألف طفل في الهند...". "الهدف الحقيقي هو السيطرة الكاملة والمطلقة على البشر الذين حُوِّلوا فئران تجارب وعبيدا في انتهاك للسيادة والإرادة الحرة".

واختتمت: "نصيحة لرئيسنا (رئيس الحكومة جوزيبي) كونتي: المرة المقبلة التي تتلقى مكالمة هاتفية من المحسن بيل غيتس، أرسلها مباشرة إلى المحكمة الجنائية الدولية للجرائم ضد الإنسانية. وإلا أخبرنا كيف يجب أن نعرّف بك، المحامي الصديق الذي يتلقى أوامر من مجرم". 

*هل طالبت كونيال بـ"توقيف غيتس؟ 

كلا، لم تطالب كونيال بـ"توقيف" غيتس، كما تزعمه حسابات (مثل هنا، هنا، هنا، هنا، هنا...). خطابها أمام البرلمان لم يتضمن مثل هذا الطلب، ولا تعبيري "توقيف" او "اعتقال"، انما "نصيحة لكونتي بإحالة المكالمة الهاتفية من غيتس، عندما يتلقاها، على المحكمة الجنائية الدولية للجرائم ضد الإنسانية"، بتعابيرها الحرفية. ويُفهَم بالتالي منها انها تعتبر ان غيتس "مجرم" ارتكب "جرائم ضد الإنسانية".  

*ماذا عن الاتّهامات التي توجهها الى غيتس؟ 

1-كونيال: بيل غيتس هو المانح الأول لمنظمة الصحة العالمية. 

الجواب: تصدرت الولايات المتحدة الدول المساهمة في ميزانية منظمة الصحة العالمية، إذ بلغ حجم مساهمتها 553,1 مليون دولار، ما يمثل 14,67% من الميزانية الإجمالية. وتصل الأموال إلى صناديق منظمة الصحة طبقا للمشاريع والحاجات. والمساهم الثاني من حيث حجم الأموال والأول بين الجهات الخاصة هو مؤسسة بيل وميليندا غيتس التي أنشأها مؤسّس مايكروسوفت (9,78%)، يليها التحالف العالمي للقاحات والتحصين "غافي" (8,39%) ثمّ بريطانيا (7,79%) وألمانيا (5,68%)--- أ ف ب. 

منظمة الصحّة أمام تحدّ: تجميد التمويل الأميركيّ يحدث فجوة هائلة في ميزانيتها الهشة--- أ ف ب، 16 نيسان 2020. 

في 15 نيسان، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّه أمر إدارته بأن تعلّق دفع المساهمة المالية للولايات المتحدة في منظّمة الصحة العالمية بسبب "سوء إدارة" المنظمة الأممية لأزمة تفشّي فيروس كورونا المستجدّ. واثر هذا القرار، أعلنت مؤسسة بيل وميليندا غيتس تخصيص 150 مليون دولار أخرى لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

2- كونيال: عام 2018 تنبأ (غيتس) بحصول جائحة، ثم طبّق محاكاة لها في تشرين الاول الماضي في "الحدث 201...".  

الجواب: الاتهامات التي تساق ضد غيتس ومؤسسته في موضوع تفشي فيروس كورونا المستجد، لا سيما التخطيط للجائحة، خاطئة. وسبق أن بيّنا في المقالة أدناه الصح من الخطأ مما يتم نشره من اتهامات ضد غيتس على وسائل التواصل الاجتماعي. 

بيل غيتس وراء تفشّي فيروس كورونا المستجدّ؟ إليكم حقيقة هذه الاتّهامات FactCheck#

3-كونيال تنسب الى غيتس قوله: "إذا قمنا بعمل جيد مع اللقاحات الجديدة والصحة والصحة الإنجابية، فيمكننا خفض عدد سكان العالم بنسبة 10-15%". 

الجواب: من الخطأ القول بأن غيتس يأمل في خفض سكان العالم بواسطة اللقاحات وغيرها. ما يعتقده، وقد عبّر عنه مرارا، هو أن "الحد من وفيات الرضع من خلال تطوير التطعيم يمكن أن يبطئ النمو السكاني في العالم. ويرى غيتس أن هذا التقدم سيؤدي في النهاية إلى ان ينجب الاهل عددا أقل من الأطفال، إذا علموا أنهم سيعيشون لفترة طويلة وبصحة جيدة. وفي نهاية المطاف، هذا من شأنه أن يقلل من نمو سكان العالم" (les Decodeurs).

4- كونيال تنسب الى غيتس قوله: "فقط إبادة جماعية واحدة يمكن أن تنقذ العالم".

الجواب: لا أثر لهذا القول المزعوم لغيتس عن "إبادة جماعية...". 

5- كونيال: "بفضل لقاحاته تمكن من تعقيم ملايين النساء في إفريقيا، وتسبب بوباء شلل الأطفال الذي شل 500 ألف طفل في الهند...".

الجواب: هذه المزاعم لا صحة لها، وفقا لما توصل اليه موقع LeadStories المتخصص بتقصي صحة الاخبار. وقد نفت مؤسسة بيل وميليندا غيتس هذه الاتهامات، بينما أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانا حذرت فيه من معلومات مغلوطة بهذا الشأن. 

ما حقيقة التّحذير من "شريحة ID2020 سيُحقن بها كلّ البشر تحت مسمّى لقاح" لكورونا؟ FactCheck#

النتيجة: المزاعم أن "البرلمان الإيطالي قدم أمراً باعتقال بيل غيتس ووقف مؤسّسته"، خاطئة، لا صحة لها. الفيديو المرفق يعرض مداخلة النائبة سارة كونيال أمام البرلمان الإيطالي في 14 أيار، والتي هاجمت فيها غيتس. غير انها لم تدع الى توقيفه، كما يتم زعمه. وقد تضمنت اتهاماتها له مغالطات عدة. 

[email protected]


 

إعلان

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/22/2024 3:23:00 AM
المنطقة وسط أجواء أو تفاعلات حربية مع هوكشتاين ومن دونه، لذا ليس في جعبته ما يعطيه للبنان، كما ليس لأي أحد ما يعطيه للفلسطينيين في هذه الظروف والمعطيات.

اقرأ في النهار Premium