صعوبة في التنفس، التهابات متكررة في الجيوب الأنفية أو الأذن، صداع... عوارض كثيرة ترافق المريض الذي يعاني اللحميّة. نسمع كثيراً عن اللحميّة برغم اختلافاتها وتأثيراتها على الشخص، لكن متى تتحوّل إلى عائق في حياة المريض وتستوجب التدخل طبّياً؟ وهل حقاً أنّ اللحميات تعاود الظهور أم أنّ هناك مسببات مسؤولة عن تضخمها وظهورها من جديد؟
يُميّز الاختصاصي في جراحة الأنف والأذن والحنجرة بسام رومانوس بين نوعين من اللحميّة هما:
• لحميّة الصغار (Adenoids): كل الأشخاص بعد عمر سنة تظهر عندهم هذه اللحميّة وتختفي لوحدها عند سن 7-8 سنوات. في هذه الفترة إذا أصبحت هذه اللحميّة تزعج الطفل إذ يضطر إلى تناول مضادّات حيوية بحدود 5 مرات (التهابات أذن - التهاب رئوي - التهابات في الجيوب الأنفية...) أو يعاني ضيق تنفس في الليل ولم يلق نتيجة في علاج الأدوية، فعندها نلجأ الى العملية الجراحية. إجمالاً هذا النوع من اللحميّة يختفي بمفرده بنسبة 95%. وإذا اضطررنا إلى معالجتها عبر الجراحة فهي لا تعاود الظهور مرة أخرى إلا إذا حدثت التهابات متكررة أو بالتعرض إلى التلوّث بشتى أنواعه.
إذا كانت لحميّة الصغار ما زالت موجودة عند الكبار، فعندها قد تحمل دلالات مرضية أخرى ومن بينها السرطان.
• لحميّة الكبار (turbine): وهذا النوع من اللحميّة موجود عند الصغار والكبار على حدّ سواء، وهي تؤدي دوراً هاماً كفلتر للهواء الذي نتنشقه، كما تؤدي دوراً في تسخين الهواء ليصبح ملائماً مع حرارة جسمنا، بالإضافة إلى دورها في رطوبة الهواء. علينا أن نعرف أنّ نوعية الهواء الذي نتنشقه من خلال الفم مختلف تماماً عن نوعية الهواء عبر الأنف. لذلك تكمن أهمية هذه اللحميات turbine في إيصال الهواء بأفضل الظروف إلى الرئتين. لكن إذا تضخمت هذه اللحميّة وبدأت تُشكّل عائقاً في عملية التنفس فعندها يجب التدخل طبياً من خلال تصغيرها، ولكن ممنوع استئصالها لأنها ستؤثر على حياة المريض طيلة حياته.
اقرأ أيضاً: حساسيّة الأنف والرئتين يعانيهما الأولاد.. غياب العلاج يؤدّي إلى مضاعفات أبرزها تفاقم الربو
بين العوارض والعلاجات... الوقاية أولاً
أما أبرز العوارض فيُلخّصها رومانوس بالآتي:
* صعوبة التنفّس لا سيما خلال الليل.
* التهابات متكررة في الجيوب الأنفية أو في الأذن أو التهابات رئوية.
ويضيف قائلاً: "قبل اللجوء إلى العملية الجراحية لتصغير لحميّة الكبار، نبحث أولاً في الأسباب لمعالجتها ولتفادي معاودتها أو تضخمها من جديد. فإذا كان المريض مدخناً أو يتعرّض لتلوث كيميائي أو يعاني حساسيّة فكلها عوامل ومسببات من شأنها أن تسبب انسداداً في مجرى التنفّس وتضخّماً لهذه اللحميات. لذلك من الهامّ جداً أن نعالج الأسباب بالتوازي مع العملية الجراحية حتى نلمس نتائج جيّدة وناجحة. وفي معظم الأحيان يكون العلاج من خلال الأدوية لا الجراحة، حالات نادرة نضطر من خلالها إلى اللجوء إلى العملية الجراحية".
الإهمال وعدم التقيّد بتعليمات الطبيب، كتناول الأدوية، يؤديان إلى العملية الجراحية. من هنا يشدّد الاختصاصي في جراحة الأنف والأذن والحنجرة على "أهمية الوقاية والتمتع بهواء نظيف ورطب وتفادي الهواء الساخن أو الجافّ لأنه بمثابة العدوّ الأكبر للأنف".