لم يتنكر العماد ميشال #عون يوماً لتاريخه، ولا هو خجل به، فهو قاد معركة تل الزعتر من موقعه كمسؤول عن العمليات التي ادت الى اخراج التنظيمات الفلسطينية المسلحة منه، وكذلك المدنيين من أحدى اكثر المواقع اهمية في محيط بيروت. كذلك لم يتنكر العماد ميشال عون لدوره في حماية المناطق الشرقية عندما كان قائداً لافواج الدفاع في الجيش. وعندما وصل الاجتياح الاسرائيلي الى بيروت، وبعد اغتيال الرئيس بشير الجميل دخل على المجتمعين في المجلس الحربي محذراً اياهم من الدخول الى المخيمات الفلسطينية "كي لا يتحول مسيحيو لبنان من مدافعين عن حقوقهم الى قتلة للشعب الفلسطيني"، لكن من كانوا مجتمعين في تلك الغرفة لم يصغوا الى ما قاله العقيد عون انذاك وبادروه قائلين: "من كان يمنعنا من دخول المخيمات مات"، والمقصود الشيخ بشير.
من المفهوم تماماً ان تبادر محطة "الميادين" الى اتهام #بشير_الجميل بكل شاردة وواردة والصاق كل الصفات به، وذلك بديهي في منطق الصراع الذي لا يريد البعض الخروج منه رغم كل المصالحات والحوارات واللقاءات والمصارحات التي جرت بين الافرقاء المتناحرين على الساحة اللبنانية. لكن ما ليس مفهوماً هو قيام محطة "او. تي. في" ببث تقرير تضمن معلومات مغلوطة عن المرحلة التي سبقت أنتخاب بشير الجميل رئيساً وأغتياله. تلك المرحلة التي كان فيها ميشال عون من اقرب مساعدي بشير الجميل ومستشاريه العسكريين و "اذّرعه" العسكرية اذا صح الكلام، ولا تزال تلك الجملة الشهيرة التي قالها عون الى بشير الجميل ماثلة في الاذهان: "زمننا لم يأت بعد". ولاحقاً أتى زمن العماد ميشال عون عندما رفع كتيب "نحن والقضية" رداً على سؤال وجهه اليه احد الصحافيين في قصر بعبدا، عما يجمعه مع "القوات".
ورّث "التيار الوطني الحر" بشخص زعيمه العماد ميشال عون كل شعارات بشير الجميل وصلابته وتلك الارادة في ان يكون المسيحي شريكاً حقيقياً في الحياة الوطنية، لكن المشكلة في اعتقادي ان قسماً او بعضاً من "التيار الوطني الحر" لا يفهم العماد ميشال عون، ولا تلك الامانة التي يجب عليه ان يحملها في الدفاع عن حقوق المسيحيين ووجودهم الحر الآمن. وهذا القسم او البعض نقل معه الى "التيار" افكاره المعادية لبشير الجميل والتي لا تستقيم لا مع نهج "التيار" التاريخي، ولا مع تفكير زعيمه ميشال عون ومسيرته الشخصية.
وكان حزب الكتائب أصدر بياناً اعتبر فيه ان ما بثته قناة "او تي في" وقبلها قناة "الميادين" ان رئيس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل قصد سوريا العام 1981 يرافقه الشيخ بشير الجميل للقاء الرئيس حافظ الاسد، وان الاسد وافق على تولي بشير رئاسة الجمهورية بمباركة سوريا، "ليس سوى محاولة رخيصة للنيل من القيم التي يمثلها الرئيس الراحل". ورأى الكتائب، "ان بشير الجميل بقبره عاص على كل الانتقامات الرخيصة ولا يحق ولا يستحق استحضاره تشبهاً به استرئاساً". وخلص الى انه "اذا كان من مصلحة قناة الميادين التزوير، فالسؤال: اين مصلحة قناة "او تي في" الترويج لهذه المادة المزورة، في زمن تدعي المحطة والقيمون عليها الدفاع عن المسيحيين وعن الجمهورية".