النهار

كيف تكسب المواقع الإلكترونيّة أموالاً طائلة؟
A+   A-

باتت الإعلانات الرقمية هي المحرّك الأساس والهدف الأول لجميع المعلنين، فبعدما كانت الإعلانات تتمثل بالقنوات التلفزيونية أو اللوائح على الطرق، تغيّر مفهوم الإعلان رأساً على عقب منذ انطلاق مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت واحتلالها لجميع الشاشات، بدءاً من الحواسب المكتبيّة وصولاً إلى الحواسب اللوحية والهواتف الذكية. 

الدافع المادّي هو الأساس

وقد تطوّرت وسائل الإعلانات وصولاً إلى المواقع وخدمات الإنترنت، فبالرغم من أنّ مواقع الأخبار المتنوّعة التي تعرض الإعلانات لا تفرض عليك دفع أيّ شيء لقراءة أخبارها، تكسب منك مادّياً عند النقر على الإعلانات التي تهمّك ومشاهداتك للإعلانات.

الإعلانات أوكسجين المواقع

يقول جمال قاسم، مدير قسم تكنولوجيا المعلومات في شركة "رصد" المحدودة، عند سؤاله عن كيفية الاستفادة من الإعلانات على موقعه الإلكتروني في جني الأموال: "كنت دائم البحث عبر الإنترنت على مصدر لجني الأموال من الشبكة، إلى حين اكتشافي لخدمةGoogle Adsense الخاصّة بناشري المواقع الإلكترونية، التي تعمل بالتوازي مع خدمة Google Adwords الخاصّة بالمعلنين والمستخدمة من الملايين حول العالم. وبما أنني كنت ناشطاً على مواقع المنتديات وكنت ألاحظ مدى تفاعل الناس على المواضيع الإخبارية، قررت أن تكون البداية في هذا العالم من خلال منتدى يضمّ أقساماً متعددة ويفتح مجالاً للناس بالمشاركة والتفاعل في هذه الأقسام، وفي الوقت ذاته يمكن بهذه الطريقة وضع الإعلانات من شبكة Google Adsense على صفحات المنتدى لتكون مصدراً للربح وتمويلاً للموقع".

ويضيف قاسم: "البداية كانت خجولة بخاصّة مع الانطلاقة الصاروخية لموقع "فايسبوك" الذي أصبح بعد فترة قصيرة الموقع الأول بالمواضيع التفاعلية، وتسبب بإضعاف مواقع المنتديات، عندها قررت التخلي عن المنتدى والانطلاق في عالم المواقع الإخبارية التي أصبحت جاذباً للقراء في ظل أحداث المنطقة منذ سنوات وحتى يومنا هذا. وحاولنا قدر المستطاع أن نكون من الأوائل في مجال الإعلانات الرقمية كناشرين ومعلنين في الوقت نفسه، وعملنا على تحسين الموقع وتطوير طريقة العمل وأماكن نشر الإعلانات، بالإضافة لتكبير صفحة الموقع على "فايسبوك" التي أصبحت المصدر الأول للقرّاء على الموقع.

 ومع الوقت، بات هناك اندفاع أكبر لدى المعلنين بالتسويق لخدماتهم ومنتجاتهم من خلال شبكة الإنترنت وبالتحديد GoogleAdwords، نظراً لسهولة العمل على المنصّة بالإضافة إلى قدرة المعلن على توجيه الإعلان بطريقة مباشرة نحو الهدف من خلال تحديد سنّ القرّاء، الأماكن التي يوجدون فيها، اهتماماتهم، وغيرها الكثير. بالإضافة إلى ذلك، فقد ظهرت العديد من الشركات التي تعمل على ربط المعلنين بالناشرين من خلال منصّة خاصّة تعمل على جمع الإحصاءات من المواقع الإلكترونية المشاركة بخدمات هذه الشركات، ووضعها أمام المعلنين بهدف اختيار المواقع المناسبة لهم، إلا أنّ هذه الشركات أصبحت حكراً على المواقع الكبيرة القادرة على دفع مبالغ مالية طائلة في السنة الواحدة.

أما عن طريقة جني الأموال فقال قاسم: "إنّ "غوغل" تتقاسم الربح مع الناشر عبر إعطائه نحو 60% من الأرباح وتبقي الباقي لها، ولكن الصعوبة تكمن في أنّ "غوغل" تدفع العائد المادّي طبقاً لعدد النقرات – clicks أي ما معناه أنه إذا دخل القارئ إلى الموقع ولم ينقر على الإعلان فلن يكون هناك مردود ماليّ، لأنّ هدف "غوغل" هو إقامة حركة على مواقع المعلنين"، مشيراً إلى أنّ سعر النقرة أو الـ click يتراوح من سنت واحد إلى 15 دولاراً وأكثر في بعض الأحيان، وذلك حسب المعلن وحسب البلد الذي يوجد فيه القارئ، مع الأخذ في الاعتبار أنّ المنطقة العربية هي الأضعف نسبياً في سعر النقرة.

وتابع قاسم قوله إنه منذ نحو السنتين أطلق "فايسبوك" مشروعاً جديداً منافساً لخدمة Google Adsense اسمه Facebook audience network يعمل على دمج سعر النقرة cpc وعدد المشاهدات cpm، وتبيّن أنّ هذا المشروع ناجح وأنه منافس جدّي لـ"غوغل"، وبعض المواقع باتت تستخدمه وتعمل على التخلي عن خدمات "غوغل"، إذا لم تقم هذه الأخيرة بنقلة نوعية لشبكتها الخاصّة بالإعلانات.

وأشار قاسم إلى وجود العديد من شركات التسويق التي تعمل في مجال الإعلانات الرقمية، فهذه الشركات تتواصل مع ناشري المواقع الإلكترونية بهدف نشر الإعلانات على صفحات مواقعهم، وقال إنّ مردود الإعلانات من خلال هذه الشركات عادة ما يكون أكبر بكثير من الشبكات الإعلانية التي تعدّ ذات ربح محدود مقارنة بالإعلانات المباشرة على الموقع.

المواقع المدفوعة

في مقابل المواقع المجّانية التي تشكّل الغالبية، هناك المواقع المدفوعة التي تفرض على المستخدم دفع مبلغ مادّي مقابل الدخول وقراءة محتوياتها. هذا يشمل معظم الصحف الإلكترونية الكبيرة عالمياً، إذ توفّر لك مثلاً في الشهر 5 مقالات مجّاناً وإن كنت تريد تصفّح بقية المقالات التي تنشر يومياً يمكنك أن تدفع اشتراكاً مدفوعاً أسبوعياً أو شهرياً أو سنوياً كصحيفتي "نيويورك تايمس" و"لو فيغارو" الفرنسية.

من جهة أخرى، هناك مواقع ترفض إدراج الإعلانات وتطلب من المستخدمين التبرّع بالمال، وهناك مواقع تجمع بين الإعلانات والتبرعات مثل صحيفة "الغارديان".



اقرأ في النهار Premium