عند كل حدث أمني أو تحذيرات من قبل السفارات او حتى حاجز أمني لدراجات نارية، يسارع لبناني الى "نجدة" أخيه عبر ارسال رسائل نصية او صوتية تحذر من حدث ما قد يحصل، مرفقاً التسجيل بعبارة مصدر امني او ضباط رفيع المستوى فينتشر التسجيل "السري" على هواتف اللبنانيين وتنقل صفحات بعض مواقع التواصل الاجتماعي تلك التسجيلات من دون التأكد من المصدر وفق مقولة "على صحة السلامة".
ومع اصدار السفارات تحذيرات لرعاياها بضرورة توخي الحذر من التنقل في الساعات القادمة، انتشرت العديد من التسجيلات الصوتية بين اللبنانيين، منها ما قيل بأنها تعميم من قبل الصليب الأحمر يطلب من عناصره الابتعاد عن الاماكن العامة والمزدحمة، وفيه : "أن الأيام المقبلة ستكون خطيرة على لبنان وستحدث انفجارات"، بينما في تسجيل آخر، يزعم المتحدث انه ينقل "عن مصادر امنية من القصر الجمهوري" ويطلب من زوجته الانتقال فوراً الى قريته والابتعاد عن "المولات" والاماكن العامة المزدحمة، الى تسجيلات مماثلة.
مصادر امنية دعت المواطنين عبر "النهار" الى عدم الهلع وتجاهل فحوى التسجيلات المتناقلة عبر "واتساب" والالتزام بما يصدر بشكل رسمي من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية. وأكدت ان التسجيلات المتناقلة تفتقد للدقة ومن شأنها ان توّلد توترا وضغطا نفسيا لدى الآخرين لدى تناقلها.
وأوضحت قيادة الجيش، في بيان، أن "بعض وسائل التواصل الاجتماعي يتداول شائعاتٍ حول مخاطر أمنية ناجمة عن أعمال إرهابية محتملة، قد تستهدف مراكز تجارية وسياحية وتجمّعات سكانية. يهمّ قيادة الجيش التأكيد أنّ الوضع الأمني مستقر، وتقوم مديرية المخابرات بشكلٍ مستمر بتنفيذ إجراءات استباقية لتفكيك الخلايا الإرهابية، التي كان آخرها تفكيك إحدى الخلايا الخطرة خلال الأيام الماضية".
الاخبار المتناقلة عبر التسجيلات دفعت الصليب الأحمر الى تكذيبها، حيث اشار المسؤول الاعلامي في الصليب الاحمر اياد منذر لـ"النهار" ان "التسجيل المنتشر مجرد اشاعة والصليب الاحمر دائماً على اهبة الاستعداد لأي حدث ممكن، فوظيفته الاساسية هي الانقاذ، وفي حال كان هناك خطر امني او غيره "نحن مستعدون دائماً لتلبية الواجب من دون تردد"، كما حذر الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة التداول باسم الصليب الأحمر اللبناني تمنى على الجميع توخي الدقة في نشر المعلومات المتعلقة به وعدم الأخذ بها إذا لم تكن صادرة عنه بشكل رسمي.
الى ذلك وفي موازاة عدم دقة التسجيلات المتناقلة فالامر لا يعني ان تحذيرات السفارات تنطلق من فراغ، وفي السياق كانت مصادر أمنية مسؤولة أكدت لـ"النهار" بأن التحذيرات التي أطلقتها السفارات "ليست مزحة"، وتحدثت عن وجود مجموعة متطرفة كانت تخطط لتفجيرات تطال أهدافاً عدّة من بينها الكازينو. وعلم أن دوافع هذه المجموعة تنطلق من خلفية ما حصل في معارك الجرود الأخيرة، وقد استبقت القوى الأمنية تلك التحذيرات وقامت بتوقيف العديد من الخلايا الارهابية، مؤكداً بأن الوضع الأمني ممسوك والقوى الامنية تتخذ اجراءات مشددة، وتتفرّغ للسهر على أمن الداخل لمنع وقوع أي خرق أمني، مؤكداً بأنه هناك تنسيق دائم ما بين الاجهزة الامنية، فالعمليات الاستباقية لها وقعها الامني المريح على الداخل اللبناني، فرغم ان الخطر يبقى موجوداً الا ان الاجراءات ادت الى تخفيف وقع الخطر.
ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى "عدم الأخذ بشائعاتٍ كهذه، وتُطمئن إلى أنّ وحدات الجيش قد اتخذت كافة التدابير الأمنية الاحترازية لترسيخ الأمن والاستقرار في البلاد".
وقد طالب الناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي الدولة بتقديم ايضاحات حول مصادر التسجيلات وبيانات السفارات:
إقرأ أيضاً: تحذيرات السفارات التي خوّفت الناس... خرقٌ للسيادة؟