بدءاً من 20 أيلول 2015 يصبح جبران باسيل رئيساً لحزب "التيار الوطني الحر" لأربع سنوات، فيما يبقى العماد ميشال عون رئيساً فخرياً. انتخابات "التيار" الداخلية انتهت، وفاز باسيل بالتزكية رئيساً لـ"التيار" مع نائبيه نقولا الصحناوي للشؤون السياسية ورومل صابر للشؤون الإدارية، بعدما قدّم ترشيحه عبر المحامية رندة حنا. فيما لم تستوفِ لائحة زياد البايع مع فارس لويس وإيلي معلوف لنيابة الرئاسة الشروط المنصوص عليها في النظام الداخلي، اذ لم تبرز المستندات المطلوبة للتسجيل وفقاً للأصول أمام لجنة قبول الترشيحات في مركز "التيار" في ميرنا الشالوحي، علماً أن لجنتي الطعون والانتخابات كانتا موجودتين أيضاً.
بعد التوافق الذي حصل بدعم العماد عون وتشجيعه، انسحب النائب ألان عون لمصلحة باسيل، لكن مجموعة من كوادر "التيار" بقيت تحاول انقاذ الديموقراطية في الحزب وخوض معركة مبدئية للحفاظ على ماء الوجه. فاجتمع أول من أمس أكثر من 350 من كوادر "التيار" من كل لبنان في قاعة ماديسون في حضور النائب زياد أسود وطلبوا اليه الترشح، الا انه امتنع عن تقديم ترشيحه لأنه اعتبر أن الوقت لم يعد يسمح أن يقوم بتنافس متوازن ومتكافىء، ففضّلت المجموعة عدم خوض المعركة والتسليم بفوز باسيل.
لكن ماذا بعد هذا الفوز؟ وما الذي ستؤول إليه حال "التيار" مع باسيل؟
من المبكر التكهّن بكيفية إدارة باسيل للحزب وما سيكون وضع الحزب عليه في ولاية تمتد لأربع سنوات، لكن مؤيديه يرون ان نهج العماد عون لن يتغير، وسيكون "التيار" أكثر دينامية. كما ان الانتقال سيكون هادئاً وسلساً برعاية العماد عون الذي اختار الأنضج سياسياً والأكثر ممارسة واطلاعاً على مندرجات الحزب ومجرياته. ويؤكدون ان باسيل يملك برنامجاً واستراتيجية لكيفية إدارة حزب "التيار الوطني الحر" وتطويره على نحو يواكب كل الأحزاب العريقة في دول العالم بل سيضاهيها ان كان على مستوى الشراكة أو على المستوى العمل السياسي المتابع اليومي.
أما معارضو طريقة وصوله الى الرئاسة فيأملون منه إعادة الشراكة واشراك الجميع في اتخاذ القرارات وإعادة تفعيل الإدارة الحزبية، ويرونها فرصة لإعادة الحيوية الى الحزب، بعدما خاضوا نقاشات عدة حول صلاحية الرئيس وإعطاء المكتب السياسي دورا، من باب المحافظة على مبدأ الديموقراطية. كما يأملون أن يكون باسيل الرجل المناسب في المكان المناسب وأن يجد الأطر لإعادة إحياء العصب الحزبي الذي فقد لمصلحة "تكتل التغيير والاصلاح". ويجزمون بأن أي مجموعة لم تنسحب من "التيار" كما يشاع جراء تفضيل العماد عون باسيل، وبالتالي فوزه بالتزكية، ويتركز همّها على تفعيل العمل الحزبي من الداخل وليس من الخارج، وأن تنقذه وتظهره كحزب متطور وحديث في وجه الأحزاب الأخرى التي كانت ممارستها تقليدية، مؤكدين أنهم اليوم الى جانب الرئيس لينجح في هذه المحاولة، وأنهم جميعاً يلتقون على مبادىء "التيار" التي أرساها العماد عون.
في المبدأ، طويت صفحة انتخابات رئيس "التيار"، في انتظار المراحل الأخرى أي تعيين اللجان المركزية والداخلية، وصولاً الى اجراء الانتخابات الداخلية في "التيار" والتي يعوّل عليها كثيراً المعارضون، ثم اكتمال عقد المجلس الوطني والمجلس السياسي وكل الهيئات والمجالس واللجان الداخلية، الى تنظيم المؤتمر التنظيمي العام، وبالتالي تحويل "التيار" مؤسسة أو حزباً ديموقراطياً بكل ما للكلمة من معنى، كما تحلم القاعدة العونية، وهنا التحدّي الأكبر الذي سيواجه الرئيس الجديد.