السبت - 28 أيلول 2024
close menu

إعلان

ما علاقة ماكرون بـ"الاخوان المسلمين"؟!

المصدر: "النهار"
ما علاقة ماكرون بـ"الاخوان المسلمين"؟!
ما علاقة ماكرون بـ"الاخوان المسلمين"؟!
A+ A-

فخلال المناظرة الانتخابية ليل الاربعاء الخميس، أخذت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن على منافسها علاقته باتحاد المنظمات الإسلامية لفرنسا التي دعت للتصويت للوزير السابق، وحاولت جاهدة تصويره متساهلاً مع التطرف الاسلامي، ما دفعه الى الرد قائلاً: "لا اعرف زعماء الاتحاد، لم التقهم قط، ولا علاقة لي معهم".  

وكان الاتحاد أول من رد على اتهامات سابقة للوبن في هذا الشأن، قائلاً في بيان "إننا نكن احتراماً للسيد إيمانويل ماكرون، ولكن لا علاقة خاصة لنا بحركته"، مندداً ب "كذبة سافرة" للمرشحة اليمينية المتطرفة. وجدد الاتحاد الذي دعا "الى التصويت بكثافة للسيد ماكرون ووقف التهديد الذي تمثله أفكار السيدة لوبن" نداءه في بيان نشره بعد مناظرة الثالث من أيار.





من هو؟

وأنشئ الاتحاد عام 1983 في مورت أيه موزيل، بمبادرة من طالبين عراقي وتونسي كانا يتبعان رجل الدين اللبناني فيصل المولوي من "الاخوان المسلمين".

وبعدما دافع عن فتاتين طردتا من المدرسة في منطقة كريه بسبب ارتدائهما الحجاب عام 1989، في قضية دفعته الى الواجهة الاعلامية، انخرط الاتحاد في القطاع الاجتماعي في التسعينات وبدل اسمه من اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا الى اتحاد المنظمات الاسلامية لفرنسا. وعام 1992، أسس المعهد الأوروبي للعلوم الانسانية في سان ليجيه دو فوجريه بمنطقة بيفيير، الملكفة إنشاء أئمة ورجال دين.

وصار الاتحاد عام 2002 أحد المحاورين المفضلين لوزير الداخلية في حينه نيكولا ساركوزي الذي فرضه ضمن المجلس الفرنسي للدين الاسلامي المنشأ عام 2003. وعلى رغم قاعدته الضيقة، انخرط الاتحاد في العملية آملاً في أن يوفر له اعتراف السلطات العامة. وعام 2005، نشر فتوى تدعو المسلمين الى الهدوء خلال أعمال الشغب في الضواحي. ومنذ 2001، انسحب من المجلس الفرنسي للدين الاسلامي، وإن يكن يسعى حالياً الى العودة اليه.

بني الاتحاد، وهو فرع لاتحاد المنظمات الاسلامية لأوروبا، على أساس نظام هرمي، وهو يجمع حالياً أكثر من 250 منظمة فرنسية، في شبكة تغطي كل أوجه الحياة الاجتماعية وفقاً للرؤية العالمية للإسلام، كما تراه جماعة "الاخوان المسلمين".





وفي شباط، اعتمد اسماً جديداً هو "مسلمو فرنسا" من أجل التخلص من سمعة اعتباره جسراً ل"الاخوان المسلمين" في فرنسا. وتقول صحيفة "الموند" أن الاتحاد الذي يديره حالياً عمار الأصفر، يفقد زخمه، وخصوصاً أن إدارته لم تستقطب شباباً كثراً ولدوا في فرنسا. ومنذ منتصف الألفية الثالثة، واجهت الدينامية التي اكتسبها في التسعينات منافسة من نمو السلفية. 


وعلى موقعه، يشجع الاتحاد على قراءة حقيقية ومنفتحة للاسلام، الامر الذي يسمح ب"تطوير فكرة ومواقف تتفق مع الاسلام مع دمج الاطار الجمهوري الفرنسي".  

ويشمل أعضاؤها مروحة واسعة من الشخصيات، من إمام بوردو طارق أوبرو، المؤيد لاسلام ليبرالي، الى أعضاء محافظين. ويشارك طارق رمضان، بروفسور الدراسات الإسلامية في جامعة أوكسفورد، في التجمع الكبير الذي ينظمه الاتحاد كل سنة في بورجيه بمنطقة سان سين دني والذي يجمع عشرات الاف الزوار، وإن يكن غاب عنه هذه السنة. ومرات عدة، أثار مدعوون الى مؤتمر الاتحاد سجالات بسبب آراء أو كتابات لهم، ومنع بعضهم من دخول الاراضي الفرنسية.

 
وتأخذ لوبن على ماكرون الدعم الذي حصل عليه من الاتحاد، علماً أن الاخير دعم الرئيس السابق جاك شيراك ضد والدها جان-ماري لوبن عام 2002، ولم تثر المسألة سجالاً في حينه.  

 واستقبل رئيس الاتحاد نيكولا ساركوزي ك"صديق" في مؤتمره عام 2003، الا أن دعمه لمجلة شارلي إيبدو لنشرها رسماً كاريكاتورية تمثل النبي عام 2006 ، كرس القطيعة بين الجانبين. وعام 2007، دعا الاتحاد الى التصويت ضد ساركوزي وسيغولين رويال، في مبادرة اعتبرت في حينه دعماً لفرنسوا بايرو.

 وخلال معرضه السنوي هذه السنة، دعا الاتحاد قبل الدورة الاولى من الانتخابات الى عدم المقاطعة من دون أن يوجه لدعم مرشح محدد.

وبمواجهة الضجة التي أثارتها لوبن، رد وزير الاقتصاد السابق أولاً عبر الناطق باسمه بنجامين غريفو الذي تساءل: "هل شارك الاتحاد بأي طريقة في وضع برنامج ماكرون؟ الجواب هو لا...هذه ليست رؤيتنا للاسلام المعتدل المنسجم مع قيم الجمهورية".

 وبعد ذلك تدخل ماكرون شخصياً، قائلاً: "ما دام الاتحاد منظمة تدافع عن دين، وإن يكن على أسس لا أشاطرها اياها، فإنها اذا احترمت قوانين الجمهورية، ليس علي أن أحظرها"، مضيفاً أنه لن يتردد في حلها اذا حصل العكس.

 محمد ساو


وخلال مواجهتها مع ماكرون، كررت لوبن اسم شخص يدعى محمد ساو، قائلة إنه مقرب منه.   

وساو الذي اثار اسمه سجالا واسعاً على الانترنت في آذار ونيسان هو مدرس تاريخ وجغرافيا ، وعضو سابق في حركة "أن مارش" في منطقة فال دواز.


وبدأ السجال نتيجة لآراء كتبها ساو على الانترنت ونبشها موقع "فوروم.أف أر" اليهودي. ومما قاله " لم أكن ولن أكون يوماً شارلي"، بعد نشر مجلة "شارلي إيبدو" رسماً كاريكاتورياً عن ضحايا الزلزال في ايطاليا. كما أبرز منشورات لمروان محمد، الرئيس المثير للجدل لتجمع مناهضة الاسلاموفوبيا في فرنسا.

وعندما سألت "ليبراسيون" ساو عن قوله "لست شارلي"، أجاب: "هذا يعني أنني لا أؤيد خطهم التحريري. ولكنني لم أؤيد الهجمات في أي لحظة. أنا أندد بالعنف بكل أنواعه".

وتؤكد "الموند" أن لا شيء يدعم رأي لوبن بأن محمد ساو هو "اسلامي راديكالي".

 وبمواجهة السجال ومع تنويهها بالعمل الميداني لساو، أعلنت "أن مارش" احالته على التقاعد الى حين اجراء تحقيق داخلي. ولكن فيديو لماكرون أعادت اطلاق السجال، إذ سمع يقول أن ساو قد يكون أدلى بآراء مثيرة للجدل، وإن يكن "شخصاً جيداً"، الامر الذي استغله خصومه وفي مقدمتهم الجبهة الوطنية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم